المتهم بعد ارتكابه الجريمة صرخ قائلًا: "أنا قلتلك هموتك"!

بعد مقتل «الأم».. الجيران: حاولنا إنقاذها ولكن «ابنها» سبقنا وذبحها

صورة موضوعية
صورة موضوعية

كتبت: آمال فؤاد

تحدث قصص وحكايات غريبة يرفض العقل تصديقها احيانا، البعض منها يجري خلف الجدران والأبواب المغلقة، فصدق من قائل أن البيوت أسرار،منها من هو إيجابي ومنها سلبي يصل الى حد ارتكاب الجرائم، كما في الواقعة التي بين أيدينا هذه؛ دارت أحداثها في أحد المباني السكنية بشارع الحلمية الجديدة بالدرب الأحمر؛ ضحيتها أم باعت الدنيا بكل ما فيها بعد انفصالها عن زوجها ورفضت الارتباط بأي شخص آخر مراعاة لمشاعر ابنها الوحيد، وحتى لا تأتي له بزوج أم، افنت عمرها وشبابها لتربيته، ولكن وصدق من قال " قلبي علي ولدي انفطر وقلب ولدي عليه حجر"، لم تتوقع أن يصبح يومًا عاقا؛ رد على  كل هذه التضحيات من حب وعطاء وخوف وقلق  عليه بمنتهى الجحود، حتى أنه طعنها في صدرها متناسيًا قوله تعالى؛ "ولا تقل لهم اف ولا تنهرهما"، فبأي ذنب قتلت هذه الام المسكينة؟!، "تفاصيل مثيرة ترويها السطور التالية.

انتقلنا إلى مسرح الجريمة للوقوف على ملابسات الحادث وسألنا بعض شهود العيان من الاهل والجيران للوقوف على الأسباب التي تدفع شاب أن يقتل أمه وقبل أن تمتد يده عليها طعنًا أشبعها إهانات من شتم وضر  ب، كيف لقلبه وما هو بإنسان وإنما شيطان أن يتحمل ويرى أمه أمامه الدماء تسيل من جسدها ويتركها حتى تفارق الحياة؟!

البداية
"فاتن"سيدة في العقد الخامس من عمرها، تعيش مع "بدر" وللأسف ليس له نصيب من اسمه، ابنها الوحيد في منزل والدها، بعد أن انفصلت عن زوجها الذي كانت تقيم معه في منطقة العجوزة،نتيجة الخلافات والمشاكل الزوجية  وعدم التوافق بينهما عقب طلاقها ، عادت فاتن الى منزل والدها مرة أخرى بمنطقة الدرب الأحمر ولكن هذه المرة ليس بمفردها بل معها طفلها الصغير بدر،عاشت الأم وسط معارفها وجيرانها منذ طفولتها ومعروف عنها الطيبة والسيرة الحسنة، لم تتخيل المسكينة يوما أن تنتهي حياتها على  يد "فلذة كبدها الوحيد" بعدما عاشت  تضحي من أجله، هل بعد كل هذه التضحية تستحق هذه الام المسكينة  نهاية بهذا الشكل؟!

"تعود تفاصيل الحكاية إلى20 عاما مضت"بعد انفصال المجني عليها فاتن، 55 سنه عن زوجها، واختيارها أن تستكمل مشوارها في تربية نجلها بدر 28 سنه بمفردها، وطوال هذه السنوات، الصعبة عاشت في رعاية شقيقها الأكبر الموظف بإحدى الوظائف الهامة والذي تبنى رعايتها ونجلها وظل الأخ الكبيريقيم معهما في المنزل الى أن وافته المنية، وهي تعمل موظفة في إحدى الشركات تحب نجلها الى أقصى درجة، تأخذه في جميع الأماكن التي تذهب اليها وتشتري له كل ما يريد حتى أصبح شابا يافعاً وانتظرت المسكينة أن يرفع العبء عنها لا بالإنفاق عليها وإنما أن يعمل ويدخر المال لنفسه حتى يجد بنت الحلال ويبني الاثنان مستقبلهما معاً، ترى هل اخطأت في هذا؟، بالطبع لا.

