«الأمم المتحدة»:لا بديل عن خفض الانبعاثات

«الكربون».. التحدى الكبير لأوساط الموضة

سيمون ستيل
سيمون ستيل

أكد سيمون ستيل، السكرتير التنفيذى لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، أن التقارير تشير إلى زيادة 10 % فى الانبعاثات بحلول 2030 وارتفاع درجة الحرارة، ولذلك يجب التعامل مع هذه التقارير من خلال خفض الانبعاثات، مشددا على أن كل جهود الخفض مرتبطة بدرجة 1.5، وبالتالى يجب الالتزام بكل التعهدات، وأن نرسل رسالة واضحة من خلال كوب 27 لخفض الانبعاثات.

وأضاف خلال كلمته فى مؤتمر المناخ «كوب 27»: «يجب أن يكون هناك التزام قوى بتقليل الانبعاثات بمعدل أسرع كثيرا، ودعوة للعمل الفعال من خلال الأطراف الأساسية، لزيادة الطموحات وتقليل درجة الحرارة والسيطرة عليها فى إطار 1.5 درجة، من خلال المحاولة الجماعية. وتابع سيمون ستيل: «ندعم قرار المؤتمر حول برنامج عمل تخفيف الانبعاثات»، مطالبا بتوفير منصة لتوسيع نطاق التنفيذ والبيئة المناسبة «لتقليل الفجوة الخاصة بالانبعاثات».

تعهدت أوساط الموضة بخفض انبعاثات من الغازات الدفيئة بالنصف بحلول 2020 إلا أن ممثلى هذا القطاع أقروا فى مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب27) بأنه سيكون من الصعب تحقيق هذا الهدف. وكانت 30 شركة قد وقعت فى 2018 على وثيقة قطاع الموضة حول التحرك المناخى فى كوب 24 فى كاتوفيتسه فى بولندا الذى نص على خفض الانبعاثات بنسبة 30 % بحلول 2030 وبتحقيق الحياد الكربونى فى 2050.
وفى نوفمبر 2021، حدد الموقّعون هدفا أكثر طموحا بخفض انبعاثاتهم بالنصف بحلول نهاية العقد الحالي.

 

ومنذ ذلك الحين، انضمّت أكثر من مئة شركة إلى هذا الميثاق بينها شركات كبيرة فى قطاع الموضة مثل السويدية «إتش أند أم» والإسبانية «إنديتيكس» التى تملك ماركة زارا فضلا عن مجموعات رياضية مثل «أديداس» و»نايك».


ويشكّل هدف تحقيق الحياد الكربونى فى العام 2050 تحديا كبيرا لهذه الشركات التى تعتمد على سلاسل إمدادات واسعة تشمل مزودين ومنتجين منتشرين فى العالم بأسره. وتساءل ستيفان سيدل المسئول عن الاستدامة فى ماركة بوما فى جلسة نقاش حول الموضة والتغير المناخى «هل حققنا ذلك؟ لم نفعل بعد. هل نحن على المسار الصحيح؟ أقول... ربما». وكان هذا القطاع مسئولا عن 4 % من انبعاثات الغازات الدفيئة فى العالم فى 2018 أى ما يعادل إجمالى انبعاثات المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وفق شركة «ماكينزي» الاستشارية. إلا أن المشكلة الرئيسية تتمثل فى أن 90 % من الانبعاثات تتأتى من مزودى ماركات الموضة وفق منظمة «جلوبال فاشن أجندا»، وهى كيان غير هادف للربح.


ويشكّل تحويل كل سلاسل الإنتاج وفرض معايير مناخية لمزودى المواد الأولية ومصانع الإنتاج، مهمة ضخمة جدا. وقالت ليلى إرتور مسئولة الاستدامة فى ماركة «إتش أند أم»، «لدينا أكثر من 800 مزود».


وأكدت ماري-كلير دافو مسئولة الاستدامة فى مجموعة «كيرينج» للمنتجات الفاخرة التى تضم ماركات مثل «جوتشي» و»إيف سان لوران»، «حتى نحن، لسنا بالحجم الكافى لتغيير كل سلاسل الإمداد لذا فإن التعاون أساسي». وشدد المصرى على النويرة الذى يملك مصنعا خلال نقاش فى مؤتمر المناخ على صعوبات المزودين فى مناطق قد تشهد غياب هيئات إصدار شهادات مناخية. وأوضح «عندما ننتج علينا أن نحصل على كل الشهادات الضرورية وهذا الأمر صعب للغاية ومكلف. وعندما أقول إن الأمر صعب، أعنى بذلك أن بعض هيئات إصدار الشهادات غير موجودة أساسا فى مناطقنا». وأضاف «ننتج لماركات أخرى فى أوروبا وأماكن أخرى (...) ونتعرض لضغوط لكى تكون لدينا الشهادات ولخفض أسعارنا أيضا فيما يستمرون هم فى حصد الأرباح».