اللواء فاروق المقرحي: سوف نشهد داخل الجماعة عمليات تصفية فيما بينهم خلال الفترة القادمة

الانقسامات داخل "الإرهابية" تكشف خيانتهم وصراعهم على الأموال

صورة موضوعية
صورة موضوعية

كتب: أيمن فارق

مسلسل جديد، يكشف عن عورة جديدة وإن كان لها امتداد قديم لجماعة الإخوان الإرهابية، لتشتعل الصراعات بين جبهات الجماعة، وذلك بعد تعيين جبهة اسطنبول محمود حسين قائما بعمل مرشد "الإرهابية" خلفا لإبراهيم منير الذي توفي في أوائل الشهر الحالي، حيث أن جبهة اسطنبول قد أعلنت أن مجلس الشورى العام في الجماعة درس في جلسته هذا الأسبوع تطورات أوضاع الجماعة الداخلية ونظر في مذكرة مقدمة من اللجنة القائمة بعمل المرشد العام بشأن تفعيل العمل بالمادة الخامسة من اللائحة العامة.

 وأشارت جبهة اسطنبول وهذا هو ما اعتمدت عليه في تعيين حسين، قائما باعمال المرشد، أن اللائحة تنص على أنه "في حال حدوث موانع قهرية"، حسب وصفها، تحول دون مباشرة المرشد لمهامه يحل محله نائبه الأول ثم الأقدم فالأقدم من النواب، ثم الأكبر فالأكبر من أعضاء مكتب الإرشاد، مضيفة في بيانها، حيث لا يوجد حالياً من أعضاء مكتب الإرشاد بعد اعتقال محمود عزت سوى محمود حسين، فقد قرر المجلس أن يتولى الأخير مهام القائم بأعمال المرشد العام لـ"الإرهابية"؛ بيان الجبهة يكشف عن سوءات جديدة للجماعة الإرهابية، فمن المعروف عن الإخوان أنهم لا عهد ولا أمان لهم، وها هي حرب الجبهات والصراع على السلطة، يكشف مدى قذارة تلك الجماعة حيث أنهم يتلاعبون ببعضهم البعض، ويتربصون ببعضهم البعض، لأجل مصالح ومنافع مادية، فقط ما يحكمهم المادة والمنفعة الدنيوية، فهم أبعد ما يكونوا عن الدين.

وتتوالى حرب الجبهات والصراعات بين أجنحة الجماعة، حيث سبق وأشرنا بعد إعلان جبهة اسطنبول مصطفى طلبة قائما بأعمال المرشد، أن العصابة الإخوانية انقسموا وأصبحت الجماعة برأسين وبعدها توالت الانقسامات وظهرت جبهة جديدة من شباب الجماعة غير راضية عن أفعال وقرارات جبهتي لندن واسطنبول، ثم إعلان جبهة التغيير وما تلا ذلك من وثيقة للأخيرة، يتطور الصراع وتتكشف الحقائق بعد نهاية إبراهيم منير، ولم تنتظر جبهة اسطنبول مرور شهر ولكن بعد أسبوعين بدأ الصراع حول من هو القائم بأعمال المرشد، رغم إعلان جبهة لندن الزايط بديلا لمنير، إلا أن جبهة اسطنبول اعتمدت على اللوائح وأعلنت محمود حسين قائما بعمل المرشد العام.

ليأتي الرد من جبهة منير أو الزايط حاليا، والتي بقي معظم أعضائها في لندن، عن تمسكها بقيادة الجماعة وإعادة بناء مؤسساتها، موضحة في بيان لها أن هذه المؤسسات منعقدة فور إعلان خبر وفاة إبراهيم منير لترتيب الأمور ولحين الإعلان عن نائب المرشد العام والقائم بعمله خلفاً له، كما ان الجبهة نوهت في بيانها، أن إبراهيم منير كان قد كلف سابقاً محيي الدين الزايط، وهو نائب لرئيس الهيئة التي تقوم بمهام مكتب الإرشاد، بمساعدته في ترتيب الأمور الإدارية، متعهدة في بيانها بأنه سيحافظ على الجماعة ودورها.

اقرأ أيضًا

«بيعة لندن» تشعل الخلاف على منصب مرشد الإرهابية

إرث ثقيل تركه البنا مليء بالقتل وجدرانه ملطخة بالدماء ومحفوف بالقتلى والخراب والخيانة، لهذا ما تشهده الجماعة الإرهابية اليوم، ما هو إلا نتاج طبيعي لتاريخ من القتل والتدمير والتخريب، ولذلك تجد الاستغلال والتربص فيما بينهم وأحيانا القتل والاغتيال أيضا فيما بينهم عن طريق الجناح المسلح غير المعروف لأعضاء الجماعة أنفسهم، فما تحصده "الإرهابية" اليوم من تصيد لجبهة اسطنبول واستغلال الفرص ليس بجديد عليهم، فالجناح المسلح للجماعة هم من قتلوا كبيرهم الذي علمهم القتل "البنا"، بعد علمهم انه كان ينتوي إبلاغ الحكومة عن مكان الأسلحة ومحطة الإذاعة السرية، وجاء ذلك بعد إبلاغه وزارة الداخلية خطابا بعنوان "ليسوا إخوانا.. وليسوا مسلمين"، وجه فيه اللوم إلى الذين ارتكبوا حوادث إرهابية وقتها، منها حادثة محاولة نسف مكتب النائب العام، وأنّه على أثر ذلك تلقى خطاب تهديد بالقتل.

