الشرطة المتخصصة تواجه تداعيات التغيرات المناخية على البيئة المصرية

 وزارة الداخلية
وزارة الداخلية

محمد هاشم

كعادتها وزارة الداخلية بالاشتراك الدائم والفعال مع مجريات الامور المحلية والعالمية  وبالتزامن مع  استضافة مصر لقمة المناخ بمدينة شرم الشيخ والتي تعد الحدث الأهم  خلال الفترة الحالية؛ نظمت وزارة الدخلية ندوة بعنوان الانعكاسات الامنية لظاهرة التغير المناخي والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بعمل وزارة الداخلية، ولبيان دورها الفعال في مواجهة المخاطر التي قد تؤثر على المجتمع المصرى وسبل مواجهه هذه المخاطر من خلال مناقشات جادة ومثمرة من خبراء ومتخصصين من وزارة الداخلية ووزارة البيئة، وكوكبة من العلماء المتخصصين في المجال البيئي  ومواجهه الكوارث بشتى المجالات.

"اخبار الحوادث" سلطت الضوء على سبل المواجهه لاحتمالات متوقعة وغير متوقعة من خلال المناقشات التي جرت على مدار جلستين حضرها المتخصصون فى كافة المجالات، ايضا وضحنا احدث الدرسات التى اجرتها كبرى مراكز البحوث العالمية لمدى تاثير التغيرات المناخية وسبل المواجهة فى السطور التالية

بدأ اللواء هاني أبو المكارم مساعد وزير الداخلية رئيس اكاديمية الشرطة كلمته خلال الجلسة الافتتاحية قائلاً؛ بأن اللواء محمود توفيق وزير الداخلية يولي تلك الندوة اهتماماً خاصاً، في إطار استراتيجية الدولة المصرية، التي تحرص على رصد ومتابعة وتحليل جميع القضايا والتحديات ذات الأبعاد الدولية، ومنها ظاهرة التغير المناخي، وآثارها وتداعياتها السلبية واسعة النطاق وبالغة الخطر، ومواجهة تلك الآثار للحد منها.

وأضاف اللواء “ابو المكارم”، مساعد وزير الداخلية رئيس اكاديمية الشرطة خلال الندوة؛ أن الدولة المصرية حرصت على مواجهة ظاهرة التغير المناخي، من خلال العديد من الإجراءات الاستباقية، ومنها استضافة قمة المناخ "  cop27" بمدينة شرم الشيخ  ليكون نقطة تحول جذرية للجهود الوطنية والدولية لإنقاذ الأرض من الآثار السلبية لظاهرة التغير المناخي.

وتابع: أن الدولة حرصت كذلك على إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ "2050"، وذلك للعمل على تخفيف حدة الآثار السلبية التغيرالمناخي، ورفع الوعي البيئي لدى المواطنين، والحفاظ على الموارد الطبيعية والمساحات الخضراء، وصولاً الى تحقيق نمو اقتصادي مستدام قائم على الاقتصاد الأخضر.

وأكد مساعد وزير الداخلية رئيس أكاديمية الشرطة: أن وزارة الداخلية تعمل على مواجهة كافة الجرائم البيئية، بالتعاون مع كافة الأجهزة المعنية بالدولة، لمواجهة كافة الظواهر السلبية والتداعيات الناجمة عن ظاهرة التغير المناخي. وقد شهدت الجلسة عرض فيلم تسجيلي، تناول الانعكاسات الأمنية لظاهرة التغير المناخي على البيئة العالمية، والإقليمية والمحلية، إبراز الأبعاد الأمنية الناجمة عن التغيرات المناخية، والخطوات الكبيرة التي خطتها مصر في التقليل من الغازات الدفيئة، وكذلك استضافتها لقمة المناخ cop27 وتناولت الجلسة الأولى للندوة، الجهود الأمنية في مواجهة ظاهرة التغير المناخي، وتضمنت دور قطاع الشرطة المتخصصة كأحد قطاعات وزارة الداخلية في مواجهة التداعيات الأمنية لظاهرة التغير المناخي على البيئة المصرية، وتغير المناخ وأثره على التنمية المستدامة، ودور قطاع المرور والحماية المدنية في مواجهة التداعيات الأمنية الناجمة عن التغيرات المناخية.

وشهدت الجلسة ثلاث مداخلات، تناولت أثر التغير المناخي على الأمن العام، والتأثيرات الاقتصادية لظاهرة التغير المناخي ودورالاقتصاد الأخضر في مواجهتها، وتغير المناخ وتأثيره على منظومة حقوق الإنسان.

وسلطت الجلسة الثانية للندوة الضوء على دور وزارة الداخلية في مراقبة وحماية الأسواق وقت الأزمات، ودور الهيئة العامة للأرصاد الجوية في مواجهة تداعيات ظاهرة التغير المناخي  والدور المجتمعي لوزارة الداخلية في مساعدة المتضررين من تداعيات التغيرات المناخية، وتقليل تأثيرات ثاني أكسيد الكربون من قدرة التنظيف الذاتي للغلاف الجوي العلوي للأرض، حيث أن التغييرات في الغلاف الجوي للأرض الناتجة عن تغير المناخ تعمل ضد الجهود المبذولة لإزالة الحطام الخطير من المدار حول الأرض.

