كل أم حزنت لموت ابنها.. علي جمعة: لها أجر الصابرات المحتسبات

الدكتور علي جمعة  مفتي الجمهورية السابق
الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق

كل أم حزنت لموت ابنها، لاشك أن ألم الفراق شديد عليها، وليست مبالغة بقول أن قلب الأم ينفطر على ابنها ، فلا تستطيع مقاومة الحزن وتضعف سريعًا، وهو ما يطرح سؤال هل كل أم حزنت لموت ابنها ولم تستطع تحمل الألم يضيع عليها أجر الصابرين؟.

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الأم التي مات ابنها وحزنت عليه وتألم قلبها لموته، لها ثواب على الألم ولها أجر الصابرات المحتسبات أيضًا، بأربعة شروط.

وأوضح «جمعة»، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابته عن سؤال: (عندما توفي ابني لم أتكلم كلمة حرام ولكني سرت بعد ذلك متقلبة في مشاعري فأشعر أحيانا بالغضب ثم استغفر فهل أخذ بذلك أجر الصابرين؟)، إن الصبر يكون عند الصدمة الأولى، والأم المكلومة محل السؤال قد صبرت، متعجبًا: إن لم يكن صبرها هذا صبر فما هو الصبر إذن؟!.

وأضاف قائلاً: جزاكِ الله خيرًا صبرتِ، مشيرًا إلى أنها صبرت فتحكمت في مشاعرها الخارجية، أي تحكمت في جوارحها ولم تنطق هجرًا ولم تعترض كما يعترض بعض الناس الجهلاء، ولم تتكلم بحرام، ولكن قلبها اتوجع من موت ابنها، وهذا أمر طبيعي، كما أن لها على هذا الوجعوالحزن والألم ثواب، ولها أجر الصابرات المحتسبات أيضًا.

ونبه إلى أنه في حال فقدت أم ابنها وحزنت عليه دون أن تبوح بلفظ حرام أو تعترض على قضاء الله شفاهة أو بالفعل، فلها أجر الصابرين وحزنها لا ينقص من ثوابها.

وأكدت دار الإفتاء المصرية، أن الموت من أعظم ما يقع بالمؤمنين، حيث إنه ابتلاء لهم ولمن بعدهم، وعند المصائب يجب الاعتبار والاتعاظ، مشيرة إلى أن الموت من المقادير التي كتبها الله تعالى على جميع الخلق؛ فكلُّ إنسان لا بد أنه سيموت؛  فالموت مما لا يمكن أن يَفِرَّ منه المرء مهما طال عمره، قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}.

وأشارت «الإفتاء»  إلى أن الرحمة الإنسانية تحمل على الحزن والبكاء مهما كان حال الميت، مشيرًا: لقد قام النبى - صلى الله عليه وسلم- لجنازة، ولما قيل له: إنها ليهودي قال «أليست نفسًا»، رواه البخاري ومسلم.

اقرأ أيضا| علي جمعة: بعث الله 124 ألفاً و313 نبياً ورسولاً.. والقرآن لم يذكر إلا 25 فقط