فى الصميم

أمريكا.. بعد الانتخابات!!

جلال عارف
جلال عارف

لا يبدو "الجمهوريون" فى أمريكا سعداء بما حققوه من تقدم نسبى فى الانتخابات النصفية.. زعماء الحزب وعدوا بــ "موجة حمراء" تعصف بالديموقراطيين وتضمن اكتساحاً شاملاً فى الانتخابات النصفية التى تأتى فى العادة لصالح الحزب المعارض منذ الحرب العالمية الثانية.. فما بالك وهذه الانتخابات تتم فى ظل ظروف اقتصادية سيئة وتضخم مالى لم يحدث منذ أربعين عاماً وارتفاع هائل فى الأسعار وخاصة فى الغذاء والطاقة؟!

فى الأيام الأخيرة قبل الانتخابات احتدمت المنافسة، واستعان كل حزب بنجومه المؤثرين.. قاد ترامب الحملة الجمهورية فى الأيام الأخيرة، ولم يكتف الديموقراطيون بالرئيس بايدن بل حشدوا كل قيادات الحزب بقيادة الرئس الأسبق "أوباما" وكانت النتيجة ارتفاع نسبة الإقبال على التصويت بدرجة كبيرة وهو ما أثر قطعا فى النتائج التى تقول ـ مبدئيا ـ إن الجمهوريين سيفوزون بأغلبية مقاعد النواب ولكن بفارق ليس كبيراً، وأن تقاسم مقاعد الشيوخ هو الأرجح ليبقى الوضع كما كان فى المجلس الحالى الذى تحسم قراراته بالصوت المرجح لرئيسة المجلس وهى نائبة الرئيس بايدن.

فى ظل السيناريو المحتمل يستطيع الجمهوريون ـ من خلال مجلس النواب ـ عرقلة تشريعات يريد بايدن تمريرها، وسيتمكنون من إيقاف التحقيقات البرلمانية التى تجرى مع ترامب فى واقعة اقتحام الكونجرس. لكن تبقى السيطرة على مجلس الشيوخ هى الحاكمة فى تعيين الوزراء والقيادات الحكومية، وفى اختيار أعضاء المحكمة العليا.

الأهم أن أسئلة انتخابات الرئاسة القادمة بعد عامين قد طرحت نفسها. انتظار المواجهة مرة أخرى بين بايدن وترامب ليس أمراً مسلماً به فى كلا الحزبين.. الانقسام داخل الحزب الجمهورى بين اليمين التقليدى و"الترامبيين" يتعمق مع سقوط العديد من الذين دعمهم ترامب فى معاقل جمهورية ومع ظهور قيادات أخرى تريد إعادة الحزب إلى يمين الوسط بعيداً عن تطرف العنصرية. على الجانب الآخر يدرك الديموقراطيون أن الرهان على "بايدن" مجدداً هو مغامرة غير مأمونة العواقب.

النقطة الأساسية التى قد يتفق عليها الحزبان بعد هذه الانتخابات هو أن تجديد شباب الحزبين التاريخيين قد أصبح ضرورة قصوى!