عائشة المراغى تكتب: مهرجان القاهرة السينمائي دورة صديقة للبيئة

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

يسعى المهرجان إلى بناء جسور للصناعة مع الأجيال الجديدة من خلال «أيام القاهرة لصناعة السينما» وتتضمن 13 فعالية مهمة.

تنطلق مساء اليوم، الأحد، فعاليات الدورة الرابعة والأربعين من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، والتى تستمر حتى 22 نوفمبر الجارى، بالتزامن مع مؤتمر المناخ الذى تستضيفه مدينة شرم الشيخ حاليًا، وهو ما لم يغِب عن تفكير إدارة المهرجان وأوضحه الفنان حسين فهمى، رئيس المهرجان، فى كلمته قائلًا: قضايا البيئة أصبحت سؤالًا ملحًا فى العديد من المهرجانات الدولية.

ومن هنا كان القرار بأن نوليها عناية خاصة فى دورتنا، وأن نمارس دوراً فعالاً دون شعارات، وكانت البداية من الأثر الورقى للمهرجان؛ تقليل عدد المطبوعات السنوية والتركيز على الكيف لا الكم، وهو ما ستشهده تلك الدورة بالفعل وندعو ضيوف المهرجان الكرام لمعاونتنا فى ذلك بمراعاة السلوك الصديق للبيئة فيما يخص الحد من استخدام المنتجات البلاستيكية والورقية بقدر الإمكان.


يشهد افتتاح المهرجان الليلة، كالمعتاد، تسليم جوائزه التكريمية، والتى اختير لها هذا العام لنيل «الهرم الذهبى لإنجاز العمر» المخرج والسيناريست المجرى «بيلا تار» والفنانة «لبلبة»، بينما تذهب جائزة فاتن حمامة للتميز إلى المخرجة كاملة أبو ذكرى. وفى نهاية الحفل يُعرض فيلم الافتتاح، أحدث أعمال المخرج الأمريكى ستيفن سبيلبرج «عائلة فيبلمان» The Fabelmans.


وعلى مدار الأيام التسع القادمة تستقبل مسارح الأوبرا وبعض دور السينما المتعاونة مع المهرجان، على شاشاتها، عروض الأفلام المشاركة، من 52 دولة، بمختلف المسابقات والبرامج، وهى: المسابقة الدولية (14 فيلماً)، خارج المسابقة الرسمية (16 فيلماً) جميعها تُعرض لأول مرة فى أفريقيا والشرق الأوسط وغالبيتها حاصلة على جوائز فى مهرجانات برلين وفينيسيا وصندانس وكان، أسبوع النقاد الدولية (7 أفلام)، آفاق السينما العربية (7 أفلام) جميعها – تقريبًا – تُعرض عالميًا لأول مرة، الأفلام القصيرة (18 فيلماً)، عروض خاصة (5 أفلام)، البانوراما الدولية (17 فيلماً)، عروض منتصف الليل (3 أفلام).

وبالإضافة إلى كلاسيكيات القاهرة (10 أفلام) ومن بينها ثلاثة أفلام تم ترميمها وتُعرض بتلك النسخة للمرة الأولى، هى «الاختيار» ليوسف شاهين، «يوميات نائب فى الأرياف» لتوفيق صالح و«أغنية على الممر» للمخرج الذى رحل عنا هذا العام على عبد الخالق.


أيام صناعة السينما
وبالتوازى مع عروض الأفلام، يسعى المهرجان إلى بناء جسور للصناعة مع الأجيال الجديدة من خلال «أيام القاهرة لصناعة السينما» وتتضمن 13 فعالية مهمة، ما بين نقاشات وندوات ومحاضرات وورش عمل، من بينها محاضرة «ماستر كلاس» للمخرج المكرَّم «بيلا تار» عقب عرض فيلمه  Werckmeister Harmoniesيناقش خلالها منهجيته الشخصية فى الإخراج ورؤيته وإدارته لفريق العمل خلال فترة تصوير الفيلم، ويقدِّم «تار» كذلك ورشة عمل لصناعة الأفلام، لمدة تسعة أيام، حول استكشاف لغة السينما من خلال عيون المخرج.

وتتضمن محاضرات «ماستر كلاس» – أيضًا – لقاء مع المخرجة اليابانية «ناعومى كاواسى» رئيسة لجنة تحكيم المسابقة الدولية، وتناقش فيها مصادر إلهامها والعملية الإبداعية وراء بعض أفلامها المهمة، ومحاضرة بالشراكة مع «نيتفلكس» يقدمها «بن بيرى» بعنوان «دليل صانعى الأفلام للمؤثرات» تهدف إلى إلهام مخرجى المستقبل وخلق مجال للتعاون الإبداعى والمناقشات الحرّة والخلّاقة حول كيفية التعامل مع التأثيرات المرئية الإبداعية على نطاق عالمى.


أما الورش فتضم أربع أخرى، هى: ورشة فن التصوير السينمائى، ويحاضر فيها المصور السينمائى الأمريكى «إيرفين ليو» لمدة خمسة أيام، حول فن وحرفة سرد القصص من منظور التصوير السينمائى. «يوم صناعة السينما للشباب» ورشة ليوم واحد مخصصة لطلاب السينما لخلق جسر بين العالم الأكاديمى وما يحدث على أرض الواقع، يتحدث فيها محمد تيمور وأحمد عامر وصفىّ الدين محمود. «برنامج تطوير سيناريو فيلم قصير مع سرد» لمدة يوم، تحاضر فيه كاتبة السيناريو مريم نعوم.

وتهدف خلاله إلى توفير بيئة فنية خلاقة ومحفزة للكتاب الشباب الممارسين ليكتسبوا المهارات والمعارف والخبرة اللازمة لدخول المجال، والإلهام لتطوير صوتهم ككاتبين. «إيقاظ القوة الإبداعية فى روح الفنان وعقله» تتناول العملية النفسية التى تبدأ مع صناعة كل فيلم، والمواجهات التى ترافقها سواء فى المجال أو فى الصناعة، وتقر بضرورة تقديم دعم نفسى متخصص لصانعى الأفلام الذين يتعاملون مع مواضيع حساسة أو فى المجالات الحساسة.


إلى جانب ثلاث حلقات نقاشية، الأولى حول «صناعة الأفلام بشكل صديق للبيئة: كيف يمكن أن تصبح صناعة الأفلام أكثر صداقة للبيئة على الشاشة وخلف الكاميرا؟» تناقش طريقتين أساسيتين لصناعة سينما صديقة للبيئة.

وإحداهما من خلال الشاشة، عبر تقنيات السرد داخل الفيلم والتى تهتم بزيادة الوعى بالموضوعات البيئية، والأخرى خلف الكاميرا حيث يتبع الفيلم طرقًا وتقنيات صديقة للبيئة فى عملية التصوير والإنتاج نفسها. ويتحدث فيها الأردنى بسام الأسعد مؤسس «جرينر سكرين»، المنتجة اللبنانية ميريام ساسين، المخرج الأمريكى هولى موريس، والمنتج الأمريكى مايكل كوفنات.


وحلقة أخرى عن «صعود السينما السعودية: تطوير المواهب، ووسائل الدعم والتحفيز» يشارك فيها صناع أفلام سعوديون وممثلون عن الهيئة الملكية السعودية للأفلام، لمناقشة وضع السينما السعودية اليوم والعوامل الكامنة وراء تطوراتها الملحوظة التى تحققت فى الفترة القصيرة الماضية. والحلقة الثالثة حول دورة حياة الفيلم «ما بعد الإصدار السينمائى» بمشاركة أماندا تورنبول وزياد سروجى (مؤسسا RISE Studios) ويتحدثان عن مسار الفيلم بعد إصداره فى السينما بين خيارات المنصات والقنوات، بالإضافة إلى فوائد استغلال الفيلم بطرحه عبر مختلف الوسائط. 

 


كما ينظم المهرجان حوارين مع الحاصلين على جوائزه التكريمية من مصر، الأول مع المخرجة كاملة أبو ذكرى يديره الناقد طارق الشناوى، لسؤالها عن مسيرتها المهنية وخياراتها فى صناعة الأفلام ومجموعة أعمالها التى كان لها تأثير فريد على صناعة الأفلام فى مصر. والثانى مع النجمة لبلبة يديره مدير المهرجان أمير رمسيس، للاحتفاء بتاريخها الفنى الممتدة آثاره حتى وقتنا هذا، والذى بدأت أولى خطواته خلال طفولتها المبكرة.


وتحت مظلة «ملتقى القاهرة السينمائى» الذى يقام فى دورته التاسعة هذا العام، تم اختيار 15 مشروعًا روائيًا ووثائقيًا من أصل  135، تنوعت ما بين مرحلتى التطوير وما بعد الإنتاج، من 10 دول بينها 5 من مصر، سيقدمها مخرجوها ومنتجوها أمام لجنة تحكيم دولية وضيوف من صناع السينما للفوز بمنح دعم لاستكمالها من قِبل 12 جهة، وتتكون لجنة تحكيمها من «مارييت ريسنبيك» المديرة التنفيذية لمهرجان برلين السينمائى الدولى، الكاتبة والمخرجة فيولا شفيق، والمخرجة التونسية رجاء عمارى.

اقرأ ايضا | قبل حفل الافتتاح.. تعرف على جوائز مهرجان القاهرة السينمائي الـ 44