الشيخ خميس.. المأذون المزيف وحكاية أبناء بلا آباء و زوجات بلا أزواج!

صورة موضوعية
صورة موضوعية

 

 

كان يفكر في طريقة يزيد بها موارده، حتى هداه تفكيره إلى أن يعمل مأذونا، وبالفعل قام بعقد قران الكثير من أبناء إحدى القرى، بمحافظة الشرقية وغيرهم، دون أن يكتشف أحد بأنه ليس مأذونا.

 

وإن مجموع المبالغ التي حصل عليها بطل هذه القصة لايزيد عن مائتي جنيه، لكن كل جنيه من هذه الجنيهات كان سببا في أن أحد أطفال القرية لا يعرف من هو أبوه، أو على الأقل لا يعرف القانون والشرع من هو أبوه!

 

السطور التالية تروي تفاصيل نشرتها مجلة آخر ساعة عام ١٩٤٨، حتى تقدم أحد الأشخاص ببلاغ يفضح فيه سر الشيخ خميس.

 

حيث ذكر في أقواله بأن الشيخ المزيف قام بعقد قران شقيقته، وكانت البلدة كلها في فرح يوم زواجهما، والموسيقى تطوف بالأزقة يتبعها موكب من الفرح والسرور، وفي الليل عقد الشيخ خميس القران بعد أن تسلم الرسوم، وأخذ اجره ووعد بأنه سيرسل وثائق الزواج حينما يتسلم دفتر القسائم من المحكمة.

 

وانصرف الشيخ، واستأنف موكب السرور بشوارع القرية التي لم تعرف الهدوء حتى لاح نور الفجر، ومضىت الأيام، وشهر العسل، وحملت شقيقته ورزقت بطفلة لتزيد عرس الزوجية توثقا وقوة، لكن أعباء الحياة وأثقالها كانت أقوى من حب شقيقته لزوجها حيث دب النزاع بينهما، وأصبح لا مفر من أن تفصل المحاكم في هذا النزاع، وبحث عن قسائم الزواج فلم يجدها، وتوجهوا إلى الشيخ خميس يطلبون منه القسائم فما كان منه إلا أن استمهلهم إلى الغد، وبالفعل قام بإعطاهم القسائم، وما إن أمسك بها شقيق الزوجة فوجئ بأنها بتاريخ نفس اليوم، وليس بتاريخ الزواج، علت الدهشة وجهه يسأل الشيخ خميس: كيف هذا والزواج قم تم منذ ٦ سنوات، وبوجه مقتضب أجابه بأن ذلك لا يهم في القضية.

 

تعاظمت الدهشة على وجه شقيق الزوجة التي وقفت تبكي وتجهش في البكاء، تحمل طفلتها وتنتحب قائلة: معنى هذا أن ابنتي هذه "بنت حرام"، ووجم الحضور جميعهم، ولم يتكلموا، لايدرون ماذا يفعلون أمام هذه المشكلة الكبرى.

 

ويستكمل شقيق الزوجة قائلا: لذا تقدمت بهذا البلاغ اتهم فيه الشيخ خميس المأذون المزيف بانتحال صفة مأذون، وصدر أمر بالقبض على الشيخ خميس، وفي اليوم التالي تقدم عشرات من الأزواج والزوجات الذي تبين أنهم جميعا من زبائن الشيخ خميس الذي حضر ليالي زفافهم، وتلا صيغة عقد القران، وتصرف في قسائم الزواج على هواه.

 

ووقفوا جميعا أمام سراي النيابة ترتجف قلوبهم، ورؤسهم مثقلة بالتساؤلات، هل كانوا يعاشرون زوجاتهم بصفة غير شرعية، وجاءت الحقيقة المؤلمة بأن مصيرهم كان كذلك أيضا، وأن أولادهم وبناتهم طوال هذه الفترة غير شرعيين على الأقل في نظر القانون.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم