زكريا عبدالجواد يكتب: المؤذي بالفطرة!

زكريا عبدالجواد
زكريا عبدالجواد

لم أجد إنساناً مؤذيًا إلا وكان شخصًا تافهًا وفارغًا من أى قيمة، ولا يتقن شيئًا غير الإيذاء، ويعتبر الإضرار بالناس مملكة هو سيدها المتوج.
المؤذى بطبعه.. قد يخدعه شيطانه بأنه الأقرب إلى الله، وربما أنه الأكثر تقوى! ودائما تسوِّل له نفسه المريضة بأن شروره جزءٌ من حق له على الغير.

المؤذى بطبعه دائما يستهدف بإيذائه المهذبين، وهو جبان كبير، يخشى الذين لا يأمَن الدخول معهم فى حرب، ولا يتعظ بمرض ولا موت، ولو رد من أى ضيق بعد توبةٍربما يعود لنفس الجرم!
فى عالم الأشرار.. لا يرهق أحدهم نفسه حتى يجد سببًا واحدا  لإيذائك، ربما يكون أعظم جرم تقترفه فى حقه أن تكون ناجحًا، أو يشهد محبةً لك فى قلوب الغير.

المؤذى بالفطرة..يدفع أى ثمن فى سبيل البقاء فى دائرة النفوذ، ويتكالب على السلطة، ليستمتع بالتسلّط مهما كلفه الأمر من تنازلاتٍ يأباها أى رجل حر.
صادفت كثيرًا منهم، كنت أشفق عليهم من شر أنفسهم، وأنظر لهم على أنهم مرضى حقيقيون، وكلى يقين أن الصبر عليهم قد يكون جزءًا من علاجهم، وكنت وما أزال كلما رأيت أحدًا منهم؛ أستعذ بالله من كل مؤذٍ لئيم.