أنت تسأل ود.شوقي علام مفتي الجمهورية يجيب

د. شوقى علام
د. شوقى علام

إعداد - عبدالعزيز عبدالحليم

ما الدعاء الذي يستحب للإنسان أن يقوله إذا عصفت الريح؟ وهل سب الريح منهي عنه شرعاً؟

يستحب أن يقول الإنسان إذا عصفت الريح، اللهم إنى أسألك خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به؛ لما ورد فى «صحيح مسلم«من حديث عائشة رضى الله عنها قالت: كان النبى صلى الله عليه وآله وسلم إذا عصفت الريح قال: «اللهم إنى أسألك خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به»، قالت: وإذا تخيلت السماء، تغير لونه، وخرج ودخل، وأقبل وأدبر، فإذا مطرت، سرى عنه، فعرفت ذلك فى وجهه، قالت عائشة رضى الله عنها: فسألته، فقال: «يا عائشة كما قال قوم عاد: (فلما رأوه عارضًا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا) [الأحقاف: 24]»]

عن أبى بن كعب رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { : لا تسبوا الريح فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا : اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به«سنن الترميدى.

قال الإمام النووى فى «روضة الطالبين»: [ويُكرَه سبُّ الرِّيح، فإن كرهها، سأل الله تعالى الخير، واستعاذ من الشر؛ وفى «صحيح مسلم«أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا عصفت الريح قال: «اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ»].

وقال الإمام الحَجَّاوى المقدسى فى «الإقناع فى فقه الإمام أحمد بن حنبل»: [ولا يسبُّ الرِّيحَ إذا عصَفَت، بل يقول: اللهم إنى أسألك خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك مِن شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به، اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابًا، اللهم اجعلها رياحًا ولا تجعلها ريحًا].

سائل يسأل عما يفيده حديث النبى عليه الصلاة والسلام: (أفضل الأعمال الصلاة على وقتها) وهل جواب النبى صلى الله عليه وآله وسلم لما سئل عن ذلك يدل على وجوب أداء الصلاة فى أول الوقت؟

روى الإمام البخارى من حديث ابن مسعود رضى الله عنه أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الصَّلاَةُ لِوَقْتِهَا، وَبِرُّ الوَالِدَيْنِ، ثُمَّ الجِهَادُ فِى سَبِيلِ اللهِ».

وهذا الحديث لا يدل على وجوب الصلاة أول الوقت من قريب ولا بعيد؛ فإن التعبير بـ«أفضل«يدل على أن لكلا العملين فضلًا، ويزيد أحدهما على الآخر فيه؛ فغاية المراد أنَّ الصلاة فى أول الوقت أفضل ما لم يَعْرِضْ ما يُعَارِضُ هذا الفضلَ، ثم إن الحديث ذكر الصلاة على وقتها ولم يعين أول الوقت لهذا الفضل.

قال الإمام ابن دقيق العيد رحمه الله فى كتابه «إحكام الأحكام:شرح عمدة الأحكام فيه ما يقتضى أول الوقت وآخره. وكان المقصود به: الاحتراز عما إذا وقعت خارج الوقت قضاء].

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله فى «فتح الباري»: [المشاركة أي في قوله: أفضل إنما هى بالنسبة إلى الصلاة وغيرها من الأعمال، فإن وقعت الصلاة فى وقتها كانت أحب إلى الله من غيرها من الأعمال، فوقع الاحتراز عما إذا وقعت خارج وقتها من معذور كالنائم والناسي؛ فإن إخراجهما لها عن وقتها لا يوصف بالتحريم ولا يوصف بكونه أفضل الأعمال مع كونه محبوبًا، لكن إيقاعها فى الوقت أحب] 

ما مدى موافقة إعادة تدوير المخلفات للآداب والتوجيهات الإسلامية؟

- لقد كان للشريعة الإسلامية السبق في الدعوة إلى إعادة تدوير المخلّفات والانتفاع بها، والاستفادة بها كلَّما أمكن، والتراث الإسلامى حافل بأشكال وصور لعملية تدوير المخلفات وإعادة استخدامها، وإن اختلفت آلية تنفيذها عن الصورة المعاصرة، ومن الأمثلة على ذلك:

- ما ورد عن النبى صلى الله عليه وسلم  من الدعوة إلى الاستفادة بجلود الحيوانات الميتة بدبغها بدلاً من إلقائها فى النفايات؛ فعن ابن عباس رضى الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  مَرَّ بِشَاةٍ مَيِّتَةٍ، فَقَالَ: «هَلَّا اسْتَمْتَعْتُمْ بِإِهَابِهَا؟!«قَالُوا: إِنَّهَا مَيِّتَةٌ! قَالَ: «إِنَّمَا حَرُمَ أَكْلُهَا» متفق عليه واللفظ للبخاري.

وفى رواية مسلم فى « صحيحه» أنه قال: « ألا أخذوا إهابها فدبغوه فانتفعوا به ؟!»

وروى مسلم فى «صحيحه«عن أسماء بنت أبى بكر رضى الله عنهما: أنها كانت تَدُقُّ النَّوَى لِتُحَوِّلَهُ بذلك إلى علف وغذاء للدواب؛ إذ قالت رضى الله عنها: «تَزَوَّجَنِى الزُّبَيْرُ وَمَا لَهُ فِى الْأَرْضِ مِنْ مَالٍ وَلَا مَمْلُوكٍ وَلَا شَيْءٍ غَيْرَ فَرَسِهِ»، قَالَتْ: «فَكُنْتُ أَعْلِفُ فَرَسَهُ، وَأَكْفِيهِ مَئُونَتَهُ، وَأَسُوسُهُ، وَأَدُقُّ النَّوَى لِنَاضِحِهِ، وَأَعْلِفُهُ».

اقرأ أيضأ : الإفتاء: رددوا هذا الدعاء عند هبوب الرياح