مجدي حجازي يكتب: «بلادي وإن جارت علىَّ عزيزة»

مجدي حجازي
مجدي حجازي

استوقفنى «بوست» نشره رجل الأعمال والمربى الفاضل محمود مصيلحى بمدينة العاشر من رمضان، على صفحته بالـ «فيس بوك»، جاء فيه: 
(فى الهند حدث غلاء شديد، حيث ارتفعت الأسعار فى ستينيات القرن الماضى، وكان الناس قبل ذلك فى عز وغنى.. كان وقتها الداعية الشيخ «محمد يوسف الكاندهلوى» رحمه الله، صاحب كتاب «حياة الصحابة» مشهوراً بزهده وورعه هناك.. ذهب إليه الناس واشتكوا ارتفاع الأسعار والغلاء الفاحش، وقالوا له: هل نحتج ونغضب؟.. قال لهم الشيخ: الناس والأشياء عند الله مثل كفتى الميزان، فإذا ارتفعت قيمة الإنسان عند الله «بالإيمان والأعمال الصالحة» قلت قيمة الأشياء.. وإذا قلت قيمة الإنسان عند الله بسبب الذنوب والمعاصى، ارتفعت قيمة الأشياء وزادت الأسعار وعَمَّ الغلاء.. فعليكم بجهد الإيمان والأعمال الصالحة، حتى ترتفع قيمتكم عند الله وتقل الأسعار.. ولا تخوفوا الناس من الفقر فهذا شغل الشيطان، فلا تكونوا من جنوده وأنتم لا تشعرون.. فوالله لو أن هناك فى قاع البحر صخرة صماء ملساء فيها رزق لعبد لانفلقت حتى تؤدى إليه رزقه، فالغلاء لا يمنع عنك رزقاً ساقه الله إليك، الذى فتح لك فاك لن ينساك.. قال تعالى: «وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ»، «الأعراف: 96») «منقول»..

وواصل الـ «بوست»: (بالإيمان والتقوى تسعد المجتمعات ويعم عليها النعم والرخاء.. لا تشغلوا أنفسكم بأسعار صرف العملات ولا بالغلاء.. الرزق عند الله مضمون، ولكن اشغلوا أنفسكم بأسباب الرزق، وهى: «التوبة والاستغفار».. واختتم الـ «بوست»: «بلادى وإن جارت علىَّ عزيزة»، وهو شطر بيت شعر للشريف قتادة أبوعزيز، حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذى تولى إمارة مكة المكرمة عام 597 هـ).. «انتهى البوست». 

حقًا لقد أصاب رجل الأعمال محمود مصيلحى، كبد الحقيقة، عندما نشر هذا الـ «بوست»، حيث جاء بتشخيص الداء، واستحضر وصف الدواء.. وأقول له: حقًا.. إن «الإيمان والتقوى»، وأضيف إليهما «الرضا والقناعة» يكمن فيها سر سعادة البشر، ومن ثم المجتمعات حيث تعم عليهم النعم والرخاء، ويفتح الله عليهم بركات من السماء والأرض.. لذا لزم التنويه إلى الإكثار من «التوبة والاستغفار»، حتى يجعل الله لنا مخرجًا من الأزمات الاقتصادية التى يشهدها العالم من حولنا، من حيث لا نحتسب، مصداقًا لقوله تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا.)، «الطلاق:2-3». 
حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.