عالم أزهري: التسامح منهج قرآني وثقافة إنسانية للتعايش

الشيخ رمضان عبد المطلب
الشيخ رمضان عبد المطلب

يحتفل العالم يوم 16نوفمبر باليوم العالمي للتسامح، وهومل طيب يذكر فيشكر علما بأن الإسلام هو الشريعة التي سبقت جميع الأنظمة والهيئات والمنظمات في الدعوة إليه ،فما هو التسامح ومظاهره؟ 

عن هذا يحدثنا الشيخ رمضان عبد المطلب من علماء الأزهر فيقول :بداية كلمة سمح مشتقة من السماح والسماحة وهى بمعنى الجود والكرم والسماح والمسامحة بمعنى التساهل والمساهلة وتسامحوا أي تساهلوا، فالتسامح معنى في النفس يحمل طائفة من الصفات الكريمة والفاضلة منها الحلم والصبر والتواضع وضبط النفس وسعة الصدر والعفو عند المقدرة.

ويضيف: التسامح باتصاله بهذه الأخلاق من أفضل الصفات، التي تعود على المجتمع بالخير والنفع على بنى الانسان ويشمل التسامح ايضا العفو عن المسيء،  كما يعنى رفض الممارسات التي تقوم على التمييز العنصري في اللون والجنس والدين قال تعالى :«وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به»، وقال تعالى:« لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ويخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم أن الله يحب المقسطين».      

اقرأ أيضًا

في اليوم العالمي للتسامح.. آيتن عامر: «يصرفوا فلوسهم على العلاج يارب»

ويؤكد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد بلغ المثل الأعلى في التخلق بالتسامح والعفو مع الفرد والمجتمع فما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما وما انتصر لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمة من حرمات الله عز وجل فيغضب لله، فالدعوة الى التسامح منهج قرآني أمر الله به عباده المؤمنين في القرآن قال تعالى: «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن»، فالإسلام أمر بالرفق في الدعوة إليه وأمر بمناقشة المخالفين بالحسنى وأمر كذلك نبيه صلى الله عليه وسلم أن يجير المشرك إذا لجأ إليه واحتمى به قال تعالى:« وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه»، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين ألا يجبروا أحدا من غير المسلمين على الدخول في الإسلام وترك دينه وقد كتب صلى الله عليه وسلم إلى عامل له في اليمن من كان يهوديا أو نصرانيا فلا يفتتن عنهما قال تعالى: «لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي»، كذلك من أروع الأمثلة على التسامح صلح الحديبية في سنة ٦هجرية وفتح مكة في سنة ٨ من الهجرة قال الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه: إذا سمعت كلمة تؤذيك فطاطيء لها حتى تتخطاك .

ويشير إلى أن التسامح له أثر في تحقيق السلام الذى تسعى إليه الشعوب والدول الآن وأيضا الديمقراطية ونبذ العنف والنزاعات، لذا كان ضروريا تنشئة الأطفال عليه بدءا من البيت والمدرسة ووسائل الإعلام وذلك لأن له فوائد على الفرد فينال المتسامح بخلقه الأجر من الله ويترك التسامح أيضا في النفوس المحبة كما أنه يعين على مفهوم التعايش السلمى بين الشعوب والأفراد وعدم التنافر.