تغير المناخ وإزالة الغابات يهددان قبائل «الأمازون»

الشعوب الأصلية تناضل لإنقاذ رئة العالم

صورة موضوعية
صورة موضوعية

كتبت: ندى البدوى

بحضورٍ طاغٍ خطف السكان الأصليون المشاركون فى مؤتمر المناخ Cop27 أنظار الحضور، إطلالاتٌ تقليدية فريدة ظهر بها ممثلو الشعوب الأصلية والناشطون البيئيون الذين ينتمون لقبائل حوض نهر الأمازون، تيجان ملوّنة من ريش الطيور وقلائد تقليدية محليّة الصنع، تفصح عن هويّاتٍ يُناضلون من أجل الحفاظ عليها، فى ظل ما تتعرض له غابات الأمازون من تجريفٍ وتدهور مروّع، فضلاً عن تزايد المخاطر التى يواجهونها جرّاء تفاقم الأحداث المناخية العنيفة الناتجة عن الاحترار العالمى، ما يجعل Cop27 مساحةً لإيصال أصواتهم المطالبة بحماية مواطنهم وإنقاذ رئة العالم.. 

علاقة وجودية تربط قبائل الأمازون بالطبيعة، يدعونها «الأم» كونها تُمثل جميع مفردات حياتهم، «أود أن أسأل من يُدمّر غاباتنا، كيف لكم أن تتنفّسوا بغير رئاتكم، أنتم لا تقتلوننا فقط لكنكم تقتلون أنفسكم أيضًا».. تقول كاميلا باز التى تُشارك فى مؤتمر المناخ ضمن التحالف العالمى للغابات، الذى يُمثل 19 منظّمة معنية بالدفاع عن الطبيعة وحقوق السكان الأصليين.

تؤمن كاميلا التى تعمل أيضًا فى توثيق الثقافات والمعارف المحلية، بدور الفنون فى إيصال الرسائل التى يمكن أن تُخاطب وجدان العالم، تقف بإحدى ساحات المنطقة الزرقاء مُمسكة بآلة الهارمونيكا المصنوعة من البامبو التقليدى، لتقدم مع رفاقها عرضًا فنيًا للموسيقى الشعبية لدى قبيلتها.

تصف الناشطة الكولومبية الشابة ما تتعرض له غابات الأمازون بـ«المذبحة»، فالغطاء النباتى يُفقد بوتيرة غير مسبوقة تصل إلى مليارات الهكتارات سنويًا، غاباتنا فقدت بالفعل ما يزيد عن 20% من مساحتها، لاستغلالها من قبل الشركات فى تجارة الأخشاب وزراعة فول الصويا ومحاصيل الأعلاف وتربية المواشى، مشددة على أن إيقاف الانتهاكات التى تتعرض لها الغابات، والعمل على إعادة تأهيلها ورفع كفاءتها يمثل طوق النجاة لمساعدة العالم فى الحد من ظاهرة الاحترار، كونها تمتص كميات هائلة من الكربون.

اقرأ أيضًا| رئيس «الرعاية الصحية»: إشادات عربية ودولية بالتأمين الطبي لمؤتمر المناخ

ويؤكد سيجوندو ليونيدايس الناشط المناخى البرازيلى أن المعارف التقليدية للسكان الأصليين تعد من أثمن وأهم الحلول التى يمكن أن تسهم فى إعادة التناغم مع الطبيعة، لما لهم من دور كبير فى تعزيز الاستجابة العالمية لحماية الغابات والدفاع عنها، يتابع: أعمل ضمن منظمة «أمازون ووتش» المعنية بحماية الغابات المطيرة وتعزيز حقوق الشعوب الأصلية لحوض نهر الأمازون الذى يحتل مساحة 40% من قارة أمريكا الجنوبية، فتغير المناخ يؤثر علينا بشكلٍ هائل، نعانى من وتيرة متسارعة من حرائق الغابات، بسبب ارتفاع درجات الحرارة وموجات الجفاف التى لم يسبق لنا أن شهدناها بهذه الحدة، فضلاً عن الفيضانات التى تعصف بالمجتمعات المحلية الهشّة التى تعيش فى هذه المناطق، فأغلب السكان الأصليين يعملون بالزراعة والصيد، وهى القطاعات التى تتأثر بشكل كبير بسبب تغير المناخ، لذا نطالب من خلال التحالفات التى تُمثل السكان الأصليين، بتحقيق العدالة المناخية، وتعويض الدول النامية عن الخسائر والأضرار التى تتعرض لها.