أثار الفيلم القصير «صاحبتي» للمخرجة كوثر يونس الكثير من ردود الأفعال بعد عرضه فى مهرجان القاهرة، فالبعض اعتبر فكرة الفيلم جريئة والبعض رآها تتسم بالإبداع، وبصفة عامة اعتبر نجاح الفيلم خطوة جديدة لنجاح الأفلام القصيرة فى جذب الضوء والاهتمام الذى انصب لوقت طويل على الأفلام الروائية الطويلة التى طالما حظيت بنصيب الأسد.
وعن الفيلم المثير للجدل تحدثنا مع المخرجة الشابة كوثر يونس وسألناها:
بعد كل هذه الضجة كيف ترين ردود الأفعال على الفيلم؟
الحقيقة ردود الأفعال على الفيلم اختلفت باختلاف المهرجان فعند عرض الفيلم فى مهرجان القاهرة تفاعل الجمهور بشدة أكثر بكثير مما حدث فى مدينة فينيسيا ورأت الناس فى الفيلم تفاصيل أكثر من مما رأوه الناس فى فينيسيا.
بالنسبة لمهرجان فينيسيا هل كنت تخططين لعرض الفيلم فى مهرجان العريق؟
لا على الإطلاق أنا كنت متوقعة إنه سيرفض طبعاً وسيرسلون لى نعتذر لكم وقد قدمت الفيلم بناء على تشجيع فريق العمل وكانت مفاجأة بالنسبة لنا أن يكون هذا الفيلم هو أول فيلم مصرى فى المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة على مدار تاريخ المهرجان!
ولكن هل يمكن أن نعرف رحلتك مع السينما حتى وصلتى إلى هذه النقطة؟
وبدأت منذ زمن طويل بصراحة منذ أن كان عمرى 16 سنة لأننى عملت كمساعد مخرج لأكثر من 14 سنة وفى أثناء هذه الرحلة بدأت أيضا رحلتى مع الأفلام المستقلة فقدمت فيلم «هدية من الماضي» و»صاحبتي» وأيضا بدأت فى مجال الإنتاج.
نعود إلى فيلم «صاحبتى» بصراحة هل ازعجتك رؤية البعض للفيلم فى مهرجان القاهرة مثلاً بأنه جرئ؟
أنا كمخرجة أؤمن بالحق الكامل للجمهور بأن يرون الفيلم كما يحلو لهم وبالشكل الذى يريدونه، وأن يبنى الجمهور وجهة نظره كما يشاء ومن حق صانع الفيلم فى نفس الوقت أن يقدم مايراه.
وما يشعر ويؤمن به وفى كل الحالات أنا أؤمن بأن رد فعل الجمهور جائزتى الكبرى وأرحب بكل الآراء واحترمها بدون استثناء فاستمتاع الناس بالفيلم ومشاهدته والنقاش حوله كلها أمور إيجابية وتشعرنى بسعادة كصانعة فيلم.
لو تحدثنا عن وجهات النظر حول الفيلم هل كانت هناك وجهة نظر معينة تريدين عرضها؟
ولم أحاول فرض وجهة نظرى وأنا قدمت فيلماً وتركت للناس الحق فى رؤيته بالشكل الذى يروق لهم.
وهل الفيلم مبنى على قصة حقيقية؟
وأنا فى الغالب أميل إلى الأفلام التى تشبه شيئاً من حياتى ولكن هذه المرة أنا اخترت أنا أقدم فيلماً عن واقع افتراضى أو واقع معكوس فماذا لو كانت الأمور بالعكس وبدلاً من أن تكون المرأة هى من تقع تحت ضغط توقعات المجتمع يحل الرجل محلها؟ .
والآن بعد النجاح الجماهيرى هل تتوقعين للفيلم أن يحصد جائزة؟
وليست لدى أية فكرة فلا أنا ولا أى صانع أفلام يمكن أن يتوقع شيئاً، ما يمكننى ان أقوله هو إنه بصرف النظر إذا فزت بجائزة أو لم أفز فالمنافسات شريفة فى مهرجان القاهرة.
وفى النهاية هل تتوقعين أن يحدث الفيلم تغييراً؟
فكرة تغيير الواقع أمر يحتاج لوقت طويل ويحتاج لتراكم الأفكار الجديدة وخلخلة الأفكار القديمة، وكل فكرة تجعلنا نراجع نظرتنا أو طريقة تفكيرنا هى مساهمة فى تغيير الواقع أو بمعنى أدق خطوة نحو ذلك.
