اعترافات قاتل الطفلة «مي» بقنا: "دبحت بنت خالتي.. وفشلت فى قتل أمي"

الضحية
الضحية

أبو المعارف الحفناوي

 

 طفلة صغيرة، كانت محبوبة من الأهل والأقارب والأصدقاء، البراءة تسيطر على ملامحها، وجهها البشوش وطيبة قلبها وعطفها على الصغير والكبير وهي في هذا العمر الصغير، جعل الجميع يحزن عليها، عندما كانت تمرض، وفي لحظة ما اكتوت قلوبهم حزنا عند سماعهم خبر مقتلها بطريقة بشعة، لم يكن أحد يتوقع وقتها أن تلقى مصيرها بنفس الطريقة التي هزت قلوب الجميع قهرًا وحزنُا على رحيلها.

الحكاية بدت غريبة من بدايتها، عندما تبلغ للنجدة، بوجود طفلة مقتولة داخل بيت خالتها بناحية الفشانوة بقوص، بها ذبح بقطع كبير بالرقبة، وترتدي بيجامة قطعتين ممتلئة بالدماء، في الطابق الثاني، وانتقلت الأجهزة الأمنية وجهات التحقيق لمعاينة مسرح الجريمة، وسرعان ما كشفت ملابساتها وضبط المتهم.

بطريق الصدفة، تواجدت مي البالغة من العمر 8 أعوام، وقت تواجد ابن خالتها داخل المسكن، الذي تعيش فيه والدته مع أشقائها، المتهم كان يعد العدة للتخلص من والدته، بعد أقاويل ترددت حول سمعتها، بعد انفصالها عن والده منذ قرابة عام ونصف.

دخلت الطفلة مي إلى المطبخ، وإذ ينقض عليها المتهم، من الخلف،  ممسكًا بسلاح أبيض،  عبارة عن سكين ثم يذبحها، حتى لا تفضحه عندما يتخلص من والدته، ولكن عندما سالت دماؤها فر المتهم هربًا، وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبطه وكشف ملابسات الجريمة التي خيمت بأحزانها على الجميع.

البداية

هنا في منطقة الفشانوة في قوص جنوبي محافظة قنا، كانت الأهالي على موعد مع جريمة بشعة، ضحيتها الطفلة مي والقاتل نجل خالتها، كانت المسكينة كبش فداء، بعدما قرر التخلص منها عندما وجدها صدفة في طريقه،  بعدما قدم من الأقصر متربصًا ومترصدًا للتخلص من والدته التي ساءت سمعتها على حد قوله.

وردا على سؤال جهات التحقيق، عن اتهامه بقتل الطفلة مي مع سبق الإصرار والترصد، وعقد النية والعزم على ذلك، قال المتهم :«الكلام ده محصلش انا مكنش عندي النية أقتل مي أنا كنت عايز أقتل أمي فقتلت مي عشان متفتنش عليا لما أقتل أمي».

ويقول محمد .ص.م، البالغ من العمر 16 عاما، في نص التحقيقات، التي حصلت أخبار الحوادث على نسخة منها، في المحضر رقم 4907 لسنة 2022؛ إن والدته انفصلت عن والده منذ عام ونصف تقريبا، وعاشت مع أشقائها في منزل بقوص، وبعدها ترددت أقاويل عن سمعتها، البعض كان يتحدث عنها بصورة سيئة، وبشكل غير لائق، لذلك قررت التخلص منها، انتقامًا منها، وردًا لكرامتي، أن يغسل عاره بيده على حد قوله.

وقبل أيام من ارتكابه الجريمة، فكر المتهم كثيرًا في طريقة للانتقام من والدته والتخلص منها، وكان وقتها يتعاطى الحشيش والبانجو، وبعدها هداه تفكيره للانتقام منها، بالذهاب إليها في مسكنها والتخلص منها، حتى يرتاح باله، خاصة بعد أن زادت الأقاويل والشكوك حول سلوكها، بسبب علاقاتها برجال وسلوكها الذي بات حديث الأهالي.

وقال المتهم : قبل 10 ساعات من ارتكابي الجريمة، تعاطيت سيجارتي حشيش وبانجو، وذهبت من الأقصر إلى قوص، إذ تقطن والدتي مع أشقائها دخلت المسكن وبدأتأفكر في طريقة للتخلص من أمي، إلا أن مفاجأة حدثت أربكتني، وجعلتني في حيرة، بعدما دخلت الطفلة مي ابنة خالتي إلى المسكن،  ووجدتها في المنزل، ثم جلست بجواري تلعب في هاتفي المحمول،  ثم ذهبت إلى المطبخ ، لتحضير الطعام.

وتابع المتهم: وقتها ظننت أن «مي» ، أفسدت مخططي لقتل والدتي، لذلك هداني تفكيري الشيطاني للتخلص منها الأول، «عشان لو قتلت أمي متفتنش عليّا»، فقررت الانتقام منها ، دخلت خلفها المطبخ، ثم أمسكت بشعرها وشديتها من الخلف وذبحتها، ثم هربت إلى الأقصر، خشية افتضاح أمري، وهربا من ملاحقة الأجهزة الأمنية إلا أن رجال المباحث تمكنوا من كشف ملابسات الجريمة وضبطي.

قتلني معها

أما دعاء عبد الله، والدة المجني عليها، وخالة المتهم، لم تتماسك أعصابها، وانهارت في البكاء حزنا على وفاة ابنتها بهذه الطريقة البشعة، قائلة « قتلوا حتة من قلبي وسبب سعادتي».

الأم المكلومة على أمرها، أوضحت في أقوالها، أنها يوم الواقعة، خرجت من منزلها وتوجهت إلى عملها، إذ تعمل ممرضة في عيادة طبية خاصة بقوص، وقبل خروجها من المنزل طلبت من ابنتها المجني عليها الذهاب إلى الدرس، وبعدها علمت أن ابن شقيقتها متواجد في المسكن ومعه مي، عاتبت الأم شقيقتها على الموقف، «عشان مينفعش يكونوا مع بعض لوحدهم في البيت».

وأردفت الأم قائلة: عندما عدت إلى المنزل، وجدت ابنتي ملقاة على الأرض، أمام دورة المياه، «وهي سايحة في دمها»، لم أتحمل الصدمة، صرخت على ابنتي وحملتها وهرولت بها مسرعة ونقلتها إلى غرفة النوم، على أمل أن تكون على قيد الحياة، ولكن كانت روحها فارقت الحياة، صرخت وقتها، وتجمع الجيران، وأخبروني أن ابن شقيقتي، خرج من المنزل مسرعا وربما يكون هو الذي تخلص من ابنتها.

لم تنته الجريمة عند ذلك الحد، بل حررت والدة الطفلة محضرًا حمل رقم 5853 لسنة 2022 إداري قوص بعد القبض على المتهم، تتهم فيه والد المتهم وعمته بالتعدي عليها بالضرب والسب والقذف لمطالبتها بتغيير أقوالها، أثناء تواجدها في المحكمة.

وقالت والدة الطفلة: إنها خلال تواجدها داخل محكمة قوص لمتابعة التحقيقات في واقعة مقتل ابنتها مي، فوجئت بقيام صبري.م.ع، وشهرته حسن حمدي، والد المتهم، وشقيقته زينب.م.ع، وشهرتها رشا حمدي، عمة المتهم بالتعدي عليها بالسب والقذف والضرب لمطالبتها بتغيير أقوالها أمام جهات التحقيق.

أقرأ أيضأ : العثور على أم وطفلها مقتولين داخل منزلهما بكفر الشيخ