لغز اختفاء فتاة عمرها 16 سنة l أسرة هاجر تتهم شابًا بأنه وراء هروبها

هاجر
هاجر

حبيبة جمال

استيقظت من نومها في الصباح الباكر كعادتها، تناولت إفطارها.. حملت حقيبتها المدرسية ثم خرجت من منزلها متجهة لمدرستها، انتظرتها والدتها حتى الثالثة ونصف عصراً، لكنها لم تعد، لتبدأ رحلة البحث عنها في كل مكان، وتنتهي القصة بتحرير محضر بالاختفاء واتهام شاب بأنه خطفها الحكاية تبدو غريبة من بدايتها، اختفاء ثم اتهام، والنهاية أسئلة بلا أجوبة حتى اللحظة، أين ذهبت هاجر؟!، ومن هو هذا الشاب الذي تتهمه الأسرة بأنه وراء هروبها من بيت أسرتها، عام كامل والجميع يحاول فك لغز اختفاء ابنة الـ 17 عامًا، وإلى التفاصيل.

دموع الأم لا تتوقف، 10 أشهر مرت على اختفاء ابنتها، لا تعلم عنها شيئا، طرقوا أبواب الأهل والأصدقاء حتى المستشفيات وأقسام الشرطة ولكن بلا فائدة، الأم كل ليلة تدخل غرفة ابنتها وتحتضن ملابسها لعلها تشتم فيها رائحتها، تشرد بخيالها على أمل أن تدخل عليها ابنتها فجأة وترتمي بين أحضانها وتخبرها أين كانت، ولكن الأم المسكينة تستيقظ على كابوس مفزع وابنتها لا أثر لها.

اختفاء

داخل بيت صغير بمنطقة شبرا الخيمة، بمحافظة القليوبية، تعيش أسرة سعد، رجل بسيط معروف بين أهالي منطقته بالطيبة وحسن الخلق، يعيش هو وأسرته المكونة من زوجة وأربعة أبناء، أكبرهم هاجر بطلة حكايتنا، طفلة تبلغ من العمر الآن 17، عاما، أول فرحتهم، لم تبذل جهدًا في نشر البهجة والسعادة على أركان البيت، عندما ولدت صادف ذلك ليلة اكتمال القمر، وكأنه يحتفل بقدومها إلى الدنيا، دقق في ملامحها سوف تجد البراءة في عينيها، الصغيرة تكبر يوما بعد يوم كأنها تستعجل الأيام أمام أعين والديها، متفوقة في دراستها، حتى أنها ايضا بدأت تحفظ القرآن الكريم، وخطت أول خطوة في مسيرة تعليمها، حتى وصلت للصف الأول الثانوي، حياة تلك الأسرة البسيطة كانت تسير بشكل طبيعي جدا، وفجأة تغير كل شيء، انقلبت حياتهم رأسا على عقب، من الأمان للقلق، عندما اختفت هاجر فجأة وكأن الأرض انشقت وابتلعتها. 

10 أشهر كاملة وهاجر لا أثر لها، الأب والأم كل يوم يجوبان الشوارع للبحث عنها، لم ينقطع أملهما في أن يصلا إليها، حتى جاء الاثنان الينا لننشر قصة اختفاء ابنتهما ونساعدهما في البحث عنها. 

جلست الأم وعينيها تملؤها الدموع، فلم يمنع النقاب الذي ترتديه من رؤية دمعات سكبتها العين المجهدة من شدة الحزن على اختفاء ابنتها، وبجوارها يجلس الزوج الذي بدت

عليه ملامح الحزن والانكسار والحسرة، بدأت الزوجة حديثها قائلة: ابنتي هاجر اختفت يوم 12 ديسمبر العام الماضي وقتها كان عمرها 16 عاما، أتذكر تفاصيل هذا اليوم جيدا، استيقظت من نومها مبكرًا كعادتها كل يوم، أدت صلاة الفجر وجلست قليلا تطلع على دروسها، تناولت الافطار معنا، ثم ارتدت ملابسها وذهبت لمدرستها في السابعة صباحا، اتصلت بها الساعة الواحدة ونصف لكي اطمئن عليها أنها خرجت من المدرسة، رن الهاتف مرة واحدة وبعدها أغلقته ولم تعد للبيت، قلت ربما تكون ذهبت لدرسها، انتظرت حتى الثالثة ونصف عصرا واتصلت مرة أخرى ولكن الهاتف مازال مغلقا، بدأ القلق والرعب يساور عقلي وقلبي، فخرجت سريعًا اسأل عنها في مكان الدرس، ولكن المدرس اخبرني أنها لم تأت، اتصلت بالمدرسين والمدرسات، وكانت الصدمة أنهم أبلغوني أنها لم تحضر المدرسة اليوم، وكأن النار اشتعلت في قلبي، أكاد أجزم أنني سمعت نبضات قلبي وكأنها ضربات توجعني وتؤلمني، أخبرت زوجي وبدأنا نبحث عنها في كل مكان، لم نترك بابًا إلا وطرقنا عليه، ولكن بلا فائدةب. 

