مشوار

أخطر رجل فى العالم ..

خالد رزق
خالد رزق

خلال الأشهر الأخيرة الفائتة وبينما العالم يرقب تفاعلات الحرب الروسية الأوكرانية و مظاهرات الاحتجاج الإيرانية وقف انتباه العالم و للمرة الأولى على حقائق بشأن الدور الذى يلعبه رجل الأعمال الأغنى والمخترع الأمريكى إيلون ماسك عبر شركته للاتصالات الفضائية ستار لينك، التى تكشف أخيراً أنها أكثر من شبكة من مجموعة أقمار صناعية متناهية الصغر وضعتها شركته فى المدار القريب من الأرض لأغراض نشر خدمات الانترنت الفضائى حول العالم وبخاصة فى المناطق والبلدان المحرومة من خدمات الاتصال الأرضى بالانترنت.


فمع تطور العمليات العسكرية الجارية على الساحة الروسية الأوكرانية فوجئ الجميع بخلاف بين ماسك وأوكرانيا بشأن قيمة الخدمات التى تقدمها شبكة ستارلينك للنظام الأوكرانى فى مجالات الاتصال والاستطلاع عن بعد، إذ طلب الرئيس الأوكرانى فلوديمير زيلنسكى الاستمرار فى اتاحة هذه الخدمات مجاناً دعماً لبلاده فى حربها مع روسيا، فى حين أعلن ماسك أن لا شيء من خدمات ستار لينك سيقدم مجاناً لأى طرف، وهو ما تدخلت بعده الإدارة الأمريكية، وإثر ذلك التزم الجانبان الصمت وهو ما يؤشر إلى أن الحكومة الأمريكية ربما تحملت هى النفقات بديلاً عن أوكرانيا، و المهم فى الأمر هنا ليس من يدفع ثمن هذه الخدمات وإنما طبيعتها التى تنقل مهام ستار لينك من الاتصال بالإنترت إلى أنشطة التجسس.


وتزامناً مع تعاملات ماسك والنظام الأوكرانى تسربت إلى وسائل الإعلام الأمريكية وعنها تناقلت وسائل الإعلام حول الدنيا معلومات مفادها أن الإدارة الأمريكية طلبت من صاحب ستار لينك تفعيل شبكة الاتصال الفضائى بالإنترنت فى سماء إيران وتعاقدت معه على تزويد أجهزة المخابرات بأجهزة الاستقبال الأرضى لتهريبها إلى إيران لفتح المجال أمام المتظاهرين والمتعاملين فى الداخل الإيرانى للاتصال عبر شبكة انترنت ستار التى لا يمكن للحكومات إعاقتها ولا مراقبتها، دور جديد إذن أتيح أمام شركة خاصة يتحكم بها رجل واحد للتدخل فى شئون الدول ومساراتها والحجة هى نشر الديمقراطية.. قبل أيام أعُلن أن الملياردير الأمريكى إيلون ماسك اشترى منصة التواصل الاجتماعى تويتر، وهو ما أتاح للرجل التحكم حتى بما يتداوله الناس وإن كان أعلن عن تحرير تويتر من خوارزميات الرقابة فالأمر فى النهاية خاضع لهواه وهكذا صرنا أمام أخطر رجل فى العالم.