إيجابيات تغيير المناخ في صناعة الدواجن 30 مليار جنية

خبير: تغير المناخ سبب نفوق 30% من دواجن مصر وخسارة 30 مليار جنيه سنويا |حوار

الدكتور السيد فتحي في حوار لبوابة اخبار اليوم
الدكتور السيد فتحي في حوار لبوابة اخبار اليوم

تغير المناخ في منطقة واحدة يؤدي إلى كوارث في جميع مناطق الكرة الأرضية

تصدير بيض التفقيس والكتاكيت عمر يوم يضخ 7 مليارات جنيه للدولة

تربية المواشي والدواجن السبب الأساسي لانبعاثات الغازات الدفيئة

تعديل مواعيد الدورات الزراعية يزيد من إنتاج المحاصيل يحول دون تكرار أزمة الاعلاف
استهلاك الحيوانات لأعلاف رديئة يزيد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري

الجفاف وندرة المياه والحرائق وارتفاع مستويات سطح البحر والفيضانات وذوبان الجليد من نتائج تغير المناخ

القيادة السياسية كانت سباقه في إنشاء أول مجمع دواجن بتكنولوجيا الاقتصاد الأخضر 

تعتبر من أهم الصناعات الحيوية في مصر، وظهر هذا جليا خلال الفترة الأخيرة، فاستثمارات قطاع الدواجن تصل إلى أكثر من ١٠٠ مليار جنيه، ويعتبر نقل التكنولوجيا له تأثير على جميع القطاعات وخاصة الزراعة والبيطرة (الثروة الحيوانية بشكل مباشر) وكذلك صحه الانسان.

 

ولمخلفات الدواجن والحيوانات، تأثير على المناخ  فهي من المصادر الرئيسية لانبعاثات الغازات الدفيئة مثل غاز الميثان الذي ينبعث من تربية المواشي والدواجن، كما أن حصاد الأرز بالشكل التقليدي يعد ثاني أكبر مصدر للميثان بعد المواشي.

"بوابة أخبار اليوم" أجرت حوارا مع الدكتور السيد فتحي خبير الأدوية البيطرية، للحديث عن هذا الموضوع خاصة في ظل انعقاد المؤتمر الدولي للمناخ في شرم الشيخ.

وإلى نص الحوار..

بصفتك خبيرا في الأدوية البيطرية ما العوامل تؤثر بشكل مباشر على تغير المناخ؟

من المصادر الرئيسية لانبعاثات الغازات الدفيئة مثل غاز الميثان هو تربيه المواشي والدواجن، فحصاد الأرز التقليدي هو ثاني أكبر مصدر للميثان بعد المواشي، وهو يوثر على المدى القريب ويكافئ أيضا انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من كل قطاع الطيران.

برأيك ما السبب في ذلك؟

السبب في زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في البلدان النامية يرجع لاستهلاك الحيوانات لأعلاف ذات نوعية رديئة، وكمية هذا الطعام المستهلك.

هل تغير المناخ يؤدي لمشكلة ارتفاع درجة الحرارة فقط؟

تعتمد مصر في الغذاء على الدواجن وحيث إن ارتفاع درجه الحرارة من الأسباب التي تؤدى إلى الاحتباس الحراري بها، وإذا أضفنا إليها العلف الرديء يؤثر تأثيرا مباشرا على الأعضاء الحيوية ومن ثم يؤدى إلى الفجوة المناعية التي تسبب نفوق أعداد كبيره تصل إلى 20 – 30 % من الدواجن ومن ثم اهدار أكثر من 30 مليار جنيه سنويا.

كما ارتفاع درجة الحرارة ليس سوى بداية القصة، وتشمل عواقب تغير المناخ أمورا أخرى مثل الجفاف الشديد وندرة المياه والحرائق الشديدة وارتفاع مستويات سطح البحر والفيضانات وذوبان الجليد القطبي والعواصف الكارثية وتدهور التنوع البيولوجي.

هل يمكن أن تضرب لنا أمثلة؟

الكره الأرضية تخضع لنظام واحد متصل فإن التغييرات في منطقة واحدة قد تؤدي إلى تغييرات في جميع المناطق الأخرى، وهذا يؤدى إلى تحركات الدول الكبرى نحو الدول النامية للمساعدة وايجاد الحلول (منافع اقتصادية مع تحسين معايشنا وحماية البيئة).

لو تعطي لنا أمثلة؟

هناك أمثلة عديدة، منها اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ فضلا عن اتفاق باريس وهذا أدى إلى:

1.​خفض الانبعاثات والتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة (الصحة في الدول النامية)،

2.​ التكيف مع تأثيرات المناخ (تبادل الخبرات ونقل للتكنولوجيا الحديثة).

