أذرع مبتورة وحصار عالمي.. تجفيف منابع «إعلام الإخوان» (1)

صورة موضوعية
صورة موضوعية

كتب: أشرف رمضان

ضغوط غير مسبوقة يواجهها "إعلام الشر" في الخارج، بالإضافة إلى فقدان أدوات التأثير بشكل متزايد، ما يُبشر باقتراب النهاية لإعلام طالما عَملّ على زرع التطرف والإرهاب في كثير من الدول، هذا ما تؤكده دراسة حديثة للباحث مصطفى حمزة.

توضح الدراسة المعنونة "إعلام الإخوان 2013 – 2022، (أشكاله.. أدواته.. مستقبله)"، أن إدراك جماعة الإخوان لأهمية سلاح الإعلام لتحقيق أهدافها راجع لوقت مبكر من تاريخها، ودائمًا ما كان مرتبطًا بعدة عوامل منها؛ قدرة الجماعة التمويلية على امتلاك وسائل الإعلام، والمساحة الممنوحة لها من النظم السياسية، ثم الشخصية المستهدفة من وراء هذا الخطاب.

إعادة الهيكلة
وتطرقت الدراسة إلى أدوات وأشكال الإعلام الإخواني بعد 2013: وضع تنظيم الإخوان في مصر خطة لإعادة هيكلة منظومته الإعلامية عقب سقوط حكمه -3 يوليو 2013 - اعتمدت على استراتيجية الأذرع المتعددة، مستخدمًا كافة الوسائل القديمة والحديثة (صحف ورقية – مواقع إليكترونية – قنوات فضائية – شركات إنتاج إعلامي – سو شيال ميديا).

وتهدف خطة إعادة الهيكلة لتحقيق 3 أهداف رئيسة؛ الأول: تسهيل عملهم من الخارج لتحقيق أهدافهم، والثاني: وجود واجهة لتغطية حركة الأموال، والثالث: توجيه الموارد المالية والإعلامية إلى خارج مصر، وتحديدًا إلى دول"تركيا – قطر – بريطانيا"، من خلال تشكيل لجان إلكترونية، وإطلاق عدد من القنوات الفضائية، للبث الفضائي من خارج مصر، من خلال قنوات يمتلكها التنظيم أو أخرى صديقة.

وأشرف على خطة إعادة الهيكلة، وفق الدراسة، الفلسطيني "أبو عامر" عبد الرحمن أبو دية، أحد القيادات البارزة في التنظيم الدولي للإخوان، والذي يحمل الجنسية البريطانية، ولديه استثمارات في تركيا وأوروبا، ويتولى نقل الأموال من التنظيم للقنوات بالخارج، إذ أسند إليه إدارة ملف الإعلام والإشراف على نقل وإقامة عناصر وقيادت الإخوان الفارين من مصر إلى أوروبا وتركيا.

وفقًا للدراسة، يلعب الرجل دورًا مهمًا بعد انقسام الجماعة الأخير، بانحيازه لجبهة منير، من خلال تمويل العناصر الفارة من أنقرة، بتوفير ملاذات إعلامية آمنة في العاصمة البريطانية لندن، مثلما فعل مع حمزة زوبع ومحمد ناصر.

اقرأ أيضًا | بعد لحظات من الانطلاق: «القاهرة الإخبارية».. تريند

يستغل "أبو دية" إدارته لمجموعة كبيرة من استثمارات الإخوان في أوروبا، وتحديدًا العقارات والبورصة، وشركات الإنتاج الفني، واجهة لتغطية النفقات المالية لوسائل الإعلام الإخوانية، مستعينًا ببعض عناصر الإخوان لإدارة عدد من الشركات والمشروعات تحت إشرافه. 

وكشفت الدراسة عن ملكية أحد عناصر الجماعة "أسامة أبو زيد عبد الشافي"، للشركة التركية "إم بي ستون للرخام والجرانيت Mb Stone For Marble And Granite"، وهو شقيق أحمد أبو زيد عبد الشافي، الشهير بـ"أحمد الشناف"، وكان يشغل منصب مدير قناة "مكملين"، وهو أيضًا أحد المحكوم عليهم بالتحفظ على أموالهم من عناصر الجماعة، إذ جمدت البورصة المصرية حساباته، يوم 16 من يناير 2014، تنفيذًا لحكم محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، بتاريخ 8 من يناير 2014، كما ورد اسم "الشناف" في قائمة طويلة للكيانات الإرهابية أعلنتها محكمة جنايات القاهرة يوم 12 من يناير 2017.

