ليلة تكريم حارس ذاكرة المسرح المصري.. عمرو دوارة

د. عمرو دوارة و خدوجة صبرى و د. عائشة العولقى
د. عمرو دوارة و خدوجة صبرى و د. عائشة العولقى

نظمت النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، ندوة لتكريم المخرج والناقد والمؤرخ المسرحي د. عمرو دوارة، تحت عنوان حارس ذاكرة المسرح المصري، احتفالا بحصوله على جائزة الدولة للتفوق في الآداب

في البداية قال د. علاء عبد الهادي رئيس اتحاد الكتاب، إن الاتحاد يكرم مؤرخا فذا هو الناقد والمخرج عمرو دوارة، وهو الذي تصدى لمهمة صعبة لرفع الظلم الكبير عن المسرح المصري بسبب غياب التوثيق، فأصدر “موسوعة المسرح المصري المصورة” من 17 جزءا، والتي وثقت بيانات 6 آلاف مسرحية، وهو عمل كبير يغطي الفترة من 1870 وحتى 2015.

وقال عبد الهادي إن الموسوعة صححت أخطاء تاريخية وشخصية كثيرة جاءت في مذكرات فنانيين ومبدعين مسرحيين كبار مثل فتوح نشاطي أو مذكرات فاطمة رشدي أو بديع خيري، بل تناول عروض ظلت مجهولة مثل عروض الصالات وتصل إلى 400 عرض تقريبا، وأهم ما في هذه الموسوعة هو المسكوت عنه، وهوغياب المراكز البحثية المتخصصة، وهذا لا يجري على المسرح المصري فقط، بل وعلى السينما المصرية أيضا، فهناك عدد من الفجوات في تاريخ السينما، وأضاف أن د. عمرو أشار بذكاء إلى ندرة المعلومات والوثائق بالمركز القومي للمسرح وقلة الدوريات المسرحية.

وأنهى د. علاء عبد الهادي حديثه بأن اتحاد الكتاب رشح د. دوارة لجائزة التفوق التي نالها بجدارة وفاء لجهده في تأريخ الحراك المسرحي المصري، فرد على هذا الترشيح بعمل جائزة سنوية بعنوان “جائزة دوارة للنقد المسرحي”، والتي تتضمن جائزتين، أحدهما للدراسات، والأخرى للنقد التطبيقي.

وأشار الفنان محمود الحديني إلى أن دوارة ظل متواجدا على خريطة المسرح المصري بشكل فعال سواء على المستوى النقدي أو التأريخي، وأنه يعتبر الموسوعة حدثا مهما للمسرح المصري وللتاريخ وللباحثين،

ثم اختتم حديثه بالإشادة بالمبادرة الإيجابية للدكتور عمرو بتخصيص جائزة سنوية بمجال النقد التطبيقي بالمسرح باسم والده الناقد الكبير فؤاد دوارة .

من جانبه أكد د. عمرو دوارة سعادته بترشيح اتحاد الكتاب له للحصول على جائزة التفوق، دون طلب منه، في وقت يعرف أن كثيرين يعرضون أنفسهم ويطاردوا أعضاء ورئيس الاتحاد ليرشحهم، وهذا سبب إضافي لإعتزازه بالجائزة، ويضيف: “قدمت 36 كتاب بجانب الموسوعة نصفهم في مجال التوثيق، ولدي 7 كتب عن مخرجين كبار، هم كرم مطاوع جلال الشرقاوي محمود الألفي هناء عبد الفتاح أحمد عبد الحليم، و4 كتب أعتبرها مهمة جدا عن حسين رياض وعبد الله غيث وسميحة أيوب وأمينة رزق، وكتاب مهم عن المسرح القومي، وصدر لي كتب في دول عربية لبنان والأردن والجزائر والإمارات”. 

