أمير رمسيس: لن نجامل محمد حفظي على حساب مهرجان القاهرة

المخرج أمير رمسيس
المخرج أمير رمسيس

كتب: أحمد سيد 

المخرج أمير رمسيس يمتلك رؤية فنية مختلفة، فهو واحد من المخرجين الذين حققوا عديد من النجاحات على مستوى الإخراج السينمائي، وهو ما وضح في عدد من الأعمال، كما استطاع أن يحقق نجاحا من خلال قيادته لمهرجان الجونة السينمائي على مدار 6 دورات متتالية، كمدير فنى له، حيث أشاد به الجمهور والنقاد، وهو ما دفع حسين فهمي ليعتمد عليه في مهرجان القاهرة السينمائي في نفس المنصب، أملا في تقديم دورة جديدة ومختلفة

ويخوض أمير رمسيس تجربة مهرجان القاهرة وسط التحديات والصعوبات، ويأمل أن تحقق هذه الدورة أهدافها لتكمل مسيرة نجاح مهرجان القاهرة على مدار أربع دورات سابقة، ويبحث أيضاً عن إضافة جديدة وبصمة مختلفة لدورة المهرجان الذى من المقرر أن ينطلق في الفترة من 13 حتى 22 نوفمبر الحالي. 

في البداية يقول أمير رمسيس: “أسعى من خلال منصبي والتعاون مع فريق عمل مهرجان القاهرة السينمائي الذى يرأسه حسين فهمى أن نقدم دورة جديدة ومختلفة، ونكمل ما حققه الفريق السابق الذى قاد مهرجان القاهرة على مدار أربع دورات ناجحة، وأتصور أن هناك تغييرات يشهدها الجمهور ويشعر بها في الدورة المقبلة للمهرجان، وهو ما عملنا عليه بأن نتفادى الأخطاء الماضية، ونحاول أن نضيف إلى ما قدم من أعمال داخل المهرجان. 

كيف جاء اختيارك كمدير فني لمهرجان القاهرة السينمائي وما وقع هذا القرار عليك؟ 

اختياري في منصب المدير الفني للمهرجان جاء من خلال ترشيح حسين فهمى لي، حيث تلقيت مكالمة هاتفية منه يطلب منى أن أتولى هذا المنصب بمهرجان القاهرة وكان ردي في ذات المكالمة بالموافقة مباشرة، حيث لم أستغرق وقتاً في التفكير، واعتبرت هذا المنصب تكليفاً من حسين فهمى، فضلا عن أنني وجدتها فرصة جيدة لا تتكرر كثيراً، خاصة أن مهرجان القاهرة يحمل بداخلي ذكريات وله مكانة خاصة بالنسبة لي. 

ولكن بعد استقالتك من مهرجان الجونة كان هناك تصريح يؤكد أنك ترغب في العودة إلى أعمالك التي تم تأجيلها عدة سنوات بسبب انشغالك في إدارة المهرجان؟ 

هذا صحيح، كنت قررت بعد استقالتي من مهرجان الجونة أن أركز في عملي كمخرج، ولكن مكالمة حسين فهمي أربكت حساباتي، وغيرت مساري، وقررت خوضت التجربة التي رفضتها في عام 2018، وتحديداً بعد رحيل الناقد يوسف شريف رزق الله، وكان ذلك بسبب انشغالي في الجونة. 

ما الذى فكرت فيه بالنسبة لمهرجان القاهرة فور توليك منصب المدير الفني؟ 

تفكيري منصب في عدة اتجاهات، أهمها كيفية خروج المهرجان إلى النور في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها المهرجان، وأقصد هنا الجانب المادي وانسحاب بعض الرعاة، كما لدى تفكير ورؤية في كيفية استغلال النجاح الذي حققه برنامج “أيام الصناعة السينمائية” الذي يقام على هامش المهرجان، وكيف يمكن تطويره، خاصة أنه أحد البرامج المهمة التي حققت نجاحا وفرضت نفسها على المهرجان بقوة خلال الأربعة أعوام السابقة، وهو أحد الأهداف المهمة التي عملت عليها، وأتصور أن تطويره سوف يشهده جمهور المهرجان وصناعة السينما في الدورة المقبلة، حيث أضفنا عدداً من “ماستر كلاس” للمبدعين وصناع السينما إلى جانب المناقشات والحوارات التي تقام على هامش أيام الصناعة، كما حاولت أن تكون هناك بصمة واضحة للمهرجان خاصة في اختيار الأفلام، حيث كنت حريصاً على اختيار أفضل الأفلام التي حصلت على جوائز بالمهرجانات العالمية الكبرى مثل فينيسيا وكان وبرلين.  

