وسام المدنى يكتب : قصيدتان

صوره أرشيفيه
صوره أرشيفيه

كسيارة فقدت إطارًا على الطريق السريع
أفتح خزانتى، أرتب كل ما فيها، 
أستبدل الأسماء القديمة بتلك الجديدة.
أستبدل قطع الملابس التى خاطتها أمى
بتلك التى اشتريتها من مكان لا أذكره.

أستبدل صلوات اعتدتها
بنظرات تاهت ولم تعد
فى الاستبدال أنعطف كسيارة فقدت إطارًا على الطريق السريع
يخرج دخان كثير وأسماء ابتليت بها
أو وُهِبتها. فى كلتا الحالتين النتيجة واحدة. 
أنا والتفاصيل لم نكن يوما أصدقاء
حيدتهُا،
 خبأتها فى صندوق ورميتها بعيداً.
لم أبق على شيء
سوى تلك الملابس المستعملة.
أستبدل  نارها
بشوق لخفىٍ
أعرفه ويعرفنى
تلك القصة لم تقنع أحدًا.
الصناديق هى غواية لا ننفك عن إدمانها.
كم صندقونى (أى مسمرونى فى صناديق من صنعهم) ربما تكون مسمرونى هى كلمة غريبة أخرى، استبدليها بما ترينه مناسبا.
قررت إشعال ثورة بالقفز،
أقفز عن كل الصناديق
أُعرف نفسى ب…..أجمع الصناديق من بريدى اليومى وألقيها فى الخزانة.
خزانتى المكدسة لا تشبهني 
تكتفى بالنظر داخلها والضحك.
الخزانات قاسية أحيانا ومضحكة أحيانا أخرى
لكن خاصتى مكب نفايات بلا رائحة.
أضرب بأجنحتى محاولا الطيران
جسدى الأحمق يستبدلنى .
أقرر نفيه كل صباح
أصرخ
أبكى
خزانتى ترفضه بشدة.
أستبدل أشياء كثيرة 
لا أحتفظ بولاء لأحد
الألم دودة تختبئ بداخلى
أبعد من متناول يدى
وأقرب إلى روحى 
تجلدنى بأقدامها الأربعين
أبداً لا تكتفى.
مدخل العالم ومخرجه
لمرة واحدة تمنيت ألا أمتلك رائحة،
و تفوح منى القصة كاملة.
-الرائحة مدخل العالم ومخرجه
قلتها وأنا أنقب عن رائحتها
لم أعثر على شيء.
 يحدث موت الشخص عند اختفاء الرائحة.
لذا أمنحك لقب زائر.
يجلس حجر فى الزاوية
يحمل صنارة تلتقط الروائح
يخفيها عنوة فى أنفى
أصير معجمًا
تتكدس فىّ الروائح والقصص
- موت الشخص يحدث عند اختفاء الرائحة. 
يقول الحجر هامسا.
وأجيبه
ماذا عن رجل تفوح منه الروائح كلها؟
كأى معجم
أمتلك تعابير مجانية
وبركات قس لغوية أمنحها للقارئ. 
أتساءل 
أى جدوى من لعب دور الممتلئ وأنا فارغٌ.
تظننى أبالغ 
تبتسم بلا رائحة
أقترب أكثر 
يقترب الحجر
لا تمتلك رائحة!
أبتعد متجاهلا
أى مكان أمنحه لأوهام بلا رائحة 
- إذن تقرر الرائحة عنك
أفكر بمزيد من الحيل
العطور والتبغ والقهوة
تلك شواهد مضللة
وهى لا تملك ظلها
أكتب فى آخر المعجم
الرائحة لكِ مبعث شهوة 
ولى حبر
أدون فيه كل ما مر.

اقرأ ايضا | المصرى الذى احتفل به العالم صاحب فكرة إحياء مكتبة الإسكندرية