بمناسبة مرور ١٠٠ عام على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون .. 

أعظم كشف أثري في تاريخ البشرية.. أسرار من مقبرة «توت عنخ آمون»

مقبرة توت عنخ آمون
مقبرة توت عنخ آمون

أكد خبير الآثار د. محمود حامد الحصري مدرس الآثار واللغة المصرية القديمة بجامعة الوادي الجديد، أن اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون أثار العديد من الأسئلة المهمة حول التاريخ المصري القديم، كالبحث عن أجداد هذا الملك وخلفائه، واحتمالية وجود أشخاص آخرين مدفونين في مقبرته، وما أثير من قبل عالم الآثار نيكولاس ريفز أن مقبرة توت عنخ آمون تؤدى إلى مدفن نفرتيتي، وهل هناك غرف دفن أخرى لم تُكتشَف بعد، وسبب صغر مقبرة الملك توت مقارنة بملوك الفراعنة، كل هذه بمثابة أسئلة يمكن طرحها، حيث تكون الإجابات على بعض الأسئلة المتعلقة بحياة الملك توت وأقربائه باتت قريبة، في حين ستظل بعض أسرار حياته الأخرى يكتنفها الغموض.

اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون

وأضاف د. محمود حامد الحصري، بدأت الحفائر بواسطة بعثة اللورد كارنرفون بقيادة عالم الآثار الإنجليزي هوارد كارتر عام 1917، وكادت أن تتوقف بعد خمسة أعوام إذا لم ينجح كارتر في اكتشاف آثار هامة فيها، ثم أعاد كارتر حفائره مره أخرى في الأول من نوفمبر سنة 1922، وفى اليوم الرابع لبدء الحفر في موقع بالقرب من مدخل مقبرة رمسيس السادس التي كانت مكتشفة من قبل في وسط الوادي، عثر على أول درجة من درجات السلم التي قادت بعد ذلك لاكتشاف مقبرة توت عنخ أمون في الرابع من نوفمبر 1922 (4/11/1922)، وكانت درجات السلم مدفونة في رديم من كسر الحجارة توصل إلى بابا محفور في الصخر كان مغلقاً بكتل من الحجر الجيري عليها "لياسة" من الجبس والطين وجدت عليها أختام الجبانة الملكية "ابن آوى والأقواس التسعة" وبعد ذلك كان هناك ممر منحدر مليء بالرديم يوصل إلى باب الدخول للحجرات السفلية التي قادت إلى أعظم كشف أثرى في تاريخ البشرية، ألا وهو كنوز الملك توت عنخ آمون.

وتابع: هنا أرسل كارتر برقية للورد كارنرفون يقول فيها "أخيراً عثرنا على كشف أثرى مهم في الوادي مقبرة رائعة أختامها سليمة، وقد ردمناها لحين حضوركم. أقدم لك التهاني" وقد حضر كارنرفون إلى الأقصر بعد ذلك وتم فتح المقبرة بعد إزالة أختام الملك توت عنخ أمون من على السدة الثانية لمدخل المقبرة حيث وضح أن المقبرة كانت قد فتحت للسرقة منها في عصر رمسيس السادس (1123ق.م) أي بعد أكثر من 215 سنة من إغلاقها عام 1337ق.م، ثم أغلقت المقبرة وختمت مرة أخرى.

