حــوار من القلب| شيخ الأزهر للشباب: «تسلحوا بالأمل واحذروا المغرضين»

شيخ الأزهر د.أحمد الطيب مع شباب البحرين
شيخ الأزهر د.أحمد الطيب مع شباب البحرين

حوار من القلب للقلب أجراه فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، مع شباب البحرين وشباب منتدى صناع السلام»، بحضور الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل ملك البحرين للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، استمع فيه  إلى أسئلتهم واستفساراتهم وتطلعاتهم وما يشغل بالهم، ومعرفة ما يواجههم من تحديات فى حياتهم اليومية .

قرر شيخ الأزهر عدم إلقاء كلمته التى أعدها للحديث إلى الشباب، وقال إن ما رآه من همة الشباب نحو النقاش المفتوح، دفعه إلى إلغاء كلمته المكتوبة، والحديث معهم من قلبه دون أى قيود وعبَّر الشباب الحاضرون عن سعادتهم بلقاء قامة دينية ورمز إسلامى كبير لطالما أحبوه وتابعوا لقاءاته وكلماته فى المحافل الدولية.


 وجَّه شباب البحرين مجموعة من الأسئلة إلى شيخ الأزهر الشريف حول تعامل الشباب مع المجتمعات الغربية؛ من حيث اختلاف الثقافات، وكيفية العمل فى ظل التحديات التى يواجهها الشباب العربي.

وفى ظل الصراعات وانتشار الأفكار المتطرفة والجماعات المتشددة، كما سأل الشباب عن تعاليم الإسلام فى كيفية تقديم النموذج الأمثل للشاب المسلم، وخصوصًا وسط انتشار موجات الانفلات الأخلاقي.


أجاب الإمام الأكبر على أسئلة واستفسارات الشباب، ودعاهم للالتفات إلى قيمة العمل فى الإسلام، فالعمل فى الإسلام واجب وليس حقًّا، وهو واجب على المؤمن حتى آخر نفس فى أنفاسه.

وأكد ضرورة أن يتثقف أولادنا وبناتنا بالثقافة الإسلامية التى هى العاصم من الاهتزاز يمينًا أو شمالًا فى ظل هذه الظروف الصعبة، وأن يعلموا أن دينهم دين يسر لا عسر، وألا ينشغلوا بالحكم على الآخرين، بل عليهم أن يطبقوا الإسلام فى حياتهم وتعاملاتهم.


ودعا الشباب العربى إلى التسلح بالأمل، وألا يتوقف الإنسان إذا أخفق، بل عليه أن يواصل الأمل والعمل، ورسول ، يقول: (إذا اجتَهَد فأصاب فله أجرانِ، وإن اجتَهَد فأخطَأَ فله أجرٌ)، وهذا الحديث يجب أن يكون منهج حياة للجميع، وأن يقترن الاجتهاد والأمل بكل شيء فى حياة الإنسان، فلولا الأمل ما كان العمل.


وأكد أنه لا وجود للحياة الوردية، فالحياة مليئة بالتحديات، وقد أخبرنا القرآن الكريم بذلك وقال الإمام الأكبر نحن مستخلفون فى الأرض لخلافة الله ولإعمار الكون، فدورنا الحقيقى هو تمثيل الله فى عفوه وصفحه وكرمه وحمايته للضعيف، ونشر قيم الخير.

وعليكم بالتحلى بالقيم الإيجابية تجاه وطنكم وأمتكم وعدم الاستهانة بدور الفرد فى تغيير حال المجتمع والأمة بل والعالم كله، ولكم فى رسولنا الكريم القدوة والمثل، حيث انه تحيط الشباب مغريات ودعوات شيطانية.

ومن فكر متشدد ومتطرف آخذة فى الانتشار، تستهدف تجييش عقولكم ومشاعركم، وإساءة استخدامها، وإبعادكم عن دينكم وإقصاء دوره وتوجيهاته الحكيمة وتعاليمه النبيلة من واقع حياتكم، فاحذروا من الاستماع لتلك الأصوات، وحصنوا أنفسكم بالقيم الدينية والأخلاقية.


وشدد على أن التنوع بيننا نحن المسلمين من سنة وشيعة ومدارس فكرية إسلامية أخرى، لا يعدو إلا أن يكون خلافًا فكريًّا، ولكن يجمعنا الاحترام والتقدير، وأود ان أخبركم أن مكتبتى الشخصية تحوى العديد من الكنوز التى كتبها كبار علماء الشيعة الذين أكن لهم تقديرًا واحترامًا كبيرين وأن بعض المغرضين يحاولون استخدام الاختلافات الفكرية بين مدارس الفكر الإسلامى لبث الفُرقة والطائفية خاصة فى أوساط الشباب، فاحذروهم واستعدوا لمواجهتهم.


من ناحية أخرى وجَّه دوارتى باتشيكو رئيس البرلمان الدولى ، دعوة رسمية إلى الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، لحضور وإلقاء كلمة فى افتتاح أعمال الجمعية العامة القادمة التى ستعقد فى مارس المقبل.

وأعرب رئيس البرلمان الدولى عن تقديره لما يقوم به شيخ الأزهر من جهود كبيرة ومهمة فى نشر ودعم السلام العالمى وقيم التسامح والعيش المشترك بين الأمم والشعوب.


كما أعرب الأمام الأكبر عن تقديره لقداسة البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وجهوده من أجل تعزيز قيم السلام والتعايش، مؤكدا أن اللقاءات التى تجمعهما معا تأتى فى إطار علاقاتهما، وسعيهما المشترك لإحلال وإرساء قيم السلام والعيش المشترك وقبول الآخر.


جاء ذلك خلال لقائه بقداسة البابا فرانسيس، فى إطار زيارتهما لمملكة البحرين والمشاركة فى ملتقى البحرين للحوار «الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني».. وأشار إلى توافق الرؤى بينه وبين قداسة البابا حول أهمية التنسيق المشترك بين الجانبين لإنقاذ الإنسانية من ويلات الصراعات والحروب، من خلال التركيز على القواسم المشتركة والتصدى لكل الأفكار والممارسات التى تغذى وتنشر الكراهية والتعصب .


وبعد زيارة ناجحة غادر الإمام الأكبر أرض مملكة البحرين ظهر أمس، وكان فى وداعه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين، حيث أعرب عن تقديره الكبير لتلبية الإمام الأكبر الدعوة الملكية لزيارة البلاد والمشاركة فى ملتقى البحرين للحوار «الشرق والغرب من أجل التعايش الإنسانى»، وعلى ما مثلته هذه الزيارة من أهمية لدى جلالته والشعب البحرينى، مؤكِّدًا أن الأزهر الشريف وإمامه الأكبر يحظون بالتقدير العالمى لما يقوم به شيخ الأزهر من جهود فى نشر ثقافة التسامح والإخاء الإنسانى.


اقرأ أيضا | شيخ الأزهر يعقد حوارًا مفتوحًا مع شباب «صناع السلام» بالبحرين