مشاجرة وطعن
في صباح يوم الجريمة دقت عقارب الساعة العاشرة صباحا في منزل المجني عليها على اثرها دارت مشاجرة كبيرة بين الام ونجلها، وارتفعت أصوات الاثنان وسمعها الجيران، وما تنامى الى اسماعهم صوت المتهم على والدته حيث كان يسبها ويشتمها بسبب أنها قامت بتحرير محضر ضده في قسم الشرطة قبل وقوع الجريمة بأسبوع، وهي اضطرت لهذا بسبب اهاناته المستمرة لها، ولأن الجيران اعتادوا على تطاول الابن على امه تمنوا في ضمائرهم أن يرحل هذا الولد العاق لا من بيت أمه فقط وإنما من المنطقة كلها، ولكن فجأة توقف الصوت وبعد مرور ما يقرب من ساعتين كان أحد السكان يهبط درجات السلم، ففوجئ بالمتهم يخرج من الشقة مغلقا الباب خلفه  ويتمتم بكلمات استطاع الجار أن يسمعها جيدا، أخذ الابن العاق يحدث نفسه قائلا: "انا قولت هموتك"، فضلا عن ذلك كانت يده وساقه ملطخين بالدماء، فصاح  الرجل صارخا، امسكوا به، فحاول المتهم أن يهرب،وادعى أن والدته جرحت نفسها اثناء المشاجرة معه، ويريد أن يتصل بالإسعاف، فهرع كل من كان  في شقته وامسكوا بالابن، ليكتشفوا أن الدماء تلطخ ملابسه ويده فأسرعوا متوجهين إلى شقة جارتهم، ليجدوها جثة هامدة داخل غرفة نومها مسجاة على كنبة في مشهد تقشعر له الابدان من بشاعته، مطعونة في صدرها  عدة طعنات ومشقوقة من  بطنها بالسكين وهناك قطع في فخدها الايسر وقدميها وتركها تنزف حتى فارقت الحياة.شهود عيان
أكد شهود العيان؛ أن الابن المتهم دائم التشاجر معها وسبها وإهانتها بوالديها خاصة بعد أن مات خاله الذي عاش عمره كله لرعايته بجانب شقيقته، ولأن الابن المتهم كان يخاف منه لم يستطع يوماً أن يشتم أمه حتى مات الرجل، فظهرت اخلاق الابن على حقيقتها، فأخذ بلا احترام لهذه الام التي عاشت لاجل ابنها يضربها بعصا المكنسة وكأنه يستمتع بصراخ أمه.

وقالت "ام محمد"إحدى جيران المجني عليها: رحمها الله كانت محترمة وفي حالها والجميع يشهد لها بالسيرة العطرة والاخلاق الرفيعة وباستمرار كانت تحاول أن تصلح من حاله ولكن المتهم كان ابن عاق لأنه انساق وراء اصحاب السوء، وكان يسرق منها الأموال، والحقيقة أن هذه الاخلاق لاحظناها بعد وفاة خاله.

وتضيف أم محمد سمعنا أن المتهم يعاني من زيادة كهرباء على المخ ولكن استحالة ان يكون ذلك سببًا لارتكاب جريمته الشنعاء المرفوضة في كل الأديان، فهو حاصل على دبلوم صنايع  وعن طريق عملها استطاعت أن توفر له اكثر من فرصة عمل ولكن هو لم يأخذ الأمور بجدية وخلال فترة بسيطة خسر وظيفتين استطاعت  من خلال علاقتها توفيرهما له، وبعدها  جلس في البيت وبدأت تعاني منه بالتطاول عليها بالسب والاهانة بعدما نصحته كثيرا؛ فذهبت به الي أعمامه لكنهم جميعا رفضوا أن يجلسوا معه وطلبوا منها أن تطرده من البيت وتتركه في الشارع حتى يعلم قيمة الأم، خاصة وأنه قبل الواقعة بأسبوع تطاول عليها ضربا وشتما بشهادة سكان العمارة، فلم تجد الأم المسكينة إلا ان تحرر محضرا له، وطلبت من ضباط قسم الشرطة فيه عدم تعرض ابنها لها.

بلاغ
كان قد تلقى قسم شرطة الدرب الأحمر بلاغاً من حارس عقار بالشارع الجديد بالحلمية عن وقوع جريمة قتل ارتكبها شاب بقتل امه، وفور ذلك البلاغ انتقل رجال المباحث إلى مكان الحادث وتبين صحة البلاغ وعثر على جثة الام غارقة في دمائها مطعونة عدة طعنات في أماكن مختلفة ومشقوقة البطن، وفور ذلك نقلت الجثة في سيارة الإسعاف للمشرحة، وتم تدوين شهادة الجيران وحارس العقار وتحرر محضر بالواقعة وإحالته إلى النيابة، وبدورها استمعت النيابة إلى أقوال الجيران وشهود عيان الواقعة واكدوا جميعهم ان الابن هو من ارتكب الجريمة بعد تكرار تعديه المستمر عليها بالضرب والشتم مما اضطر المجني عليها تحرير محضر ضده تتهمه بتعذيبها وذلك قبل عشرة أيام من الحادثة، ألقي القبض على المتهم وبمواجهته بارتكابه الواقعة اعترف بها، وقام بتمثيل الجريمة، كما أمرت النيابة باستدعاء أشقائها واستمعت إلى أقولهم، وصرحت بدفن الجثة عقب التشريح وحبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات،والتجديد له في المواعيد المقررة قانوناً.

اقرأ أيضًا

بعد التعدي عليها بالضرب والسحل.. عاطل يقتل والدته بـ«الدرب الأحمر»