3.​ تمويل التعديلات اللازمة كعرض البلدان الصناعية بتقديم 100 مليار دولار سنويًا إلى البلدان النامية حتى تتمكن من التكيف والتحرك نحو اقتصادات أكثر اخضرارًا ( التنمية ونمو الاقتصاد).

 

هل هذا له تأثير إيجابي على مصر كي نستطيع البناء عليه؟

نعم نقل التكنولوجيا له تأثير على جميع القطاعات، وهنا نتحدث عن الزراعة والبيطرة (الثروة الحيوانية بشكل مباشر) وكذلك صحة الإنسان.

 

وماذا عن نقل التكنولوجيا إلى قطاع الزراعة ؟

​نقل التكنولوجيا يزيد المعرفة حول زيادة قدرة النباتات والحيوانات على مقاومة الآفات والأمراض، وتغيير مواعيد الدورات الزراعية وفقاً للتغيرات الحالية والمستقبلية (زيادة المحاصيل)، وتعزيز نظم الإنذار المبكر والتنبؤ بالمناخ الموسمي للحد من المخاطر ويؤدى الى زيادة رقعة المساحات الخضراء والتشجير في كافة المدن العمرانية الجديدة.

كما أن زراعة المحاصيل التي لا تحتاج الى مياه كثيره مثل النخيل وإنتاج العديد من المنتجات مثل زيت النخيل والتمور والدهون الجافة التي تعتبر ماليزيا أكبر مثال لذلك ويحقق لها مليارات الدولارات من التصدير.

 

ماذا عن الثروة الحيوانية؟

تغيير مواعيد الدورات الزراعية وفقاً للتغيرات الحالية والمستقبلية، تزيد من إنتاج المحاصيل التي يتنافس فيها الإنسان والحيوان مثل القمح والفول وهذا يمكن أن يؤدى إلى الاكتفاء الذاتي وعدم تكرار أزمة الأعلاف، وزيادة أعداد الثروة الحيوانية مما يعطى الفرصة إلى الاكتفاء الذاتي والتصدير بالمليارات، و​زيادة الإنتاج من اللحوم بأنواعها (الحمراء والبيضاء) وإنتاج الالبان والبيض من استخدام علائق أقل كميه واكثر استفادة وإنتاجية العلف الغذائي العلاجي الوقائي، والاتجاه الى الصحراء لاستخدام أجواء أكثر نقاء والاعتماد على الطاقة المتجددة مثل الشمس يؤدى إلى بناء مجتمعات عمرانية جديده وأيدي عامله وغذاء نباتي وحيواني أورجينيك للتصدير.

 

ذكرت أن  الأعلاف ذات النوعية الرديئة لها تأثير على المناخ نواجه ازمة صناعة الاعلاف في مصر ما رأيك؟

ليس لدينا صناعة أعلاف في مصر.

 

كيف ذلك ولدينا العديد من مصانع الأعلاف؟

من الممكن أن نقول إن لدينا تجميع أعلاف وليس مفهوم صناعة أعلاف، فمفهوم الصناعة هو عملية تحويل شكل المواد الخام في الطبيعة المنتجة محليا ومضمونها لزيادة قيمتها وباستخدام أدوات مناسبة بغاية جعلها قابلة لإشباع حاجة معينة سواء إن كانت وسيطة أو نهائية، ولو طبقنا ذلك على الأعلاف نجد أن المدخلات هي الذرة الصفراء و الصويا والخامات والانزيمات، وكل او معظم هذه المدخلات لا تنتج في مصر.

من الخبرات الدولية متى نتغلب على هذه المشكلة ونتفاداها في المستقبل؟

يمكننا القضاء على هذه المشكلة على حد أقصى 2025.

 

وكيف يمكننا القضاء على هذه المشكلة؟

تنتج مصر حوالى 25 % من إنتاج الذرة الصفراء، وتهدف الدولة لزيادة رفع نسبة الاكتفاء الذاتي من الذرة الصفراء إلى 32% عام 2025 يأتي ذلك في ظل استهداف زيادة المساحة المنزرعة بالذرة الصفراء بنحو 500 ألف فدان في عام 2025 من خلال التوسع في الأراضي الجديدة ( 150 ألف فدان ) ، والمساحات المستقطعة من الذرة البيضاء ومن المساحات المخالفة للأرز ( 350 ألف فدان ).

 

وماذا عن النسبة المتبقية والتي تبلغ 68 % ؟

هذه النسبة يمكن تغطيها على ثلاث محاور:

1.​معظم أصحاب المصانع لديهم أراضٍ زراعية تستغلها في انتاج الخضروات والدولة قد تكفلت بزراعة الخضروات والفاكهة، لذا لابد أن تنتج هذه الكيانات معظم ما يكفيها من مدخلات من الذرة الصفراء وفول الصويا في الأراضي التي يمتلكوها.