وأضاف أن التوثيق التلفزيوني للمسرح بدأ بعد 90 سنة بالضبط من بدايته، وحتى محاولته تسجيل تراث يوسف وهبي والريحاني وإسماعيل ياسين بعد إعادته للتصوير لم تكن مجدية، فبعض الأشرطة تلف وبعضها تم تهريبه، وللآسف فقدنا ذاكرة المسرح، ورغم المحاولات التي بذلها الفنان محمود الحديني في المركز القومي للمسرح ومحاولات الفنان ياسر صادق الرئيس الحالي للمركز.

و عن موسوعة المسرح المصري المصورة كشف د. دوارة، أنه استمر في العمل لمدة سبعة وعشرين عاما بصفة مستمرة، وذكر أن والده الراحل فؤاد دوارة قال له عندما حدثه عن فكرة الموسوعة منذ أكثر من 26 عاما، إن هذا الجهد صعب أن يقوم به أحد بمفرده.. وأشار أنه تعاقد مع هيئة الكتاب لنشر الموسوعة، ورفض أن تنشرها الهيئة العربية للمسرح، مضحيا بالمال لتكون متاحة للمصريين بسعر معقول.

وأوضح دوارة أنه تعاقد على نشرها بالهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2010، كما أضطر إلى إعادة التعاقد مرة أخرى عام 2018، بعد ضياع الأصول التي قدمها، وكانت 15 جزءا، و22 ألف صورة نادرة، وتضمن التعاقد الأخير شرط إنجاز الطباعة بحد أقصى خلال عام 2019، ومع ذلك للآسف لم يصدر حتى الآن فعليا سوى 10 أجزاء من إجمالي 17 جزءا، مبديا قلقه على باقي الأجزاء التي لم تطبع وتضم صورة نادرة جدا.

وأكد دوارة سعادته بتوصية د. علاء عبد الهادي بسرعة إصدار باقي الموسوعة حفاظا على قوة ناعمة وذاكرة يحاول البعض تشويهها. 

وتحدث الناقد عبد الغني داود بأنه يعتز بإطلاق لقب “حارس ذاكرة المسرح المصري” على د. عمرو دوارة، وهو لقب لم يأت من فراغ، ويكفي للتأكيد على ذلك أنه الوحيد الذي قام بلفت نظر المسرحيين وأيضا المؤسسات الثقافية بضرورة الاحتفال بذكرى مرور قرن ونصف من الزمان على تأسيس المسرح المصري الحديث، وذلك بالإضافة إلى أنه قد أصبح خلال السنوات الأخيرة المرجع الوحيد لجميع المسرحيين والباحثين الذين يلجأون إليه للحصول على المعلومات المسرحية الدقيقة، واختتم كلمته بأن العدالة تقتضي ألا نغفل جهوده وإبداعاته كمخرج من أفضل مخرجي جيل الثمانينات.  

وأكدت الناقدة د. وفاء كمالو أن د. دوارة شخصية استثنائية بكل المقاييس، ليس فقط لصدق وخصوبة موهبته المؤكدة والتي حرص على صقلها بالدراسة، لكن أيضا لدقته المتناهية وغزارة إنتاجه المسرحي على جميع المستويات. 

أوضح د. محمد زعيمة أنه يعتز جدا بصداقته لدكتور دوارة على مدى أكثر من 30 عاما، حيث تعاون معه بمجال الإخراج، وشاركه في تنظيم بعض المهرجانات التي نظمتها “الجمعية المصرية لهواة المسرح”، مما أكسبه خبرات كبيرة، خاصة وأنه كان بمرحلة البدايات الفنية، وأكد أن ما بذله في الموسوعة هو جهد مؤسسات كبيرة وليس دور فرد وأشاد به كإداري وقيادي ناجح جدا ومثابر يمتلك القدرة على الإقناع وشرح الأهداف وأيضا التوجيه بحسم وقبل كل ذلك تميزه بتقديم القدوة الحسنة لجميع العاملين معه.

