منذر رياحنة: «قبل النهاية» أصعب أعمالي | حوار

الفنان الأردني منذر رياحنة
الفنان الأردني منذر رياحنة

كتبت: هاجر زيدان

نجاحات عديدة حققها الفنان الأردني منذر رياحنة خلال السنوات الماضية، حيث اشتهر بتقديم أدوار شر ذات الأبعاد النفسية المعقدة، وهذا ما جعله يتنقل بين الأعمال السينمائية والتليفزيونية في عدد من الدول العربية، من الفيلم الأردني “الحارة” الذي شارك في عدة مهرجانات وبدأ عرضه مؤخرا في مصر، إلى مسلسل “الاختيار 3” وفيلم  “ماكو” في مصر، ومسلسل “الثمانية” السعودي الإنتاج، وأخيرا الفيلم الليبي “قبل النهاية” الذي يقوم حاليا بتصويره.. في السطور التالية يتحدث منذر عن أعماله الجديدة، وأسباب إعتذاره عن المشاركة بفيلم “التاروت”، وعن تركيزه على تقديم الأدوار المركبة. 

 • ما سبب إعتذارك عن فيلم “التاروت”؟
أنا حزين لهذا الأمر، لكنني مشغول بتصوير فيلم آخر أعتبره من أهم أعمالي وهو فيلم “قبل النهاية”, لكنني سعيد بنجاح الفيلم، حتى ولو لم أشارك به. 

 • هل سبق لك تجربة قراء أوراق التاروت؟
بالتأكيد كان لدي الفضول لخوض هذه التجربة, لكن لا أؤمن بهذه الخرافات، حتى وأن  تنبا أحد بشيء وصادف وقوعه.

 • بالحديث عن فيلم “قبل النهاية”.. ماذا عن تفاصيل الشخصية التي تقدمها بالفيلم؟
من أصعب الشخصيات التي قدمتها في مشواري الفني, ولم يؤثر عمل في من قبل قدر ما أثرت هذه الشخصية بداخلي, ففي كثير من الأحيان أقدم أدوار الشر، لكن دائما ما كنت أجد لها تبرير منطقي من وجهة نظري, لكن هذا الدور لم أجد له تبرير، فلا يوجد أبشع من خيانة الوطن.

 • كيف كانت كواليس العمل؟
رائعة, ولكن يبقى سؤال بداخل كلا من ساهم في هذا العمل بمجرد مشاهدة الأنقاض وآثار الدمار الذي حل بهذا البلد، وهو” كيف سيطر القبح على بلد بمثل هذا الجمال؟”.. فالفيلم نقل صورة حقيقة للجمهور، وليس دموية كما يظن العض.

 • ألم تقلق من أراء الجمهور بشان تقديم شخصية إرهابي ينتمي لـ”داعش”؟
في وقت من الأوقات لابد أن يرى الجمهور مدى الخراب الذي تسببت فيه هذه الجماعات، لذا لم أقلق من تقديم الشخصية, وكما ذكرت هذه الشخصية من أصعب ما قدمت، وأحيانا يمكن إيجاد تبرير لنوع من أنواع الشر، لكن ما ليس له مبرر هو التجرد من الهوية الإنسانية وخيانة وطن.

 • أحيانا يستعين الفنان بشخصية واقعية تشبه التي يقدمها في العمل كجزء من الإستعداد للدور.. هل تقوم بذلك؟
لا افضل الواقعية في الحوار الفني, وفي أعمالي لا أنتمي إلى الواقع، بل إلى حقيقة الواقع, وهذا شاهده الجمهور من قبل في أعمال الراحل أحمد زكي، وتحديدا فيلم “البيه البواب”، فهو انتقل بالشخصية إلى منطقة فنية رائعة لم نشاهدها في الواقع.

اقرأ أيضًا

في ذكرى ميلاده.. أهم محطات النمر الأسود

“ذوق مختلف” 
 • ماذا عن دورك في مسلسل “أرواح خفية”؟
أجاب ضاحكا: دور صعب وشخصية مركبة مليء بالتفاصيل الخفية, والشخصية في هذا الدور تنتمي لحالة فنية تكاد تكون نادرة ما نراها على الشاشة, وقمت بالتحضير لها من خلال جلسات عمل مع المخرج والمؤلفة لنستقر على الشكل النهائي للشخصية, أما على جانب آخر فهذه الشخصية تحتاج لمجهود في الإستعداد لها.

 • لماذا دائما ما تميل للشخصيات المركبة؟
بالفعل افضل هذا النوع من الأدوار، لأنني كما ذكرت من قبل هذه الشخصية تكون مليئة بالتفاصيل التي تحتاج العمل عليها قبل البدء في التصوير, وهذه الشخصية يكون لها مساحة أكثر في العمل عن باقي الشخصيات, وهذا يظهر من خلال المشاهد الارتجالية أو المشاعر التي تظهر أمام الكاميرا بسبب الاندماج في الدور. 

 • هل تستعد لأعمال أخرى في الفترة المقبلة؟
أستعد حاليا لتقديم دوري في مسلسل “العمدة” المنتظر عرضه في رمضان 2023، مع محمد رمضان والمخرج محمد سامي وعدد كبير من النجوم.

 • ذكرت أن بعض الشخصيات تتأثر بها.. بماذا تستعين للخروج من شخصية لأخرى؟
بما درسته من إخراج وتمثيل, فالدراسة هي الأساس، ثم المهارة في العمل, وبالطبع تأثرت بكل الشخصيات التي قدمتها، لكن أكثرها كانت تلك التي قدمتها في فيلم “قبل النهاية”، الذي ما زال في مرحلة التصوير.

“خلف الكواليس”
 • كيف تأثرت بالشخصية التي تؤديها بفيلم “قبل النهاية”؟
عشت في هذا العمل أصعب لحظات يمكن أن يمر بها إنسان، فكل من شارك في هذا العمل وكان مبتور الذراع أو القدم، كان حقيقي، وهذه الإعاقات نتيجة الحرب, وعندما أرى مثل هذا المشهد المؤسف الذي نقوم فيه بالتصوير لابد أن تتحرك بداخلي مشاعر غضب واستياء من هؤلاء الذين قتلوا أهل بني غازي بدم بارد, والمشهد مؤثر جعلتنا نصل لحد البكاء على شعب نصفه مدفون تحت الأرض, فهذا الفيلم ليس رسالة إلى فئة أو جماعة ما، لكنه  واقع عاشه الشعب الليبي.

 • كيف استقبلت نجاح الفيلم الأردني “الحارة”؟
أجاب وهو يبتسم: “فيلم الحارة ده ابني”, لا أستطيع أن أصف شعوري بنجاح هذا العمل, لكن هذا الوصف الذي ذكرته عبر عن كل ما بداخلي.

 • خلال أعمالك بين مصر والأردن.. هل يختلف شعورك بنجاح عمل عن الآخر؟
الفنان لا ينتمي للحدود، لكن حدوده السماء, لذا ليس لي علاقة بهوية المكان, ونجاح عمل يعد فوز كبير يستحق أن احتفل به، ولا أنظر إلى الجنسية التي ينتمي لها العمل.