رحيق السطور| من يمول «جماعات الشر»؟!

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يحاول حسام الحداد الباحث المتخصص فى تاريخ جماعات الإسلام السياسى رصد مصادر تمويل أحد أهم جماعات الشر والفكر التحريفى وهى «جماعة الإخوان»، وبداية يرى الحداد أنه كثر الخلط بين مفهومى الجهاد والإرهاب لدى الجماعات والتى اتخذت من فهمها الخاص وفهم بعض الفقهاء لمسألة الجهاد فى ظرفها التاريخى والاجتماعى مبررًا للقتل، فتلك الجماعات تعتمد على المرويات والمأثور.

ولا تعتمد على النص الأساسى «القرآن» بل تعتمد أيضًا على أقوال وتخريجات قياداتها، وتقدس هذه الأقوال وتضعها فى مصاف النص الأساسى «القرآن»، وتصبح عمليات القتل والتفجير وغيرها من الأعمال الإرهابية، إنما تتم باسم الإسلام فقبل القتل والتفجير ترتفع أصوات هؤلاء بالتكبير «الله اكبر»...!!.

وفى كتابه « التنظيم الدولى للإخوان» تمكن الحداد من تتبع اللبنات الأولى للأذرع والفروع الخارجية التى بدأت تقريبًا فى الستينيات من القرن الماضى،فيذكر أن تاريخ تلك الأذرع الخارجية، يعود إلى أواخر الستينيات، حيث كانت اتحادات الطلاب المسلمين بالدول الغربية.

وعلى رأسها أمريكا، أحد أقدم الكيانات الإخوانية التى تم تدشينها بالخارج حتى تتغلغل داخل المجتمعات الغربية، حسب موقع «إخوان ويكيبيديا» التابع للجماعة الإرهابية، ويعود تاريخ تأسيس أول اتحاد إلى عام 1962، وتنبثق تلك الاتحادات جميعًا من عباءة «الاتحاد الإسلامى العالمى للمنظمات الطلابية»، كما أسس الإخوان الجمعية الإسلامية الأمريكية عام 1993م.

وهى جمعية دعوية تعمل فى مجالات الدعوة والتعليم والإعلام والشباب، وتضم نحو ألف عضو عامل. وبدأ الإخوان تدشين المؤسسات الإسلامية فى أواخر الستينيات، من بينها اتحاد الأطباء المسلمين فى 1967، واتحاد الأطباء والمهندسين الإسلاميين فى 1969.

واتحاد العلميين الاجتماعيين الإسلاميين فى 1972. وفى أمريكا الشمالية دشن الإخوان الوقف الإسلامى عام 1973، والجمعية الطبية الإسلامية، ورابطة الشباب المسلم العربي، والشباب المسلم فى أمريكا الشمالية، وتتضمن قائمة الكيانات الإخوانية بالخارج أيضًا، المعهد العالمى للفكر الإسلامى.

وتتخذ من الإصلاح الفكرى والمعرفى مظلة لوجودها بالخارج وتوجد لها فروع بأمريكا وجميع أنحاء العالم. وبعد انعقاد مؤتمر للإخوان فى ألمانيا عام 1984 توالى انتشار الكيانات الإخوانية بالخارج فى عدد من الدول الغربية، لتشمل عشرات المنظمات ودور العبادة فى كل من بلجيكا وفرنسا وسويسرا وإيطاليا والنمسا وهولندا والنرويج وغيرها.

حيث أسست الجماعة الرابطة الإسلامية الممثلة للجماعة فى بريطانيا، ثم توالت عشرات المنظمات من بينها مبادرة المسلم البريطانى «بى إم أى»، والمنظمات الإسلامية للإغاثة، والمجلس الأوروبى للإفتاء والبحوث، واتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا.

وعلاوة على الجمعية الإسلامية فى ألمانيا التى أصبحت واحدة من أهم المنظمات الإسلامية فى ألمانيا، كما تشمل القائمة الإخوانية اتحاد المنظمات الإسلامية فى فرنسا، والتى تعد إحدى الفيدراليات الإسلامية، ويستمد هذا التنظيم قوته من شبكة تضم أكثر من 200 جمعية تغطى مختلف ميادين الحياة الاجتماعية، وفق النظرة الشمولية للدين الموروثة عن «الإخوان المسلمين».


وبذلك تعتمد جماعة الاخوان وتنظيمها الدولى على قائمة كبيرة من الكيانات والتنظيمات التى تنفذ مخططات الإخوان فى الخارج، والتى على رأسها «المعهد العالمى للفكر الإسلامي، ومنظمة كير الإسلامية الأمريكية، واتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا والجمعية الإسلامية الأمريكية، والمجلس الثورى بتركيا، والاتحاد العالمى لعلماء المسلمين.

ومعهد الفكر السياسى الإسلامى بلندن الذى يديره عزام التميمي، أحد قادة التنظيم الدولى للإخوان، والاتحاد الإسلامى فى الدنمارك، الذى يرأسه سمير الرفاعي، عضو الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، وتحالف المنظمات الإسلامية الذى يتولاه إبراهيم الزيات، القيادى فى التنظيم الدولي».


وتعد الولايات المتحدة الأمريكية أحد البلدان المهمة التى تحتضن المراكز الإخوانية، وتضم عددًا من المنظمات الإسلامية التى يسيطر عليها التنظيم، على رأسها منظمة «كير» الإسلامية الأمريكية» والتى تولى فرعها فى مدينة «لوس أنجلوس»، مسئولية الطالب المصرى عبدالله عاصم.


ولجأت جماعة الإخوان إلى الجامعات المنتشرة فى دول الغرب، خاصة فى الجامعات التى يتواجد بين طلابها جاليات عربية واسلامية، ورصدت جماعة الإخوان المسلمين فى الدول الأوروبية أموالاً طائلة بهدف تشكيل عدد من اللجان الإدارية تكون مهمتها التنسيق مع بعض الجامعات الغربية.

وخاصة البريطانية والأميركية، من أجل عقد ندوات ومؤتمرات للوفود الإخوانية التى تزور تلك الدول، وذلك من خلال ثلاثة تشكيلات دولية وهي: الائتلاف العالمى للحقوق والحريات، والائتلاف المصرى الأميركى من أجل الشرعية، والائتلاف العالمى للمصريين فى الخارج من أجل الديمقراطية.

وجميعها تسعى إلى هدف واحد وهو التحريض ضد الحكومات العربية التى صدت المشروع الإخوانى المدمر فى المنطقة، ومنعت الإخوان من تحقيق أهدافهم الوصولية وتدمير الشعوب العربية، أى أن هدف هذه التشكيلات الثلاثة هو الانتقام من الأنظمة والشعوب العربية على حد سواء، والكتاب صدر عن دار الإنسان.


اقرأ ايضا | الخارجية الفلسطينية تدين استهداف المقدسات المسيحية والإسلامية