دراسات

وفقًا لدراسة جديدة أجرتها هيئة المسح البريطاني لأنتاركتيكا، اكدت زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون والتى تقلل من كثافة الغلاف الجوي العلوي، مما يعني أن الأجسام التي تدور بالقرب من الأرض تواجه مقاومة أقل وتبقى طافية لفترة أطول. وقد تكون هذه أخبارًا جيدة لمشغلي الأقمار الصناعية، الذين رأوا مؤخرًا أقمارهم الصناعية تتساقط بشكل أسرع من أي وقت مضى بسبب سوء الأحوال الجوية في الفضاء، من ناحية أخرى، فإن الأقمار الصناعية وأجسام الحطام الفضائي التي تشق طريقها ببطء عبر الغلاف الجوي ستظل تشوش مداراتها لفترة أطول، وهذا يعني ارتفاع مخاطر الاصطدامات الخطيرة التي يمكن أن تولد كميات هائلة من شظايا الحطام الخطيرة، وفقاً لموقع space.

وأكد المسح البريطاني في القطب الجنوبي في بيان؛ إن التغييرات المقلقة في كثافة الغلاف الجوي ستكون قابلة للقياس على ارتفاعات تتراوح بين 56 و 310 ميلاً، وستحدث حتى في ظل سيناريوهات انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المعتدلة التي تم التنبؤ بها.

 وتوصلت إنجريد كنوسن، الباحثة في هيئة المسح البريطاني لأنتاركتيكا، إلى تلك الاستنتاجات بناءً على نماذج حاسوبية للغلاف الجوي بأكمله، حيث حللت السنوات الخمسين الماضية من تطور الغلاف الجوي وقارنت ذلك بالإسقاطات القائمة على سيناريوهات الانبعاثات المستقبلية، وأظهر النموذج، الذي نظر إلى المستقبل 50 عامًا بناءً على النماذج التنبؤية، ضعف الغلاف الجوي العلوي للأرض مقارنةً بالخمسين عامًا الماضية.

 وقالت إنجريد في البيان "التغييرات التي رأيناها بين المناخ في الغلاف الجوي العلوي على مدى الخمسين عاما الماضية وتوقعاتنا للخمسين عاما القادمة هي نتيجة لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ومن المهم بشكل متزايد فهم والتنبؤ بكيفية تأثير تغير المناخ على هذه المناطق، لا سيما بالنسبة لصناعة الأقمار الصناعية وصانعي السياسات الذين يشاركون في وضع المعايير لهذه الصناعة." حيث يرتبط ترقق الغلاف الجوي العلوي بالتبريد الناتج عن غازات الاحتباس الحراري، وهو تأثير متناقض يتعارض مع ما يراه العلماء يحدث بالقرب من الأرض.

 وقامت أقمار مراقبة الأرض التابعة لناسا بقياس هذا التأثير سابقًا، والذي يقول العلماء إنه ناجم عن التوزيع المتناثر لجزيئات الهواء في الغلاف الجوي العلوي مقارنة بالطبقات الأقرب إلى سطح الكوكب، وتتراكم الجزيئات معًا بإحكام في الغلاف الجوي السفلي وتحبس الحرارة التي يمتصها ثاني أكسيد الكربون، حيث لا تزال جزيئات ثاني أكسيد الكربون تمتص الحرارة، ولكن نظرًا لعدم وجود العديد من الجزيئات حولها لتقاسم الحرارة معها، وسرعان ما يتم إشعاعها بعيدًا في الفضاء الخارجي.

وأضافت إنجريد: "أصبح الحطام الفضائي مشكلة تتزايد بسرعة لمشغلي الأقمار الصناعية بسبب مخاطر الاصطدامات، التي يزيدها التدهور طويل الأمد في كثافة الغلاف الجوي العلوي، وآمل أن يساعد هذا العمل في توجيه الإجراءات المناسبة للسيطرة على مشكلة تلوث الفضاء وضمان أن يظل الغلاف الجوي العلوي مورداً قابلاً للاستخدام في المستقبل."

 ويشعر بعض الخبراء بالقلق من أننا قد نشهد بالفعل بداية ظاهرة تُعرف باسم متلازمة كيسلر، وهي سلسلة من الاصطدامات التي لا يمكن إيقافها والتي يمكن أن تجعل الفضاء حول الأرض غير صالح للاستخدام تمامًا.

 تبحث وكالات الفضاء وكذلك الشركات الخاصة عن وسائل لإزالة الحطام من المدار الأرضي المنخفض، المنطقة التي تقل عن 600 ميل )1000 كم(، بمساعدة التكنولوجيا الحديثة.

أقرأ أيضأ : جامعة مصر للمعلوماتية تعلن مشاركتها في قمة الأمم المتحدة الـ27 للمناخ