2.​الدورة الزراعية واستبدال زراعة الخضروات بمدخلات الأعلاف حيث إن المشروع القومي لإنشاء ١٠٠ ألف صوبة زراعية يوازى إنتاج مليون فدان يتم زراعتها مما يسهم في زيادة المعروض في الأسواق من الخضر.

3.​استخدام البدائل للذرة الصفراء والفول الصويا من مصر وايضا من دول الجوار في افريقيا

 

ماذا عن المدخلات الاخرى من الانزيمات والبر وبيوتك ومضاد السموم؟

هذه المدخلات تستطيع توفيرها وتصنيعها في مصر حيث لا يستلزم صناعتها مساحات أو إمكانيات مادية كبيرة، وعلى الأقل لحين الاكتفاء الذاتي لابد من الاستيراد من أصل الدول المصنعة بدلا من التجار في أوروبا وأمريكا.

 

وإذا كان هذا هو الحل فكيف يمكن تطبيقه في مصر؟

يتم تصنيع على سبيل المثال الإنزيمات وغيرها في دول شرق آسيا مثل الصين والهند اللذان يمتلكان أكبر ثماني شركات من أصل أكبر عشر شركات على مستوى العالم ويتم استيراد هذه المنتجات من الموردين من دول أوروبا وغيرها ووضع ملصق التاجر وتصديره لمصر خمس أضعاف السعر الأصلي.

وهل لديك أمثلة واضحة علي ذلك ؟

على سبيل المثال وليس الحصر إنزيم الفيتيز PHYTASE يتم استيراده من أوروبا بسعر 10 -12  دولار (سعر متوسط) على الرغم أن أصل التصنيع في الصين بسعر 2 – 2.5 دولار (سعر متوسط) لذا فإننا نحتاج 250 الف دولار لاستيراد المنتج من شرق اسيا مقارنة بمليون دولار لكل الف طن من هذا الانزيم اذا تم استيراده من دول أوروبا (رفع الضغط على احتياج الدولار).

القيادة السياسية كانت سباقه في هذا المجال وعمل أول مجمع دواجن بتكنولوجيا الاقتصاد الأخضر، يدار بالطاقة الشمسية ونظم الذكاء الاصطناعي،  يحقق 85% انخفاضا باستهلاك الكهرباء و90% بالمياه و93% بانبعاثات الغازات الدفيئة، ويوفر منتجا صحيا آمنا بأسعار مخفضة.

وكان يلزم على كل منا أن يقدم كل ما لديه من خبرات وعلم للمساعدة في حل مشاكل المناخ واضافة موارد جديده للدخل القومي عن طريق التصدير والحد من الفاقد ومن ثم المساعدة في الحد من المشاكل التي تؤثر على المناخ وايجاد مصدر للأموال التي تتيح لمشاريع جديده واضافة فرص عمل والى ايجاد انسب الأغذية مثل الفراخ الأورجينك .

 

وكيف يمكن تحقيق ذلك ؟

عن طريق تصدير الكتاكيت عمر يوم من المشاريع التي لها أحقية التصدير( 700 مليون كتكوت = متوسط عائد 7 مليار جنيه)، و نقل التكنولوجيا من المشاريع الكبرى لإنتاج الكتاكيت إلى المشاريع التي تليها ليكون متوسط انتاج الكتاكيت  145- 140 كتكوت للام بدل من 100 كتكوت بصفه عامه في جميع قطعان الامهات (اضافة 300 مليون كتكوت = متوسط عائد 3.5 مليار جنيه)، وغلق الفجوة المناعية التي تحافظ على حيوية الاعضاء الحيوية ومن ثم منع النفوق من 300 الى 400 مليون كتكوت = متوسط عائد 20 – 25 مليار جنيه إذا تم إضافة ثمن الكتكوت إلى ثمن العلف المستهلك وان النفوق يتم في عمر 20 – 25 يوم)، والحد من استيراد مدخلات الاعلاف وتوفير العملة الأجنبية لأننا سوف نحتاج الى استيراد اعلاف لتغذية مليار كتكوت بدلا من مليار 400 مليون كتكوت، والتحول الى العلف الغذائي العلاجي الذى يقلل من الغازات الدفيئة وانتاج كميه اكبر من اللحوم البيضاء وبسعر أقل، واستخدام العائد مما سبق لفتح مشاريع الدواجن الأورجنك في الصحراء وتكون مصر مصدر لتصدير الدواجن الأورجينك ونموذج يحتذى به في الحفاظ على المناخ.

 

«الخدمات البيطرية»: غلق 109 منشأة تعمل بدون ترخيص خلال شهر أكتوبر