خالد حمزة يكتب: أشهد ألّا امرأة

خالد حمزة
خالد حمزة

بقلم: خالد حمزة

عام 1962 .. كان الشاعر السورى الراحل نزار قبانى، يلقى قصيدة فى مهرجان شعرى في بغداد، فوقع بصره على فتاة عراقية فى العشرينيات من عمرها، تلاقت أبصارهما فوقع في حبها. 
كانت بلقيس الراوى، تعيش فى بيت على نهر دجلة، فتقدم لخطبتها، فلم يوافق والدها، فعاد حزينا إلى إسبانيا، حيث كان يعمل فى السفارة السورية. 
ظلت صورة بلقيس تداعب خياله، لكنه ظل يتبادل معها الرسائل خلسة. وبعد سبع سنوات عاد إلى العراق، وألقى قصيدة أثارت الشجون، قال فيها:  
كان عندى هـنا أميرة حب 
ثم ضاعت أميرتى الحسـناء
أين وجه فى الأعظمية حلو 
لو رأته تغار منه السـماء؟
ونقلت القصة إلى الرئيس العراقى أحمد حسن البكر، فتأثر بها فبعث بوزير الشباب ووكيل وزارة الخارجية، ليخطباها لنزار من أبيها، وتزوجا. وبعد عشر سنوات، قال نزار فيها قصيدة غناها كاظم الساهر، كان مطلعها: 
أشهدُ ألا امرأة 
أتقنت اللعبة إلا أنت 
واحتملت حماقتى 
عشرة أعوام 
كما احتملت. 
 وجاء عام 1981.. وبعد أن استقر بنزار وزوجته المقام فى بيروت، وفى صباح العاشر من ديسمبر، بعد أن استيقظ نزار وزوجته بلقيس، تعانقا كالعادة وافترقا، وما إن استقر نزار فى مكتبه فى شارع الحمراء، حتى سمع صوت انفجار، زلزل الأرض تحت قدميه، فقد توفيت بلقيس فى حادث إرهابى، ليبقى نزار لبقية حياته، يرثيها بأرق الأشعار.