«دعم ثورة 30 يونيو والقضية الفلسطينية».. مواقف وطنية لـ«بابا الإنسانية»

 البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس الثاني

10 أعوام مرت على اختيار البابا تواضروس الثاني بطريرك للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وذلك في عام 2012، ومنذ ذلك الوقت أصبحت الكنيسة المصرية محط أنظار للعالم كله سواء على المستوى السياسي والكنسي، نظرا للقيمة العالمية التي يشغلها البابا، بعد مواقفه الوطنية منذ أن أصبح بابا للكنيسة.

وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الجمعة بذكري اختيار البابا تواضروس الثاني، بطريركاً للكرازة المرقسية عام 2012، وذلك عقب إعلان نتيجة القرعة الهيكلية التي أجريت في الرابع من نوفمبر من العام نفسه بالكاتدرائية المرقسية الكبري في الأنبا رويس بالعباسية.

ويوافق اليوم أيضا 4 نوفمبر عيد ميلاد قداسه البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وبهذه المناسبة ترصد «بوابة أخبار اليوم» أهم المواقف الوطنية لقداسته منذ تولى سدة مارمرقس الرسولي والذي عبر من خلاله عن دور الكنيسة فى خدمة الوطن ومدى انتمائها وهدفها في المقام الأول هو المصلحة الوطنية لتثبت للعالم أن الكنيسة جزء وعمود أساسي من أعمدة الدولة المصرية.

القرعة الهيكلية واختياره بابا الكنيسة

4 نوفمبر يوم أقيمت فيه القرعة الهيكلية التي على أساسها يتم اختيار الأب البطريرك، بين 3 من أصحاب أعلى الأصوات في الانتخابات التي جرت بين 5 من المرشحين، فحصل كل من "الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة، والقمص رافائيل أفا مينا، والأنبا تواضروس أسقف عام البحيرة" على أعلى الأصوات؛ لتقام بينهم قرعة هيكلية أشرف عليها وأدارها نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية وقائم مقام البابا وقتها، عقب نياحة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث البطريرك الـ117 من باباوات الكرسي المرقسي. 

وقبل صلاة القداس الإلهي قام نيافة الأنبا باخوميوس بوضع الأسماء الثلاثة داخل إناء شفاف بعد أن قام بعرض كل اسم بشكل علنى أمام جموع الحاضرين وبعدها قام باغلاقه بإحكام ووضع عليه الشمع الأحمر وختم عليه بختمه الخاص وختم البابا شنودة الثالث للتبرك به.

وعقب الصلاة، تم اختيار طفل يدعى "بيشوي" وبعد أن تم عصب عيني الطفل قام ليختار ورقة، وبعدها قام "القائم مقام البابا" عقب القداس، بفك الأختام عن الإناء الموجود فيه أسماء المرشحين الثلاثة، ومد الطفل يده؛ ليقع الاختيار على الأنبا تواضروس، ليكون البطريرك الـ118 من باباوات الكرسي السكندرية.

حكمة البابا.. واعتصام رابعة

وظهرت حكمة البابا تواضروس الثاني بعد شهور من تجليسه على الكرسي المرقسى للكنيسة، وذلك عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، وتعرض الكنائس المصرية لهجوم شرس من قبل جماعة الإخوان، حيث أظهر عشقه للوطن ومدى حكمته للمرور من تلك الأزمات المريرة، وأطلق مقولته الشهيرة «وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن»، مؤكدًا أن حرق الكنائس مجرد تضحية بسيطة يقدمها الأقباط من أجل الوطن.

ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل طالب كنائس المهجر بأن تكون سفارات شعبية لمصر في الخارج تكذب الإدعاء بأن ثورة 30 يونيو كانت انقلابًا وليست ثورة شعبية، وهذا ما كان يبرزه دائما خلال زيارته الخارجية.

أوضاع المسيحين.. ووفد الكونجرس

وخلال لقاءته الخارجية، كان دائما «البابا» يؤكد أن الأوضاع تسير في مصر بصورة  أفضل عن الماضي، حيث أكد قداسته خلال لقائه بوفد من الكونجرس الأمريكي عقب ثورة 30 يونيو، أن أوضاع المسيحيين المصريين تحسنت، وأن للحرية ثمنا غاليا وأن «حرق الكنائس جزء من هذا الثمن نقدمه لبلادنا بصبر وحب».