محضر ومفاجآت

صمتت الأم قليلا تحاول أن تتمالك نفسها من البكاء وقالت: الم يكن أمامنا سوى الذهاب لتحرير محضر بالاختفاء، وأثناء عودتنا من القسم لاحظنا أن الشاب الذي يعمل في الفرن المقابل للبيت غير موجود، فتسلل الشك الينا وانتظرنا حتى مر ثلاثة أيام والشاب مازال مختفيًا ايضا، هنا أدركنا أنه سبب في اختفاء ابنتنا؛ فهو كثيرا ما كان يتودد اليها فذهبنا للقسم مرة أخرى وعدلنا أقوالنا في المحضر واتهمنا هذا الشاب بأنه حرضها على الهروب من البيتب.

سألناها من هذا الشاب ولماذا تطرق الشك اليه؟!، فقال الأب بصوت يعتليه الحزن: اهذا الشاب اسمه عبد الحميد، يبلغ من العمر 23 عاما، جاء للعيش في شبرا الخيمة منذ 4 سنوات، عمل في الفرن القريب منا، منذ 3 سنوات تقدم لخطبة هاجر ابنتي وقتها كانت في أولى إعدادي، رفضنا طبعا لصغر سنها بالإضافة إلى أنه غير متعلم، تقدم لها أكثر من مرة، وفي كل مرة نرفض، وعندما لاحظنا اختفاءه تأكدنا أنهما سويا، لأن هذا الشاب منذ أن عمل في الفرن وهو لم يتغيب يوما واحدا، بدأنا نبحث عنه وعن رقم هاتفه الذي كان هو الآخر مغلقًا، حتى استطعنا أن نصل لأسرته في محافظة الجيزة وعندما ذهبنا إليهم قالوا أنهم لا يعرفون عنه شيئًا، وقالوا نصًا: ااعتبروهم اتجوزواب، ازاي وأنا بنتي لسه طفلةب. 

تناولت الأم أطراف الحديث مرة أخرى، وقالت: ابنتي طفلة وهو قدر يضحك عليها، 10 أشهر وبنتي لم تظهر، نقترب من عام ومفيش مكالمة واحدة منها ولا سؤال عنا، الأيام مرت بعذاب ومرارة، مر علينا الشهر الكريم رمضان وبعده العيد حتى عيد ميلادها جه وهي مش موجودة معنا، أختها الصغيرة ترفض تنام على سريرها، وكل يوم اخواتها يسألوني فين هاجر ياماما؟، أنا كل اللي عايزاه بنتي سواء كانت على قيدالحياة أو ميتة، لأن قلبي بيقولي حصل لها مكروه لأنها استحالة تبعد عني كل المدة دي من غير ما تتصل بيناب. 

هذه هي تفاصيل المأساة والحكاية التي بدأت منذ 10 أشهر ولم تنته حتى هذه اللحظة، أسرة هاجر بحثوا عنها في كل مكان، نشروا صورها عبر الفيس بوك على أمل أن يراها أحد ويبلغهم بمكانها، نظرات الناس وحديثهم عن الطفلة بمثابة سهام تمزق جسدهم، تعليقات سخيفة تراها من أناس انعدمت من قلوبهم الرحمة اأكيد ماشية بمزاجهاب، اازاي تنزلي صورتها كده عاديب، وكأنهم لا يملكون ذرة رحمة واحدة، هذاغير الأشخاص الذين يعيشون على مصائب الآخرين، فهناك من تواصل معهم وأبلغهم أنه يعرف مكانها لكنه يريد ثلاثة آلاف جنيه مقابل ان يقول لنا أين هي!، وهم مثل الغريق الذي تعلق بـ اقشةب، وافقوا وكانوا ذاهبين إليه في محافظة الدقهلية لكنه طلب المال أولا عبر البريد، هنا تأكدوا أنه نصاب. 

10أشهر والحزن يعشش داخل البيت، انطفأت الفرحة والسعادة، 10 أشهر قضتها الأسرة في معاناة، حنينهم واشتياقهم لطفلتهم بات ألمًا لا يتوقف، كل ما يريدونه هو الاطمئنان عليها وإرجاعها لأحضانهم مرة أخرى. 

أسرة الشاب

كان لزامًا علينا بدافع المهنية أن نتواصل مع الطرف الثاني، هاتفنا والد الشاب الذي اتهمته اسرة هاجر، ليرد قائلا: اابني مختفي منذ 10 أشهر بالفعل ولكن ليس هذا معناه انه هرب مع ابنتهم، لا نعرف عنه شيئا، أهل هاجر حرروا محضرًا ضدي واتهموني بأني حرضتهما على الاختفاء، وأنا لا أعرف عن ابني شيئا، ابني تركنا منذ 4 سنوات وعاش في شبرا الخيمة، وانقطعت الاتصالات بيننا، حتى عرفنا أنه اختفى، وعندما سألنا وبحثنا عرفنا أنه بيحب البنت دي وهي ايضا تحبه وربما هربا سويا وتزوجا لكن دون علمي لو فعل هذا بالفعلب. 

صمت قليلا ثم استكمل قائلا: اأنا رجل كبير عندي ٦٠ سنة ومش حمل بهدلة، أنا نفسي الاقيه وسوف اسلمه بيدي للشرطة عشان ارتاح، نفسي أعرف هو حي ولا ميت، ولو ميت أنا عايز الجثة عشان أدفنهاب. 

هكذا هي التفاصيل من الطرفين، والأمر كله أصبح متروكًا لرجال المباحث لكشف لغز اختفاء هاجر.

أقرأ أيضأ : أزمة قلبية السبب.. وفاة طالبة بالصف الرابع الابتدائي بالقليوبية