رئيس وزراء فلسطين: قمة المناخ ضوء أحمر لقادة العالم بشأن قضايا البيئة |خاص

محمد اشتيه
محمد اشتيه

 أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، أن مصر قامت بإعداد قمة للمناخ ناجحة على المستوى الدولي، مضيفا أن مصر أتاحت فرصة لعقد الكثير من المشاورات والندوات العامة حول التغييرات المناخية .

وأضاف رئيس الوزراء الفلسطيني في تصريحات خاصة لـ"بوابة أخبار اليوم" أن قمة المناخ الحالية شملت على ورش عمل غاية في الأهمية حول قضية المياه كقضايا أمن قومي، كما أنه تم مناقشة القضايا المتعلقة بالتمويل والقضايا المترتبة على التغيرات المناخية.

وأشار محمد اشتية، إلى أن هناك تواجد عربي قوي بقمة المناخ المنعقدة بمدينة شرم الشيخ، مؤكدا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تواجد في كافة الورش الهامة المنعقدة على هامش القمة.

وأردف رئيس الوزراء الفلسطيني، أن قضية المناخ تمثل حياة أو موت لسكان الكوكب، مشيرا إلى أن هناك بعض الدول والمدن قد تموت بسبب التأثيرات المناخية.

 

وأكد أن قمة المناخ الحالية قد أشعلت الضوء الأحمر أمام قادة العالم بشأن القضايا المتعلقة بالبيئة والمناخ.

 

وثمن رئيس الوزراء الفلسطيني، كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال قمة المناخ مستشهدا بقوله "قد دقت ساعة العمل الآن". 

 

انطلقت صباح اليوم الثلاثاء فاعليات اليوم الثالث من أعمال الدورة الـ 27 لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن المناخ "COP27" بشرم الشيخ، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي ومشاركة واسعة من جانب وفود أكثر من 190 دولة وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بشؤون البيئة والمناخ وممثلي وسائل الإعلام المحلية والدولية.

 

وشهدت الجلسة الإجرائية أمس كلمة لرئيس مؤتمر المناخ "COP26" ألوك شارما،كما تم بعدها إجراء مراسم تسليم رئاسة المؤتمر إلى رئيس "COP27"، واعقبتها إلقاء بيان من جانب سامح شكري وزير الخارجية الرئيس المعين للدورة 27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ "COP27".

 

وتحدث أيضا خلال الجلسة الإجرائية السكرتير التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشان المناخ سيمون ستيل، ورئيس اللجنة الحكومية الدولية بشان التغير المناخي هو سونج لى.

 

وسيتضمن الشق الرئاسي من القمة، الذي يعقد، اليوم الاثنين، عقد ثلاث موائد مستديرة عالية المستوى، حيث سيلقي الزعماء المشاركون كلمات تتناول جهود بلادهم في مواجهة تداعيات التغيرات المناخية، كما ستعقد أيضا ثلاث موائد مستديرة للزعماء المشاركين بالمؤتمر بعد غد الثلاثاء.

 

وتسعى مصر- التي عززت خلال السنوات الماضية خططها نحو التكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ باعتباره يشكل تهديدا وجوديا- إلى تهيئة الأجواء؛ لحث كافة الأطراف على تعزيز الثقة المتبادلة، والتي يمكن من خلالها تحقيق النتائج التي تتطلع إليها الشعوب، فيما يتعلق بمواجهة أزمة تغير المناخ وتفادي كوارثه المدمرة.

 

كما عززت مصر- التي بادرت منذ وقت مبكر باتخاذ خطوات ملموسة للتحول إلى نموذج تنموي مستدام يتماشى مع خططها للحفاظ على البيئة - قدراتها في مجال مواجهة التغيرات المناخية من خلال إطلاق "الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050"، والتي تركز على عدد من المبادئ من بينها خفض الانبعاثات في مختلف القطاعات، وتحقيق نمو اقتصادي مستدام، وتخفيف الآثار السلبية المرتبطة بتغير المناخ، وتحسين حوكمة وإدارة العمل في مجال تغير المناخ، وبناء المرونة والقدرة على التكيف مع تغير المناخ، وتعزيز البنية التحتية لتمويل الأنشطة المناخية، والبحث العلمي ونقل التكنولوجيا وإدارة المعرفة ورفع الوعي لمكافحة التغيرات المناخية.