فيما يخص الأفلام المشاركة بالمهرجان هل وجدت صعوبة فى استقطابها أم تأجيل الجونة ساهم فى اختيار الأفضل؟ 

تأجيل الجونة لم يؤثر سواء بالسلب أو الايجاب على اختياراتنا للأفلام بمهرجان القاهرة، وأما بالنسبة لصعوبة استقطاب الأفلام أمر ربما لم يكن بالسهل، ولكنه أيضاً لم يكن الأصعب الذي يواجه المهرجان، وكنت حريصاً مع فريق البرمجة أن نختار أفلاماً ذات قيمة فنية عالية، وتعرض لأول مرة في الشرق الأوسط، أو يعد العرض العالمي الأول له في مهرجان القاهرة، كما أنني فضلت الابتعاد عن الأفلام التي تم اختيارها من قبل إدارة مهرجان الجونة السينمائي قبل أن أعلن استقالتي، وهو أمر جاء عن غير عمد، ولكن فضلت ذلك لسبب أن اختياراتنا كانت الأفضل، حيث كانت الأفلام الكبرى تفضل عرضها في القاهرة بعيداً عن اختيارات الجونة.    

إلى أى مدى تدخل حسين فهمى بشكل صريح فى اختيار الأفلام المشاركة بالمهرجان؟ 

حسين فهمى لم يتدخل في فرض أي فيلم على فريق البرمجة، حسين فهمى يمنحنا الثقة الكاملة في اختيار الأفلام، وشهد معنا عدداً كبيراً من الأعمال، وكانت له آراء فيها سواء بالسلب أو الإيجاب، ولكن يترك لنا الاختيار كاملاً، ولم يفرض علينا فيلماً بعينه.

معنى ذلك أن اختيار الأفلام كاملة تحمل رؤية المدير الفنى وفريق البرمجة؟ 

هذا صحيح، اختيار الأفلام كاملة رؤيتي ومعي فريق البرمجة أيضاً.   

ولكن قلت في أحد تصريحاتك أن اختيار الأفلام بالكامل تحمل بصمتك.. ما ردك على ذلك؟ 

ليس بهذا المعنى الصريح، ولكن بالتأكيد لدى بصمة واضحة فى اختيار الأفلام، وكنت حريصاً على ذلك، ولكن هناك أيضاً فريق البرمجة والمساعد لي، ونختار معاً أفضل الأعمال، أنا لا أستحوذ على القرار في اختيار الأفلام بقدر ما أرغب في أن يكون هناك شكل أو بصمة مختلفة في هذه الدورة وهذا يشهده الجمهور، والحكم النهائي له والنقاد، ولكن في نفس الوقت لا يمكن أن أغفل المجهود الذى يبذله فريق البرمجة الذى له رؤية أيضاً تتوافق مع رؤيتي كمدير للمهرجان، ولا يمكن أن تقول كل الأفلام اختياري، كما لا يمكن أن تحدد نسبة معينة فى هذا الأمر.  

فور تولى أمير رمسيس منصب المدير الفنى للمهرجان تم تغيير بعض عناصر فريق البرمجة منهم رامى عبد الرازق ومروان عمارة ويوسف هشام فما الذى حدث؟ 

التغييرات التى طرأت على فريق البرمجة بسبب انشغال البعض بأعمال أخرى والبعض الآخر لم يكن هناك توافق بينا، حيث قرر كل من رامى عبد الرازق الذى كان مسئولا عن مسابقة آفاق السينما العربية، ومروان عمارة الذى كان مسئولا عن مسابقة الأفلام القصيرة الاستقالة بسبب انشغالهما فى أعمال أخرى، وأتصور أن اختيارنا للمخرجة ماجى مرجان لتكون مسئولة عن مسابقة الأفلام القصيرة كان فى محله، حيث نرغب فى تقديم قسم مختلف عن السابق، أما بالنسبة للمخرج يوسف هشام لم يتم التوافق بيننا فى الأفكار، وكانت هناك اختلافات كثيرة فى الرؤى، وقررنا استبعاده من فريق البرمجة، وهى كلها أمور طبيعية تحدث فى أى إدارة مهرجان، ومستمر معنا الناقد أسامة عبد الفتاح المسئول عن مسابقة أسبوع النقاد، والناقد أندرو محسن الذى يعد ذراعى اليمنى والمسئول عن المكتب الفنى للمهرجان. 

