ريهاب عبدالوهاب يكتب: موسم العودة

ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب

هل نشهد بداية لعصر «العودة السياسية»؟ سؤال تبادر لذهنى وأنا أرى فى اسبوع واحد عودة الرئيس البرازيلى اليسارى الاسبق لولا دا سيلفا للسلطة التى تركها عام 2010، وبعدها فوز بنيامين نتنياهو بأغلبية مريحة فى البرلمان تؤهله لتشكيل الحكومة والعودة لمنصب رئيس وزراء اسرائيل. ومن قبلهم كاد بوريس جونسون ان يفعلها حيث كان المرشح الأوفر حظاً لتولى منصب رئيس وزراء بريطانيا مرة اخرى بعد فشل ليز تراس التى خلفته فى المنصب لمدة لا تتجاوز الـ 44 يوما.

ورغم انه من الصعب بالنسبة لى ان أضع دا سيلفا، بطل الفقراء الذى وصفه الرئيس الأمريكى الاسبق باراك أوباما بأنه الأكثر شعبية على وجه الأرض، فى سلة واحدة مع اليمينى المتطرف نتنياهو، الاّ انه لا يمكن تجاهل النقاط المشتركة بين الأثنين، خاصة وان نتنياهو ايضاً هو السياسى الأكثر شعبية داخل اسرائيل وفقاً لأحدث استطلاعات للرأى.

ومن ابرز النقاط المشتركة بينهما خضوع الاثنين لاتهامات رشوة وفساد كانت سبباً فى اخراج نتنياهو من السلطة فى 2019، وقضاء دا سيلفا 18 شهراً فى السجن قبل ان تتم تبرئته فى 2019. ورغم اللغط السائد حول هذه التهم بالنسبة للاثنين، وبغض النظر عن مدى حقيقتها، الاّ ان نجاح الاثنين فى كسب ثقة الناخبين رغم هذا التشويش هو مؤشر لتغير المزاج الانتخابى لدى الناخبين.

فإما ان الناخب لم يعد يهتم بأمور تقليدية كالنزاهة والسمعة الحسنة بقدر ما يهتم بالأمور الأكثر مساسا بمصالحه الخاصة ومنها الاقتصاد فى الحالة البرازيلية والأمن فى الحالة الاسرائيلية، واما ان هناك موجة حنين للوجوه المعروفة والمألوفة فى خضم مشهد سياسى عالمى يموج بالتغييرات المتسارعة التى تفرز حالة من عدم الاستقرار السياسى والاقتصادى.

استمرار هذا التوجه الانتخابى قد يعيد لنا قريبا جونسون الذى تطارده فضيحة «بارتى جيت»، على رأس السلطة فى بريطانيا، وترامب كرئيس لأمريكا، خاصة بعد ان عادت شعبيته للارتفاع رغم القضايا التى تلاحقه. وكأن الانتخابات اليوم باتت تسير بنا للخلف.