واعظة ردًا على مشكلة فتاة: «الفقر لا يعيب المرء»

الواعظة فاطمة أحمد البربري
الواعظة فاطمة أحمد البربري

أعداد : إسراء عبد المعطي عمران

صاحبة مشكلة هذا العدد تقول: "أنا من أسرة بسيطة، تفوقت في دراستي وعينت معيدة في كليتي، وزميلى فى الجامعة يحبنى جدا ويريد أن يتقدم لخطبتي، هو شاب ممتاز جدا ومن عائلة محترمة، وأنا بالفعل أتمنى الارتباط به، لكن هناك فرق كبير فى الوضع الاجتماعى والاقتصادى بين أسرتى وأسرته، نعم تعليمنا واحد ولنا نفس التفكير المشاعر والأهداف أنا أخاف من عائلته وحكمهم علينا وأن يرونى غير مناسبة لابنهم، لا أريد أن أضع أهلى فى موقف محرج إمام أهله مع العلم إنه يحبنى بشدة.. فماذا أفعل؟

وأجابت على مشكلة هذا العدد الواعظة فاطمة أحمد البربري، منطقة وعظ الغربية، وتقول: "في البداية اسمحي لى أبارك لك جهدك، وتفوقك، وتقديرك لوالديك فلهما الفضل والمنة بعد الله تعالى فى نجاحك وتفوقك فى حياتك العلمية واعلمى عزيزتى أن الفقر لا يُعيب المرء أبداً؛ إنما الذى يعيبه هو فقر الأخلاق والدين".

وتابعت: "وأنت والحمد لله قد توافر لديك العلم، والعمل، وحبك لوالديك وحرصك الشديد حتى لا يصيبهم أذى بسببك فى يوم من الأيام. وهذا يجعل كل من يتقدم إليك لطلب الزواج فى غاية السعادة ويبذل الغالى والنفيس من أجل الحصول على موافقتك فأنت فى موقف قوة، وعزة، وكرامة لا تُقللى من شأنك بسبب قلة الرزق فهذا كله بيد الله ومحل ابتلاء المؤمن، قال تعالى: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) [الأنبياء:35].

وواصلت: "أما الشىء الذى تخافين منه وهو عدم معرفة موقف أهله منك وهل ستكونين فى موقف محرج مع أهلك أم لا؟ فهذا تستطيعين الاطمئنان منه قبل أن يدق بابك، قولى له وبدون خجل واسأليه عن رأى أهله وبكل صراحة حتى يطمئن قلبك. واطلبى منه حضور والدته معه أولاً وتحدثى معها عن نفسك وأهلك وبكل ثقة وشجاعة وحياء عبرى لها عن مدى سعادتك بزيارتها لكم فقد يساعدك ذلك فى فهم بعض الأمور، وبعدها تقرري، ولا تفتحى بابك لمن لا يُقدر قيمتك ويضعك فى موقف تخجلين فيه من وضعك الاجتماعى وسيعوضك الله تعالى بمن هو مناسب لكِ، فلربما الغنى يُخفى وراءه عيوب، ولربما الفقر يُظهر أجمل الصفات. فلا تحزنى لم يجعل الله سبحانه وتعالى الغنى والفقر معيار القبول بل قال سبحانه وتعالى: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) [الحجرات:13] وأسأل الله لك التوفيق والتيسير فهو سبحانه ولى ذلك والقادر عليه. 

أقرأ أيضأ : أمين البحوث الإسلامية للوعاظ: عملكم قبل أن يكون وظيفة هو رسالة مهمة