سمية زهير تكتب: معذرة يا أمي

معذرة يا أمي
معذرة يا أمي

بعد صراعك مع الجلطة منذ خمس سنوات ودخولك المشفي أكثر من  ثلاث مرات علي مراحل متعددة ومع وجود بعض التحفظات وقتها  علي التمريض خرجنا بفضل الله ،و إستطعنا بفضل الله  أيضا أن نعبر معكى   ونصل إلي مرحلة الصداقة مع  المرض.

وأصبحنا نتعايش مع مريضة الجلطة متأثرة بالجانب الأيسر من الجسد بلا ضرر ، ومرت الأيام ومعها خمس سنوات إلا شهر وكان ستر الله علينا كبيرا وعظيما، حتى جائحة الكورونا لم تصيبك بفضل الله والأخذ بالأسباب بإتباع الإجراءات البسيطة من تعقيم ونظافة وخلافه، حتى جاءت الضربة القاضية وذهبنا بكى إلى إحدى المستشفيات المعروف عنها بالالتزام ، وأنتى متأثرة بعدم إنتظام في ضربات القلب واضطراب في الوعى، وتم اختيار مستشفي  بعينها نظرا لوجود الطبيب المعالج لكى والمختص بالمخ والأعصاب في نفس المستشفي من باب الطمأنينة ،

وعند دخولك  تضاربت الأراء حول  دخولك الرعاية أم لا وبعد إجراء الأشعات والفحوصات والتضارب  في الرأى، تم حسم الموقف بدخولك الرعاية المركزة، وعلي الرغم من أن وضعك كان لا يستدعى دخولك الرعاية ولكن بما أننا لسنا أطباء إستسلمنا، ونحن نتصور أن الأمر لن يطول أكثر من يوم أو إثنين بالكثير، ولكن وأسفاه طالت المدة في الرعاية ، 
وكانت بداية النهاية لكى وحدث ما كنا لانتوقع وهى العدوى البكتيرية أو التسمم في الدم، الذي أصابك منذ اليوم الثانى، ولم نكن نعلم أنهم بدأو في مرحلة الشكوك حول هذه الكارثة، ثم صدر لكى الخروج من الرعاية إلي غرفة بعد 14 يوم  ونحن نتصور أن القرار جاء بسبب أنك في تحسن، ولكن كان الوهم الكبير لنا، و السبب الأساسي هو مراقبة المريض للمرحلة المنحدرة التالية وهى التنفس الصناعى،

وبالفعل في اليوم الثالث ونحن في الغرفة، جائتنى الممرضة تزف إلى خبر أن الطبيب المناوب يستدعينى، بمفجأة كارثية، أن الوالدة معملها سئ جدا ولابد من نقلها إلى رعاية تنفسية فائقة، وبالطبع سألت السبب قالو لى تحاليلها سيئة بسبب العدوى البكتيرية وهو ما سبب إلتهاب لها وسألت إلتهاب أين يوجد بالتحديد وكان الرد( حنشوف لسه), وبعد دخول الرعاية الفائقة قال لي طبيب الرعاية حالة تسمم في الدم وهو مصطلح أخر للعدوى البكتيرية، تسببت العدوى البكتيرية أو التسمم فى الدم في إلتهاب علي الرئة وغيبوبة وخلل في وظائف الكلى حتى الفشل  وجميعها أمراض لم تصب بها والدتى من قبل ولكنها كانت دائما مدانة من كبار الأطباء هناك بأنها من كبار السن والمناعة ضعيفة لا تقاوم العدوى البكتيرية أو التسمم فى الدم، حتى جاء أمر الله وصعدت روحها الجميلة إلي بارئها، وبرضي كبير بقضاء الله وقدره،

ولكن هذا لن ينفي الإهمال الطبي  الذي  أودى بنا إلي ذلك،  وخاصة أن اتباع الإجراءات السليمة في أي مشفي يقي إلي حد كبير من كارثة مايسمي (بالعدوى البكتيرية أو التسمم في الدم البؤرة المميتة التى لا ترحم مرضي المستشفيات وخاصة مرضي الرعاية المركزة، وهذه الكارثة لم أكن أعلم عنها ذلك، وتجنب هذه الكارثة لا يحتاج إلا الإجراءات البسيطة و غير المكلفة  التى تحدث عنها الجميع وقت جائحة الكورونا وهى النظافة وغسل الأيدى وغيرها من الإجراءات الإحترازية وإضافة إلى ذلك التعقيم الجيد للأجهزة التي يتعامل بها المريض، مثل القسطرة والرايل، وللأسف هى  الوسيط في انتقال العدوى البكتيرية، اللهم لا تريني في أحد الإهمال الطبي الذى رأيته في أمى، ورفقا أيها المسئولون عن المشافي بالمرضي وخاصة كبار السن وذويهم ، ومعذرة يا أمى علي فهمى الخطأ بأن المشفي  هو علاج لكى وليس مصدر لمرضك، وداعا  يا حبيبتى وسلاما علي روحك الطاهرة.