ماذا عن ميزانية المهرجان وهل حققتم ما كنتم تستهدفونه خاصة فى ظل انسحاب بعض الرعاة من المهرجان؟ 

الميزانية هى العقبة الأساسية لأى مهرجان، وفى ظل الصعوبات التى نواجهها فى المرحلة الحالية من المهرجان لا يمكن حسم هذه المسألة، هناك تغييرات تطرأ على المستوى الاقتصادى متعلقة بسعر الدولار الذى يزيد بسرعة مهولة، وبالتالى يؤثر ذلك على المهرجان على كافة المستويات وخاصة على مستوى تذاكر الطيران والإقامة واستقطاب الأفلام وإن كانت الأفلام الأقل تكلفة بين باقى العناصر الأخرى. 

كيف جاء اختيار فيلم “19 ب ليمثل مصر فى مهرجان القاهرة؟ 

اختيار فيلم “19 ب” ليمثل مصر فى المسابقة الدولية للمهرجان جاء بناء على رؤية العمل الذى يعتبر من الأعمال الجيدة، والتى تستحق أن تشارك بالمهرجان، فضلا عن أن مخرجه أحمد عبد الله السيد أحد المخرجين الذين لديهم رصيد كافٍ عند الجمهور من الأعمال الجيدة، ومنها “ميكروفون” و”ليل خارجى” و”هليوبوليس” و”فرش وغطا”.   

ولكن العمل واجه الرفض قبل أيام من اختياركم من قبل لجنة الأوسكار لترشيحه ليمثل مصر؟ 

هذا الأمر لا يتعلق باختياره بمهرجان القاهرة السينمائى، وعدم ترشحه ليمثل مصر فى الأوسكار من قبل اللجنة التى شكلتها نقابة السينمائيين أمر متعلق بعدم ثقتهم فى عرض الفيلم بالموعد المحدد، والذى يتناسب مع فترة سماح ترشح الفيلم للأوسكار، وبعيداً عن هذا الأمر، أرى أن لجنة الأوسكار تعانى كثيراً من الأزمات، ولابد من حلها، ليس من المعقول أن يشارك فى هذه اللجنة هذا الكم من السينمائيين والنقاد الذين يصل عددهم إلى 45 مبدعاً تقريبا، ونصفهم لم يحضر لى اجتماعات، وبالتالي يكون الاختيار غير عادل، فى أى دولة أخرى سواء كانت عربية أو أجنبية اللجنة التى ترشح فيلما للأوسكار لا تتعدى 7 من المبدعين حتى يصلوا إلى قرار نهائى سليم، واختيار الفيلم الأنسب ليمثلهم فى الأوسكار، ولكن ما نراه فى لجنة الأوسكار المصرية أمر غير منطقى، ولابد من وجود حلول بديلة.   

البعض ردد أن السبب الحقيقى وراء اختيار فيلم “19 ب هو نوع من الإرضاء أو المجاملة للمنتج محمد حفظى والذى كان يتولى مهرجان القاهرة السينمائى؟ 

نحن لا نرضى أو نجامل أحداً على حساب المهرجان، اختيار الفيلم كان فنياً بشكل مجرد بعيداً عن أى عوامل أخرى، وعندما اخترنا الفيلم أول ما نظرت إليه المضمون والمخرج الذى يقود العمل، فضلاً عن أن الفيلم كان من إنتاج شركة أخرى فى بداية الأمر، ثم جاء بعد ذلك محمد حفظى ليتولى مهمة الإنتاج، وأتصور أن وجود فيلم مصرى أمر إيجابى للمهرجان فى ظل الظروف التى تمر بها السينما بشكل عام، وخاصة أن المهرجانات المصرية دائما ما تعانى من عدم وجود فيلم مصرى بالمهرجان.   

أقرأ أيضأ : أمير رمسيس يكشف عن قائمة الأفلام العربية المشاركة بمهرجان القاهرة السينمائي