آمال فؤاد
الزواج آية من آيات الله تعالى لقوله عز وجل:« ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة»، ولكن لا حياة زوجية بلا هفوات ومشكلات ومنغصات، وإما أن يتجاوز الزوجان هذه المشكلات واستكمال حياتهما في مودة ورحمة أو تصل الأمور بينهما إلى طريق مسدود، فهنا يـأتي الطلاق كحل أخير ووحيد؛ ولكن في هذه الواقعة التي حققناها على الطبيعة وشهدت أحداثها منطقة المرج تجاوز الزوج فيها كل حدود الإنسانية، انتزع من قلبه الرحمة بمنتهى الجبروت والعنف وقتل زوجته أمام طفليها الصغار بل وأخفى جثتها بأغرب طريقة دون أن تأخذه بها شفقة أو رحمة، أو يذكر لها شيء حسن فعلته من أجله يشفع لها عنده لكي يكف أو يتراجع عن مخططه الاجرامي، بل نوى وخطط ونفذ، ولم يكتفِ بذلك بل بعد القبض عليه ادعى سوء سلوكها، تفاصيل مثيرة ترويها السطور التالية.
رغم بشاعة الجرم الذي ار تكبه هذا الزوج في حق زوجته لكن نستطيع أن نقول إنها حالة استثنائية ولكل قاعدة شواذ، وكان هذا الزوج ضمن الحالات الفردية التي تصادفها في حياتنا، لذا ذهبنا الى مسرح الجريمة الذي عليه شهود عيان كشفوا لنا كواليس ومفاجآت صادمة؛ منها أن المجني عليها هي زوجته الثانية التي أنجب منها طفلين اقتربنا أكثر من المشهد لمعرفة بداية الحكاية التي وصلت الى مثل هذه النهاية المأساوية.
صلة دم
كانت العلاقة بين المتهم محمد، ع ،32 سنه «عامل» والزوجة المجني عليها أم روان ،أ 30 سنه «عاملة» تربطهما علاقة قرابة وصلة دم بدأت الحكاية منذ 9 سنوات من محافظة سوهاج عندما وافقت المجني عليها ووالدها على زواجها من نجل عمها المتهم علي اعتبار أنهم أبناء عم وعائلة واحدة وهو احق شخص بها، وعاشت معه سنوات عمرها الأولى داخل منزل عائلته بالمحافظة، وانجبت منه طفلين 5 و7 سنوات في البداية كانت الحياة بينهما وردية وجميلة، ولكن بمرور السنوات شأنه شأن رجال كثيرين وكما يقولون- عينه زايغة- بدأ يتغير خاصة أنه يغيب عنها بالشهور، طلبت من أحد أقربائها المقيمين بالقرب منه ناحية عمله أن يستطلع أمره ولم تمر فترة طويلة حتى أخبرها انه متزوج من أخرى يتردد عليها بين الحين والآخر ولديه منها طفلين، هنا اسقط الزوجة في يدها كل هذا فعله الزوج دون أن تعلم، فقررت أن تسافر معه الى القاهرة مهما كان الامر، حاول أن يمنعها لكنها أصرت، استأجر لها شقة وتأكدت أن المعلومات التي وصلتها صحيحة خاصة وأنه اعتاد أن يغيب عنها بالأيام وعندما يأتي يبرر لها غيابه بـأنه مأمورية عمل ولكن لكل بداية نهاية . شهود العيان خلال حديثهم مع أخبار الحوادث والنهاية لم تكن فقط بعلم الزوجة أن زوجها تزوج عليها وأنجب طفلين ولكن بقتل الزوجة الثانية وبيد زوجها، ولكن كيف حدث ذلك؟!، هذا ما رواه شهود العيان لنا.
كشف الجريمة
يقول «كريم»: الحقيقة التي اود ذكرها في البداية أن المجني عليها سيدة على خلق وفوق مستوى الشبهات وعلى عكس ما يدعيه القاتل زوجها؛ فمنذ أن جاءت الى المنطقة وهي في حالها، تعمل عاملة وتساعده في مصروفات المنزل بحكم أنه لديهما طفلين، لكنه دائما يسخر منها ويتشاجر معها على أتفه الأسباب، وعقب علمها بأن له زوجة اخرى واجهته لكنه لم يبال بكلامها وتركها وانصرف.
وقال آخر يدعى محمود، ع: ما اغضبنا هنا أن ما نشرته بعض المواقع ويردده البعض أنها كانت على علاقة بشخص آخر غيره، كلها افتراءات واكاذيب، فنحن لم نر منها إلا كل خير.
كيف علمتم بالجريمة؟
أجاب شاهد العيان محمود: بعد أن لاحظنا غياب المتهم عن بيته وظننا في البداية أن الأمور هدأت بينهما؛ فجأة اشتمينا رائحة كريهة تنبعث من شقة المجني عليها، كما لفت نظرنا عدم ظهورها كعادتها كل يوم حين تذهب لعملها، شك الجيران في الأمر، وربطنا بين الرائحة وغيابها، فور ذلك تقدم الأهالي ببلاغ إلى قسم شرطة المرج عن انبعاث رائحة كريهة من شقة سكنية بمنطقة المرج، وفور البلاغ تحرك رجال الشرطة إلى مكان الواقعة وثبت صحة البلاغ، وكسر رجال الامن الباب بعد استئذان النيابة، وازدادت الرائحة الكريهة أكثر بعدما دخل الشرطة الشقة، في البداية لم يجدوا احدًا بالشقة وظلوا يقتفون أثر الرائحة الكريهة حتة وصلوا إلى جثة المجني عليها، ملفوفة داخل ملاءة سرير وعليها ثلاث مراتب وغارقة في دمائها، ومطعونة 7 طعنات في انحاء متفرقة بجسدها، فور ذلك كثفت المباحث التحريات حول الواقعة، واستمعت الى شهود عيان الواقعة وكانوا جيرانها، واكدوا أن الزوج كان دائما يتشاجر مع زوجته وكانت تتحمل في صمت إهاناته من أجل تربية أطفالها وكانت حسنة السير والسلوك.
ضبط المتهم
عقب ارتكاب المتهم الواقعة أخذ طفليه وفر هاربا، وقررت النيابة إحالة الجثة إلى الطب الشرعي للوقوف على سبب الوفاة وأمرت بسرعة ضبط المتهم، ولم تمر ساعات قليلة وتمكن رجال المباحث من سرعة ضبطه بأحد مواقف السيارات المتجهة إلى الصعيد، وبعرضه على النيابة وجهت له النيابة تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وحبسه على ذمة التحقيق والتجديد له في الميعاد، في البداية انكر المتهم وعقب تضييق الخناق عليه حاول المراوغة مدعيًا سوء سلوك زوجته، وبمواجهته بتحريات المباحث وشهود العيان من جيرانهما، اعترف انه قتلها لأنها طلبت منه الطلاق وهذا ما اغضبه فقرر قتلها بهذه الطريق البشعة.
اقرأ أيضأ : دماء على فراش الزوجية..قتل زوجته الحامل وغطى جثتها ليشاهد التلفاز