كما أن عبدالرحمن السندي، زعيم الجناح العسكري، اندلعت بينه وبين البنا خلافات كثيرة، على اثرها اغتال زميله السيد فايز عن طريق علبة حلوى مفخخة، مشيراً إلى تفاقم دوره داخل التنظيم وعدم القدرة على السيطرة عليه، فما أشبه الليلة بالبارحة، تدور الأيام وتتوالي السنون، ولكن اليوم تشهد انقسامات كبيرة، ربما تتحول بعد ذلك إلى اغتيالات بين أعضائها.
لصوص وإرهابيون

اقرأ أيضًا

«بيعة لندن» تشعل الخلاف على منصب مرشد الإرهابية

وقال اللواء فاروق المقرحي، عضو مجلس الشيوخ، والخبير الأمني؛ أن عصابة الإخوان الإرهابية، تشهد واقعا دراماتيكي، حيث انها مقسمة إلى ثلاث جبهات، وهم جبهة اسطنبول بقيادة محمود حسين وجبهة لندن بقيادة محيي الدين الزايط، وجبهة الكماليون او التغيير كما يطلقون عليها نسبة لمحمد كمال الذي تم قتله في 6 أكتوبر، وكل جبهة من الثلاث منقسمة إلى جبهات داخلها، أي ان الجماعة الإرهابية، تشهد تشرذما وانهيارا كبيرا لم تشهده من قبل، وهذه يعني أنها النهاية، مشيرا إلى أن تلك العصابة الإرهابية تدرك أن "فتحتها" قد قرأها الشعب المصري، وذلك لأن الشعب المصري أدرك يقينا أن هؤلاء ماهم إلا بضعة من اللصوص والإرهابيين يتلقون تمويلا من بريطانيا وأمريكا، ومعركتهم حاليا مع الشعب المصري.

وأضاف المقرحي؛ الشعب المصري الأن كشفهم، ولذلك نرى هؤلاء الإعلاميين المأجورين أمثال محمد ناصر يخرجون و"يشتمون" الشعب المصري بألفاظ بذيئة ويصفون الشعب بعبارات لا تليق إلا بامثالهم من الإرهابيين والقتلة والمأجورين الخونة، كل ذلك لأن الشعب المصري لم يخرج فيما زعموا بأنه ثورة، ونوه اللواء فاروق المقرحي، أن هؤلاء المأجورين من الواضح أن تعليمات قد جاءتهم بأن يشتموا الشعب، لأنه خذلهم ولم ينزل كما كان يتوقعون، ومعنى ذلك أنهم أدركوا يقينا فشلهم ونهايتهم، والحل الأمثل هو أن تطبق تركيا المادة 13 من القانون وتسلمهم حيث أن في القانون التركي مادة تقول عدم حديث الأجانب لديهم أن يتحدثوا عن بلادهم بسوء وإلا يتم ترحيلهم، وبعد تسليمهم، لم يتبقى سوى هؤلاء الذي في لندن، حيث أن موقفهم أصبح ضعيفا بعد وفاة إبراهيم منير، وإن كان محيي الدين الزايط من الإخوان القدامي الذي يحافظ على بعض العلاقات في لندن، لكنه لن يستمر كثيرا، اما الكماليون فموقفهم ضعيف بعضهم في اسطنبول وأخرين في دول أخرى.

ونوه، أن الأيام القادمة ستشهد انقسامات عدة كما ستشهد عمليات اغتيال فيما بينهم وخاصة هؤلاء الذين لا يجدون قوت يومهم والذين سبق وهددوا أثرياء الجماعة الذين يتركونهم يأكلون من القمامة، ولهذا يقينا ستشهد الجماعة عمليات اغتيال وقتل داخلية وهذا ليس بجديد عليهم فهم من قتلوا كبيرهم حسن البنا.

وأنهى، أن ما يفعله محمود حسين من إعلانه كقائم باعمال المرشد بعد منير، ماهي إلا سعى لكسب جولة في معركة وتسجيل هدف في مباراة تنافسية على قيادة تنظيم إرهابي وملء فراغ تركه منير قبل أن تتماسك جبهة لندن معلنة هيكلتها، ولهذا فإن الصراع سيحتدم الأيام القادمة وسنرى معارك دامية فيما بينهم.