 

 

بعد توافد العشرات من قادة العالم إلى مؤتمر الأطراف حول المناخ "كوب 27" الذي يعقد في شرم الشيخ بمصر، أجمع معظم المتحدثين على خطورة الأزمة المناخية التي تهدد العالم أجمع، مشددين على ضرورة التحرك واتخاذ خطوات عملية من أجل خفض حرارة الكوكب.

 

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، افتتح القمة، مشدداً على أهمية التحرك لمعالجة أزمة المناخ المصيرية التي تعتبر أكبر التحديات التي تواجه العالم على الإطلاق، معرباً عن أمله ببذل الجهود من أجل تنفيذ خطوات حسية في هذا المجال. وأكد أن المعاناة الإنسانية بسبب تغير المناخ تتكرر وتؤكد الحاجة الملحة لإنهائها.

 

كما أضاف في كلمته الافتتاحية أن الشعوب حول العالم تنتظر من المجتمعين التنفيذ السريع والفعال والعادل لخفض الانبعاثات والاحتباس الحراري، للحد من الكوارث المناخية التي تضرب مختلف المناطق مسببة ضحايا وخسائر ضخمة. واعتبر أن نتائج هذا المؤتمر تسهم في تحول حياة ملايين البشر نحو الأفضل.

اقرأ ايضا: سامح شكري يوجه رسالة هامة لحضور مؤتمر المناخ

 

"أوقفوا الحرب"

كذلك، تطرق السيسي إلى الأزمة الروسية الأوكرانية، داعياً إلى ضرورة توقف الحرب، قائلاً: "رجاء أوقفوا هذه الحرب" فيما علا التصفيق في القاعة المترامية الأطراف. كما أعرب عن استعداده إلى التوسط في هذا المجال.

 

صراعات عالمية

من جهته، شدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش على أن الفوضى المناخية هي السبب الرئيس في الصراعات العالمية. ونبه إلى أن الإنسانية تخوض معركة بقاء في مواجهة التغير المناخي.

 

كما دعا إلى اتفاق بين الاقتصادات المتقدمة والنامية والناشئة من أجل البيئة ولصالح البشرية، لاسيما الصين والولايات المتحدة.

 

إلى ذلك، أكد أهمية التخلي عن الفحم كمصدر رئيسي للطاقة وتجنب أضراره الخطيرة، وحث المؤسسات الدولية على تغيير نهجها الاقتصادي وتوفير موارد مالية للحياد الكربوني.

 

بدوره، لفت رئيس الإمارات، الشيخ محمد بن زايد، إلى أن مخاطر تغير المناخ تستهدف الجميع دون استثناء. كما أكد أن بلاده مستمرة في نهج التعاون مع المجتمع الدولي لمواجهة تلك الأزمة.

 

تأتي تلك المداخلات على خلفية أزمات متعددة مترابطة في العالم، على رأسها العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والتضخم الجامح وخطر وقوع ركود وأزمة الطاقة مع تجدد الدعم لمصادر الطاقة الأحفورية، وأزمة الغذاء في حين سيتجاوز عدد سكان العالم 8 مليارات نسمة، ما قد يدفع بأزمة التغير المناخي إلى المرتبة الثانية في سلم الأولويات رغم أن تداعياتها المدمرة تجلت كثيراً عام 2022 مع الفيضانات القاتلة وموجات القيظ والجفاف التي عاثت فساداً بالمحاصيل في العديد من الدول، لاسيما الإفريقية.

 

فيما لا تزال العديد من الدول المتقدمة متهمة بالتقصير فيما ينبغي عليها فعله لمكافحة الاحترار.