محمود بسيوني يكتب: نقطة الصفر

محمود بسيوني
محمود بسيوني

تتصاعد ادخنة البارود المعجونة بنار التضخم وارتفاع الأسعار من اقتصاديات العالم الكبيرة والصغيرة بتأثير التصعيد المستمر فى الحرب الروسية الأوكرانية بشكل مدمر ربما يعيد كثيرا من الدول النامية لنقطة الصفر.

يدفع الاقتصاد العالمى فاتورة غياب ثقافة السلام، ورغبة كل قوة عظمى لإثبات وجودها وتحقيق مصالحها الاستراتيجية على حساب القوى الاخرى، يتراجع دور الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بشكل مرعب، وتتحول ساحات البحث عن حل إلى حلبات صراع اخرى، لا احد يستمع الى صوت العقل وإلى انين أب أو أم بسطاء يبحثون عن وجبة غذاء لأطفالهم، بل ان كثيرا من المواطنين فى بريطانيا وهى سادس أقوى اقتصاد فى العالم يصطفون فى طوابير طويلة أمام الجمعيات الخيرية للحصول على الطعام والحكومة تتحدث عن انقطاع للتيار الكهربائى يستمر لثلاث ساعات يوميا فى الشتاء وسيناريوهات الترشيد تصل بفرنسا إلى اطفاء برج ايفل والحديث عن خطط لدعوة الناس لإغلاق السخان فى الشتاء.

الحديث عن الشتاء الأسوأ لا يتوقف فى الإعلام الغربى ، ويتخلله التخبط الاقتصادى ومحاولة كل دولة النجاة بنفسها منفردة، حتى ان الرئيس الفرنسى ماكرون وجه ملاحظة للولايات المتحدة انه ليس من الصداقة رفع أسعار الغاز أربعة أضعاف وذلك بعد توقف ضخ الغاز الروسى وتدمير خط نورد ستريم.
هل يسمع قادة القوى العظمى المتصارعة انين الناس العادية بسبب صراعهم الصفرى؟.. ألم يحن الوقت بعد للتفاوض والسلام؟.