وأكد الفنان ياسر صادق رئيس المركز القومي للمسرح، أن الفنان د. عمرو دوارة رجل مسرح حقيقي قد نجح في توظيف خبراته في التوثيق المسرحي، فقام بالفعل بتحقيق طفرة كبيرة لجميع العاملين بالمركز عندما تم تنظيم دورة تحت إشرافه، كما نجح في إقناعه بتقديم تاريخ المسرح المصري الحديث في 30 حلقة حلقات مصورة، تناول من خلالها أهم الفرق المسرحية خلال قرن ونصف من الزمان، كما صدر له كتاب “المسرح الكوميدي”، وبعض الإصدارات التوثيقية الأخرى، ويحسب له أنه كان وما زال من أهم الداعمين لعودة “مجلة المسرح”، وهو بلاشك أحد أهم الكتاب بها.

وأشاد الفنان خالد الذهبي الرئيس السابق المسرح القومي بموهبة د. دوارة كمخرج خاصة وأنهما قد تعاونا معا في أحدث عروض كل منهما، وهو عرض “شرف الكلمة” الذي مثل مصر بمهرجان بغداد عام 2019.  

وتحدث الفنان رضا الجمال عن د. عمرو دوارة كمخرج مثقف وواع فقال: “استمتعت بالعمل معه في أكثر من عرض مسرحي من أهمها (ملك الأمراء) لفرقة المسرح الحديث، و(عصفور خايف يطير) لقطاع الفنون الشعبية والإستعراضية، بالإضافة إلى العمل معه ببعض العروض التي عمل بها كمخرج منفذ مع المخرج الكبيرالراحل كرم مطاوع، وأن من أهم سماته كمخرج حرصه على عدم استعراض عضلاته الفنية”. 

وأكد د. حسام أبو العلا إعتزازه ا بصداقة د. دوارة التي تجاوزت مدة الأربعين عاما، أي قبل التحاقي بالمعهد العالي للفنون المسرحية، كما شاركته في تحقيقه لكثير من الأحلام التي نجح بمثابرته ودأبه في تحويلها إلى أرض الواقع، ومن أهمها تأسيس (الجمعية المصرية لهواة المسرح)، وتنظيم عدد كبير من المهرجانات المسرحية المتنوعة التي توجت بتأسيسه لمهرجان المسرح العربي مع بداية الألفية الجديدة، كذلك كان لي حظ متابعة (الموسوعة المسرح المصري المصورة) منذ مرحلة البدايات”. ويستكمل أبو العلا كلامه بالقول: “كما يقال أن 3% فقط من البشر يخططون لـ97% الآخرين، فإن د. عمرو بالتأكيد هو أحد المخططين بل ويحسب له قدراته ومهاراته أيضا في تحويل الخطط إلى واقع عن طريق وضوح الرؤية والدأب والإصرار، وقدراته في تجميع وإقناع أكبر عدد من أصدقائه بأهمية مشاريعه، ثم دعوتهم للمشاركة في تحقيق المشروعات الكبيرة”.

وقالت الفنانة الليبية خدوجة صبري أنها توقفت عن التمثيل  طوال 3 سنوات بعد “ثورة فبراير” في ليبيا، ثم زرت مصر واتصلت بالدكتور دوارة، الذي رشحني لعضوية لجنة تحكيم مهرجان المسرح العربي، فشاهدت عروض يومية، وعادت لي الحياة لأني ابنة المسرح، وشاهدت عروض مسرحية أعادت لي بهجة الحياة، وصارحته برغبتي في العودة للمسرح، فشجعني على إحضار نص مونودراما كنت قد حدثته عنه من ليبيا، وبالفعل أحضرت النص بعد 10 أيام، وأنتجت مونودراما ظلت تعرض لمدة 9 سنوات فعرضت في مصر، وتجولت بها في الدول العربية.. فتحيا مصر”.

اقرأ أيضأ : اليوم.. تراث الشيخ «عبدالباسط» في اتحاد الكتاب