خبير: قمة المناخ ترسم خرائط المستقبل لدعم التنمية المستدامة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أكد الدكتور عبد الحميد نوار، الأستاذ المساعد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، أن قمة المناخ للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية، بشأن تغير المناخ كوب 27 في شرم الشيخ، ترسم خرائط المستقبل، لإنقاذ الكوكب، والتوجه نحو استخدام الطاقة النظيفة، ودعم مشروعات الاقتصاد الأخضر.

ولفت نوار خلال تصريحات خاصة لـ «بوابة أخبار اليوم»، أنه قمة المناخ كوب 27 المنعقدة بشرم الشيخ الآن تتسم بحضور مميز لرؤساء وزعماء العالم، خاصة من المبتكرين والداعمين للتنمية المستدامة.

ويحضر الرئيس البرازيلي المنتخب لويز إيناسيو لولا داسيلفا قمة المناخ للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ كوب 27 في شرم الشيخ، وذلك بناءٍ على دعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي. وتعتبر هذه الزيارة إلى مصر هي أول رحلة للرئيس المنتخب لولا داسيلفا خارج البرازيل بعد فوزه في الانتخابات.

وقد عُرِفَ الرئيس المنتخب لولا داسيلفا باستحداث نماذج جديدة ومبتكرة مثل دعم الزراعة المستدامة في البرازيل، والقروض الخضراء للحد من إزالة الغابات، وسياسات الحماية الاجتماعية، مثل التحويلات الاجتماعية المشروطة، وربطها مباشرة بالحفاظ على البيئة، لتحقيق النمو الاقتصادي.

وقد صارت هذه النماذج تدرسها الجامعات في العالم، وتطبقها الحكومات في مختلف أنحاء العالم وعلى كافة المستويات – وطنية ومحلية – باعتبارها تمثل أفضل الممارسات في سياسات التنمية المستدامة.

وأتوقع أن يكون مشاركة الرئيس المنتخب دا سيلفا أحد أهم الأحداث المؤثرة على نتائج قمة المناخ كوب 27، في شرم الشيخ، كما أتوقع عودة السياسات المحابية لحماية لبيئة وعلى وجه التحديد حماية غابات الأمازون في البرازيل بعيداً عن مسار السياسات التي إتبعها الرئيس جايير بولسونارو المنتهية ولايته.

ومعلوم أن البرازيل تلعب دوراً حاسماً في العمل العالمي لمواجهة تغير المناخ في البرازيل والعالم، حيث يوجد بها غابات الأمازون الإستوائية المطيرة والتي تعد واحدة من أكبر "أحواض تصريف الكربون" في العالم ، والتي تعمل على إزالة المزيد من غازات الإحتباس الحراري (GHG) من الغلاف الجوي.

ويُطلق على هذه الغابات أيضاً اسم "رئتي الكوكب" Lungs of the planet' لأنها تمتص ثاني أكسيد الكربون بشكل عام وتبعث الأكسجين في الغلاف الجوي. لكن كميات ثاني أكسيد الكربون التي صار تمتصها ، أو الأكسجين التي تنتجها، تأثرت سلباً بشكل كبير في السنوات الأخيرة وتزايد إلحاح معالجتها بسياسات أقوى، حيث وعد الرئيس المنتخب داسيلفا بإصلاح سياسات البيئة في إطار ما يُسمى "الصفقة الخضراء الجديدة" في البرازيل.

ولا شك أن مشاركته فرصة لتأكيد التزامات البرازيل المناخية، من أجل استنهاض جهود الدول الأخرى للتعاون – بما في ذلك إعادة تشغيل صندوق الحفاظ على غابات الأمازون مجدداً.

وبالتأكيد يمثل ذلك فرصة أيضاً لحشد الإرادة السياسية وإقامة تحالفات وتضافر جهود دول الغابات الإستوائية المطيرة الأخرى لاسيما دول القارة الإفريقية التي تمثلها مصر مثل الكونغو الديمقراطية، أو حتى الدول القارة الأسيوية مثل إندونيسيا (التي هي أحد أكبر الإقتصادات العشرين في العالم G20)، من أجل مواجهة مخاطر التغيرات المناخية وحماية كوكب الأرض.

اقرأ أيضاً

محمود محيي الدين: العمل المناخي ينبغي أن يعزز من أهداف التنمية المستدامة