حادث البطرسية.. ومحاربة الإرهاب

وللبابا تواضروس مواقف وطنية فى العديد من الأزمات منها حادث تفجير الكنيسة البطرسية الذي وقع في ديسمبر 2016، حيث أعلن وقتها وقوفه بجانب الدولة ومؤسساتها في محاربة الإرهاب، وإيمانه بالدور الكبير الذي تقدمه الدولة للعبور من تلك الأزمات.

وقال وقتها: «إن الجماعات الإرهابية التي هاجمت الكنيسة البطرسية تجردت من المشاعر وأوجه الإنسانية»، مؤكدا أن الشعب المصري معروف عنه في مثل هذه الظروف الوقوف جنبًا إلى جنب، ولم تؤثر على وحدة أبناء الوطن.

لقاء ميركل.. وثورة يونيو

وعقب تفجير البطرسية وتحديدا في مارس من عام 2017، استقبل البابا تواضروس المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بالكاتدرائية، وأكد لها أن أوضاع المسيحيين المصريين تحسنت مع ثورة 30 يونيو 2013 والتي قام بها الشعب المصري مسلمين ومسيحيين، وحماها الجيش المصري، وهناك خطوات جدة لتحقيق ذلك منها إقرار أول قانون لبناء الكنائس في مصر وزيارات الرئيس للكاتدرائية في الأعياد، وإصلاح الدولة للكنائس التي أحرقت ودمرت، وهناك خطوات أخرى تعبر عن المواطنة الكاملة وعدم التمييز والمساواة، وإننا جميعًا كمصريين مسلمين ومسيحيين نعمل على بناء مصر الحديثة، وتحاول الكنيسة مع الدولة أن تحل بعض المشاكل من أجل أن تحيا مصر في أفضل صورة.

وأيضا عقب تفجير كنيستى مارجرس بطنطا والمرقسية بالإسكندرية، الذى راح ضحيته عشرات الضحايا والمصابين، خرج علينا كعادته، مشددًا على أن مثل هذه الحوادث لن تمس النسيج الواحد للمصريين، ووقوف الكنيسة بجانب الدول.

أجراس الكنائس.. ومسجد الروضة

وعقب وقوع الحادث الإرهابي الذي وقع نوفمبر 2017 بمسجد الروضة بالعريش، أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عن دق جميع أجراس الكنائس ، وذلك تضامنا مع الأخوة في الوطن، وحزنا على أرواح شهداء مسجد الروضة بالعريش.

موقف الكنيسة من القضية الفلسطينية

وفى ديسمبر 2017، أصدرات الكنيسة القبطية بيانا لرفضها قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، معربة عن تضامنها الكامل مع الأشقاء العرب وحفاظا على مشاعر الملايين من الشعوب العربية تجاه هذا القرار.

وأعربت الكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية، وقتها وعلى رأسها البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن قلقها البالغ بشأن القرار الصادر من الإدارة الأمريكية للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، الأمر الذي يتعارض مع جميع المواثيق الدولية بشأن القدس.

وقالت الكنيسة إن ذلك الاتجاه سيؤدي إلى نشوء مخاطر كبيرة تؤثر سلبًا على استقرار منطقة الشرق الأوسط بل والعالم ككل.

ودعت إلى ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني للقدس في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية في هذا الشأن، والسير في طريق التفاوض كسبيل أمثل لإقرار الوضع العادل الذي يتوافق مع الحق التاريخي لمدينة القدس وبلوغ لحل عادل وسلام شامل.

ولم تكتف الكنيسة بهذا البيان لثبت احترام مشاعر الملايين من العرب في الحفاظ على هوية القدس العربية، بل أصدرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بيانا اليوم أكدت فيه أن القرار الذي اتخذته الإدارة الأمريكية بخصوص القدس، جاء في توقيت غير مناسب دون اعتبار لمشاعر الملايين من الشعوب العربية.

وأكدت الكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية اعتذارها عن عدم استقبال مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي، خلال الزيارة المزمع القيام بها في ديسمبر الماضي.

وقالت الكنيسة في بيانها: «نصلي للجميع بالحكمة والتروي في معالجة القضايا التي تؤثر على سلام شعوب الشرق الأوسط، إله السلام يعطينا السلام في كل أوان ويحفظ الجميع في خير وسلام».