عثمان سالم يكتب: لمسة إمام

عثمان سالم
عثمان سالم

هل يعود هواة الفتنة على «السوشيال ميديا» إلى رشدهم ويدركون أن سلام الوطن وأمنه أهم بكثير من الانتماءات الضيقة بعد أن شاهدوا بعيونهم اللقطة الرائعة التى سجلها إمام عاشور لاعب وسط الزمالك بزيارة زميله فى المنتخب محمد عبد المنعم مدافع الأهلى فى المستشفى لإجراء جراحة بسيطة فى الأنف..

من المؤكد أن دافع أمام من الزيارة شخصى بحكم الزمالة وربما صداقة جمعتهما.. هذه الرسالة التى أرجو أن تكون قد وصلت للجميع مفادها أن الرياضة حالة إنسانية وأخلاقية قبل أى شيء آخر.. وقد لا يعلم الكثيرون أن أغلب لاعبى الناديين أصدقاء خارج الملاعب وبين بعضهم قرابة أو مصاهرة وربما مثلما شاهدنا وجود صالح جمعة فى الأهلى.. قبل الانتقال للإسماعيلى وشقيقه عبد الله فى الزمالك وبالتأكيد لن يتخليا عن صلة الدم بينهما مع وجود الانتماءات داخل كل منهما لدرجة أن يسعى صالح لانتقال عبد الله للأهلى وكذلك فعل الأخير، الأمثلة كثيرة لكن أريد أن أذكر بواقعة شيكابالا مع مؤمن زكريا ـ شفاه الله ـ وهو يجلس بجانبه فى الملعب قبل أن يصطحبه إلى منصة التتويج ليتسلم الكأس من محمد الشناوى كنوع من رفع المعنويات.. الرد كان عمليا بتبادل شيكا وسيد عبد الحفيظ السلام وأصر الأباتشى على اصطحاب زميله السابق فى النادى كنوع من الوفاء وتأكيد المحبة بينهما.. ولولا أن الصورة لا تكذب ولا تتجمل لنسج هواة الوثيقة فيلما ساقطا عن غياب شيكا عن استلام الميدالية ومع ذلك لم يتركوا الأمر يمر مرور الكرام فقد أشعلوا النيران من جديد عندما اختلفوا أو صوروا مناوشة بسيطة بين اللاعب والتونسى على معلول بأنه أشار إلى أن الأهلى ثالث الدورى وليس الثانى!! ولا تبرير لتصرفات الفتى الأسمر المستوحاة من أسلوب الاستفزاز الذى يتبعه البعض معه فيما يعرف بالتنمر وكلنا يعرف مدى الغضب الذى يلحق بشخص يحاول البعض الانتقاص منه بسبب اللون أو العرق أو الجنس وهى كلها سلوكيات لا أخلاقية تجاه أشخاص يجب ألا نسيء إليهم أو نجوم نقلل من شأنهم..

ما حدث بين إمام وعبد المنعم هو الصورة الإيجابية التى نحتاج لتصديرها للمجتمع لنعرف أن الرياضة تقرب ولا تباعد، فهى حالة من حالات السعادة الغامرة وربما انكسار فى حالة الهزيمة وتتأثر الجماهير بأى نتيجة إيجابية أو سلبية، وهناك أشخاص فقدوا حياتهم بسبب الحزن لخسارة فريقهم وتركوا وراءهم أسراً فى أمس الحاجة إليهم وغالبا لا يتحرك اللاعبون ـ إلا ما ندر ـ للوقوف بجانب الأسرة المنكوبة رغم أن حب الجماهير أغلى كثيراً من الملايين التى يحصلون عليها بعد المبالغة الشديدة فى العقود.. هنا لابد أن أشيد بمبادرة الأهلى إدارة وجهازاً ولاعبين بتنظيم الممر الشرفى للزمالك وتبادل فيريرا التصفيق مع اللاعبين فى اللقطة التى نتمناها باستمرار فى ملاعبنا لينشأ صغار السن على الفضيلة التى تبثها الرياضة فينا بدلاً من التعصب البغيض.