حكايات| تنبأ بولادة نجم الأهلي.. عم مصطفى أشهر «ترزي» كرة القدم

 عم مصطفى أشهر ترزي كرة القدم
عم مصطفى أشهر ترزي كرة القدم

بلغ الشيب رأسه، واكتسى وجهه بالتجاعيد، لكن يده تحتفظ بمهارة وخفة غير عادية، تاركة خلفها أفضل الإبداعات الحرفية بصناعة وإصلاح كرة قدم.

في ورشة صغيرة بحي عابدين في قلب القاهرة الخيدوية، يجلس عم مصطفى داخل محل لا يتجاوز مساحته مترا وممتليء بجميع أنواع الكرات، يحتفظ الرجل بوجه مبتسم بسيط يحبه أبناء المنطقة يتوافد عليه يوميا زبائن من جميع المناطق داخل القاهرة وخارجها.

عم مصطفى هو أشهر صانع لكرات القدم  ويتعلق بمشاهير الأندية، حيث يقول لـ«بوابة أخبار اليوم»: «كان لا يوجد تليفونات كثيرة وكان يوجد ترزي اسمه مصطفى الوحيد الذي كان يمتلك تليفون في المنطقة، وعندما تأتيه مكالمة لي يقول مصطفى بتاع الكورة، ومن هنا أصبح اسمي (مصطفى كورة)».

اقرأ أيضا: حكايات| ممبار يولع القلب نار.. «درب المسمط» بين طعام الفقراء وأشواقهم

وعن سر عشقه للكرة وتعلمه منها، يروي عم مصطفى أنه منذ كان طفلا في عمر العاشرة من عمره كان يجلس بجوار والده يتعلم كيف يتم نفخ الكرة بالهواء وإعادة إصلاح الأجزاء التالفة منها أو غير ذلك.

مرت الأيام حتى شاب وهو في نفس المكان وأصبح يجلس مكان والده وتحيطه الكرات بأحجامها وألوانها المختلفة من كل الجهات؛ حيث يعمل بهذا المجال منذ نصف قرن في تصنيع الكرة ولكن الان أصبح يقوم بتصليحها فقط.

ويحكي أيضًا أن له قصصًا مع مشاهير الكرة والأندية، وفي القلب منها النادي الأهلي، قائلا: «كانت أحلى أيام في حياتي حيث كنت أصنع الكرة من الجلد الطبيعي وكان كبار لاعبي الكرة يأتون ليأخذوا الكرة مني».

ومنذ منتصف الثمانينيات تغير كل شيء، عندما ظهرت الصناعة الصينية فأصبحت الكرة ذات الخامات المستوردة هي النوع المطلوب والأكثر في مصر فاتجه منذ ذلك الوقت لتصليح الكرات بدلا من القعدة في المنزل والاكتئاب.

من هنا قرر «مصطفى كورة» إصلاح الكرات باستخدام أساليب قديمة مثل التي استخدمها وتعلمها منذ سنوات طويلة من والده لأنه ببساطة تربى واعتاد عليها.

وعن عائلته، يقول عم مصطفى: «ربنا كرمني بثلاثة أبناء وكنت مصمم على تعليمهم أفضل تعليم حتى أصبح اثنان منهم مهندسين والثالث تخرج في تعليم متوسط.. والحمدلله جميعهم يعملون في مجال المقاولات والهندسة».

يبتسم عم مصطفى ثم يمضي في حديثه: «كان يأتيني نجوم الزمالك محمود سعد، وفاروق جعفر، وعمر النور، ومن الأهلي عصام عبدالمنعم، ومحمود حسن، وعاطف عبدالعزيز وكان حسين الشحات يأتيني مع والده وهو صغير، وكان حلمه دائمًا أن يضمه نادي كبير، قبل أن ينتقل إلى الأهلي بسنوات كثيرة، وأنا دائما كنت أقول لوالده إن حسين له مستقبل في الكرة وسيكون من مشاهير الكرة».

ويفتخر ابن القاهرة الخديوية بأنه كان الوحيد الذي يقوم بصنع الكرات لناديي الأاهلي والإسماعيلي وأيضا مركز شباب إمبابة حتى عام 1990 وبعد ذلك أصبحوا يستوردون الكرات من الصين وباكستان».

ويحتفظ عم مصطفى ببصمة مميزة في السينما أيضًا، إذ يقول: «كان لي دور في فيلم الحريف.. جاء لي أحد العاملين في السينما وطلب مني تصنيع كور مختلفة للفيلم بها أجراس عام 1984 وبالفعل صنعت 4 كور مختلفة وبها أجراس للفيلم وكنت في قمة السعادة والبهجة».

وتحدث عن النادي الإسماعيلي، مؤكداً أن جميع لاعبي الدراويش كانوا يعشقون عم مصطفى، وكانوا لازم كل شهر يأتون ويأخذوا عم مصطفى إلى الإسماعيلية للعيش معهم أربعة أو خمسة أيام لتصليح الكور الخاصة بهم.