90 عاماً من الاحتضان .. «لندنستان» وكر الإخوان وملاذ الإرهابيين

جماعات الإسلام السياسى في لندن
جماعات الإسلام السياسى في لندن

أحمد ناصف

بريطانيا تطالب بالعفو عن فلان.. بريطانيا تنتقد أوضاع حقوق الإنسان في مصر..  فضائية جديدة تبث من العاصمة البريطانية لندن لمهاجمة مصر والدعوة لإسقاط الدولة والحشد لتظاهرات ضد النظام، كل هذه الملاحظات كفيلة بأن نفتح بها ملف الجماعة الإرهابية وعلاقتها ببريطانيا.. بالعودة إلى الوراء نجد أن بريطانيا، كانت ولا تزال وعلى مر العقود، ملاذا أمناً لجماعة الإخوان، فقد نجحت جماعات الإسلام السياسي في تأسيس شبكة من العلاقات مع المنظمات الاجتماعية والخيرية، مستفيدة من سياسة الدولة والكنيسة البريطانية بالسماح بتوفير الموارد للمدارس الدينية ووكالات الخدمة الاجتماعية للأقليات الدينية.

وأطلقت الجماعة على المحطة الجديدة اسم الشعوب ويديرها بشكل أساسي الإعلامي الإرهابي الهارب معتز مطر الذي سبق أن رحل من تركيا بعد أن أجبرته السلطات التركية على مغادرة البلاد وأوقفت برنامجه على قناة الشرق.

ويمول المحطة الجديدة التي تبث من لندن رجل الأعمال الإخواني مدحت الحداد المقيم في تركيا وهو أبرز قيادات جماعة الإخوان والذراع المالية للتنظيم وتحديدا جبهة محمود حسين في إسطنبول ويدير عدة محافظ مالية وشركات استثمارية كبيرة لها، فضلاً عن أنه شقيق عصام الحداد مستشار الرئيس الإخواني الأسبق محمد مرسي وعم جهاد الحداد مستشار السياسة الخارجية.

ووفقاً لدراسة أعدها المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات فان عدد النشطاء الإسلاميين المقيمين في بريطانيا يقدر بنحو 25 ألفاً، وإن وجود الإسلاميين في المملكة المتحدة أعلى من أي دولة أخرى في القارة الأوروبية، إلى حد تسمية لندن من قبل خبراء المخابرات الفرنسية ومكافحة الإرهاب باسم لندنستان.

من جانبه قال الدكتور ثروت الخرباوي الخبير في شئون الحركات الإسلامية، إن بريطانيا تؤمن بأهمية الحفاظ على العلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين كورقة مساومة سياسية لاستخدامها عند الحاجة، هذه المتانة في العلاقات استمرت منذ عقود طويلة، ولم تتبدل بتبدل الحكومات البريطانية، بين عمالية ومحافظة، يسارية ويمينية.

وفي الوقت الحالي، تظل بريطانيا هي الوكر الأكثر استقراراً لجماعة الإخوان المسلمين العالمية، وقد يكون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والقوانين البريطانية حافزاً للمجموعة للتوسع أكثر في البلاد، خاصة أن البلاد خالية من الإرشادات الأمنية للاتحاد الأوروبي التي أتاحت لدول مثل فرنسا والنمسا وهولندا وبلجيكا تضييق الخناق على الجماعات الإخوانية والإسلامية.

وأشار سامح عيد، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إلى أن بريطانيا تدفع بالشر عن بلادها باستضافة مثل هذه الجماعات ليتم تصدير العنف إلى خارج أراضيها، الجماعة خيرت بريطانيا بين الإسلام المعتدل الذي يمثلونه أو الإرهاب، ولفت إلى أن الغرب يريد أن تظل منطقة الشرق الأوسط مرتبكة في صراع الهوية، وصراع التقدم العلمي يعوقه الكهنوت.

وعن اقتصادات الجماعة الإرهابية في لندن تشير دراسة أعدها المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات أن مؤسسات الإخوان، تمتلك 60 منظمة داخل بريطانيا، بينها منظمات خيرية ومؤسسات فكرية، وقنوات تلفزيونية، ومازالت الجمـــاعة تفــتتح مقـــرات لـهـــا فى بريطــانيا، كافـتتاح مكــتب الجماعـــة فى حـــى كريكلــوود بلنـــدن، بالإضــافة إلى الرابطــة الإسـلامــية فـي بريطـانيا، والمجلس الإسلامي البريطاني الذي يعد أكبر منظمة إسلامية في المملكة المتحدة، وترأس المجلس زارا محمد والصندوق الفلسطيني للإغاثة والتنمية، ومؤسسة قرطبة، وحزب التحرير، بالإضافة إلى منظمة الإغاثة الإسلامية في بريطانيا.

اقرأ أيضا : بريطانيا تنهي نشر قواتها في بعثة حفظ السلام بمالي مبكرًا