أهم الآثار التي عثر عليها داخل المقبرة 

وأكد "الحصري" أن اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون سليمة تقريباً في وادي الملوك عام 1922م، أوضح لنا الكثير من العقائد الدينية والجنائزية الملكية في مصر القديمة. فالملك يدفن معه كل متعلقاته الشخصية التي كان يستعملها في حياته منذ كان طفلاً، فهناك لعب الأطفال التي تتحرك أجزاؤها، وهناك لعبه "الضاما" وعصى الصيد المقوسة "البوميرانج" وأدوات الكتابة من أقلام وألواح وألوان، وهناك الملابس والإكسسوارات والحلي التي تستعمل في الحياة اليومية وفى رحلته للعالم الآخر، وضمن أثاث المقبرة كرسي العرش الوحيد الذي وصل لنا من حضارة المصريين القدماء والأسرة "للنوم"، كما وجدت هناك الصولجانات ورموز القداسة والحكم .. ولا ننسى العجلات التي كانت تجرها الخيول وأدوات القتال من سيوف وخناجر وأقواس وحراب، وهناك التابوت الذهبي للملك الذي يزن أكثر من 110 كيلوجرامات، والقناع الذهبي المرصع بالأحجار شبه الكريمة ووزنه أحد عشر كيلو جراماً، والذي كان يغطى وجه المومياء.

زخارف مقبرة توت عنخ آمون 

وأكمل "الحصري": "فقط جدران حجرة الدفن هي التي تحمل مناظر على عكس معظم المقابر الملكية السابقة واللاحقة والتي تم تزيينها بشكل ثري بنصوص جنائزية مثل كتاب إمي دوات أو كتاب البوابات والتي كان الغرض منها مساعدة الملك المتوفى في الوصول إلى العالم الآخر، فقد تم رسم منظر واحد فقط من كتاب إمي دوات في مقبرة توت عنخ آمون، أما بقية المناظر في المقبرة فتصور فهي مناظر جنائزية أو توت عنخ آمون بصحبة العديد من المعبودات". 

سرقة آثار من محتويات مقبرة توت عنخ آمون

وتابع: "يرجح علماء الآثار أن مقبرة توت عنخ آمون قد دخلها اللصوص على الأقل مرتين بعد دفنه بوقت قصير وحاولوا سرقتها، وذلك لوجود عدة أختام على مدخل المقبرة، ووجود محتويات الغرفتين الكبيرتين مكومة بلا نظام، تدل على محاولة سرقة ثم إعادة غلق المقبرة وختمها من المسؤولين. كما وجد «كارتر» قوائم بمحتويات المقبرة ينقص بعضها في الموجودات مما يدل على سرقتها في القديم، ويبدو أن إعادة غلق المقبرة قد تم خلال عهد حكم حورمحب الذي خلف آي".

سبب صغر مقبرة الملك توت 

وأضاف خبير الآثار: "على الرغم من ثرواتها المهولة، فإن مقبرة توت عنخ آمون رقم 62 في وادي الملوك متواضعة للغاية من ناحية الحجم والتصميم المعماري مقارنة بالمقابر الأخرى في هذا الموقع وذلك بسبب وصول توت عنخ آمون للعرش في عمر صغير جدًا وحكم لمدة حوالي تسع سنوات فقط. يمكن للمرء أن يتساءل ما كان يمكن أن تحتويه مقابر ملوك الدولة الحديثة الأقوياء مثل حتشبسوت وتحتمس الثالث وأمنحتب الثالث ورمسيس الثاني، إذا كان هذا ما تحتويه مقبرة الملك الصبي".

وتابع: "وبالنسبة لصغر حجم المقبرة، فإن وفاة توت عنخ آمون المفاجئة جعلت المهندسين يعيدوا تهيئة المقبرة علي عجل وبالرغم من احتواء المقبرة على ثروة هائلة من المقتنيات الفنية، إلا أن غرفة واحدة فقط من غرف الدفن الأربع قد أتمّوا طلاءها ودهان حوائطها بالجَص، في حين أن بقية المقابر الملكية في ذلك الوقت كان يجري تصميمها وتزيينها بالكامل. وتصور الرسومات في مقبرة توت المراحل الأولى لانتقال روحه إلى الدار الآخرة "حياة ما بعد الموت" وهناك اعتقاد أن نسبة 80% أو يزيد من مقتنيات الدفن فيها تحوي علامات تدل على نقلها من متعلقات حكّام سابقين، بما فيهم إخناتون".
 

اقرأ ايضا.. تعرف على قطعة اليوم «حامل فرشاة مذهب»