انضم الشناف لـ"شبكة رصد الإخوانية" مع بدايات تأسيسها في نهاية العام 2010، ثم انتقل إلى قناة "مصر" 25 في عام 2011، ومنها إلى قناة "أمجاد السلفية" ليتولى منصب مدير الأخبار، ثم اختير ليتولى إدارة موقع "مصر العربية"، ثم سافر لتركيا عقب عزل محمد مرسي، وقد أشاع عدد من شباب الإخوان أنه زور شهادته بمساعدة أحد العاملين في قناة "مكلمين" ليحصل على الجنسية التركية.

تأسست شركة "إم بي ستون" التي يديرها الشناف وشقيقه، في تركيا نهاية ديسمبر من العام 2011، وتعمل في استيراد وتصنيع وتصدير الرخام والجرانيت والحجر الجيري، ولها فروع في دول أوروبية، مثل إيطاليا.

غرف التصدي
استعدت جماعة الإخوان لما يجري بين مصر وتركيا من تقارب، فدشنت ما يطلق عليه "غرف التصدي"، عبر السو شيال ميديا؛ لتحقيق 3 أهداف رئيسية: إفشال الدول، الترويج للجماعة، والاستقطاب والتجنيد، وتدار هذه الغرف من منطقة "ويستجيب هاوس"، وهي نفس البقعة الجغرافية في منطقة أيلينج غرب لندن، التي يوجد بها 3 مبانٍ إدارية هي: "ويستجيت هاوس" و"كراون هاوس" و"بيناكل هاوس"، وتضم المقار الرئيسة لـ26 جمعية خيرية ومركزًا بحثيًا ومنظمة حقوقية تنتمى إلى جماعة الإخوان، وتعتبر مركزًا محوريًا لكل أنشطة الجماعة.

هذه الغرف أشبه باللجان الإلكترونية، وتتكون من 3 فئات: عناصر نسائية أو صفحات بأسماء نساء، وصفحات المحبين، ولجان إلكترونية متخصصة من داخل مصر وخارجها، وتحقق "غرف التصدي" أهدافها من خلال ما أطلقوا عليه "الخيارات المربكة"، عن طريق: تكوين وتنشيط بؤر جديدة‏ إعلاميًا، في مواقع التواصل، أو عبر افتتاح عدد من القنوات الجديدة،‏ اختراق الساحة السياسية إعلاميًا عبر تضخيم حجم ما يسمى الانشقاق الإخواني، اللعب على الملف الحقوقي، تجميل وجه الجماعة، إعادة اللعب على ملف المصالحة مع الدولة.
وبحسب الدراسة، يشرف على إدارة هذه الغرف، ماجد عبد الله، وعبد الرحمن أبو دية، وأحمد الشناف.

شركات صديقة
كما انطلقت عدة شركات صديقة للإخوان، مثل شركة "فضاءات ميديا"، وهي شركة تجارية خاصة تأسست في العاصمة القطرية الدوحة 2012، وسُجلت في لندن 30 مايو 2013، باسم سلطان غانم الكواري، ويديرها عزمي بشارة، وينوب عنه ذراعه الأيمن مؤيد الذيب – أردني الجنسية - ويشغل منصب المدير التنفيذي للشركة، وتمتلك الشركة سلسلة من القنوات والمواقع الإلكترونية والصحف الورقية منها: "شبكة تلفزيون العربي، وتلفزيون سوريا (مارس 2018)، والعربي الجديد بنسختيها العربية والإنجليزية، إضافة لمجموعة I horizons، Metafora، motif. 

كما استعانت الجماعة بعدد من شركات العلاقات العامة في أمريكا لتبنى حملة لتجميل وجه “الإخوان” وبيان أفكارها الرافضة للعنف وتاريخها منذ تأسيسها في 1928 وأنها لم تتورط في أعمال عنف قديمة.