طيور سلطنة عمان في عاصمة الضباب.. تجارب داعمة للمسار الاقتصادي  

د. أحمد فؤاد أنور 
د. أحمد فؤاد أنور 

من سلطنة عمان الشقيقة إلى لندن يمكن استخلاص بعض التجارب والدروس فقد تابعت -عن بعد- الباحث ناصر الكندي ، مؤلف كتاب الطيور في عمان والسيدة عزة الجابري ، مدير متحف التاريخ الطبيعي في مسقط ، حين قررا تنظيم عن التراث الطبيعي لسلطنة عمان. وكان من المحاور الرئيسية محاضرة عن الطيور  وكان الموعد المقرر هو أمس الأربعاء بمقر الجمعية الجغرافية البريطانية في لندن .. وكانت المفاجأة السارة هي نفاذ التذاكرالتي تم تخصيصها لحضور الفعالية، بل واحتشاد أعداد أكبر من قدرة القاعة الضخمة مما أستلزم السماح بوقوف بعض الحضور والمتابعين.. التنظيم الجيد انعكس أيضا على محاضرة شيقة تشجع بالطبع على زيارة السلطنة وتعزز الصورة الذهنية لها لدى الغرب. وكان من أبرز الحضور الأمير مايكل أمير كينت ، والقائم بعمل سفير سلطنة عمان وذلك تحت رعاية سعادة السفير بدر بن محمد المنذري سفيرعمان في لندن،  وسمير تكلا الخبير السياحي الدولي والذي سبق له الإقامة في سلطنة عمان ٢٠ عامًا، والذي أوضح لي أنه كان من رواد صناعة السياحة إلى سلطنة عمان.. وقدم سلسلة من النصائح استخلصها من المحاضرة ومن خبراته المتراكمة والمتنوعة حيث أوضح: لم تكن الحياة في انجلترا أو اسبانيا أو دول الخليج دوما في أحسن أوضاعها الاقتصادية وأنا كشاهد عيان اتنقل كثيرا بين مقر اقامتي الرئيسي في انجلترا وأسبانيا أقر بأن الفترة الحالية بالطبع تشهد معاناة حقيقية للكثيرين .. ففي أسبانيا انعكست الأزمة الاقتصادية وتدني مستوى الدخول مقابل الأسعار على كيفية قضاء الأسبان لاجازة عيد الاستقلال الأخير، حيث خلت الشواطئ من المصطافين والمتريضين مقارنة بحشود كانت تفد إلى نفس الأماكن كل عام . أنجلترا الأزمة فيها مزدوجة فبعد أزمة عاصفة أطاحت برئيسة الوزراء (الجديدة) ليز تراس، بعد أن وعدت بخفض الضرائب بنسبة 5% دون أن توضح كيف ستغطي هذا النقص في الموارد دون أن يؤثر على الانفاق على الصحة، وبقية الخدمات والمصروفات التي يتم الانفاق عليها من الضرائب.. وكان الهاجس الأول والوحيد هو التوجه للاقتراض .. وهو ما يربك الاقتصاد بشكل أكبر ويفاقم مشاكله مستقبلا.  مع ملاحظة أن انجلترا تعاني من نقص في العمالة، بعد موجات من الشحن والتحريض ضد الأجانب والعمالة الأجنبية المؤقتة، على خلفية الانفصال عن الاتحاد الأوروبي -بريكسيت- مما دفع أعداد كبيرة من عمالة دول أوروبا الشرقية (المجر، وبولندا ورومانيا بشكل خاص) إلى المغادرة.
ويضيف تكلا: في مقابل الضغوط على الاقتصاد والتي يشعر بها المواطن العادي في انجلترا واسبانيا هناك جهود كبيرة يمكن الاستفادة منها لتحسين الأوضاع في مصر.. فكلا البلدين ومعهم فرنسا أيضا يتنافسان على تجميع السيارات الصينية في أراضيهما. وسبق لانجلترا تحويل مناطق خاملة كان أكبر معاملها فندق في 30 غرفة إلى قلعة صناعية.. بعد مد المياه والكهرباء إلى هناجر، وتشييد مساكن للعمال في مجال تعليب البطاطس المتوافرة بكثرة في المناطق المجاورة. مع تخصيص حق انتفاع لمدة 99 سنة للمستثمرين. وهو ما جذب استثمارات وخفض نسبة البطالة في هذه المنطقة .. بل وأنعشها بشكل كبير.
وإذا كانت المحاضرة العمانية في لندن جذبت الأنظارإلى سياحة الطيور فإنه يتوجب على مصر دراسة ضروب من السياحة غير تقليدية بجانب سياحة الشواطيء والسياحة الثقافية لزيارة الآثار.. فيمكن تضجيع سياحة صيد التماسيح في المنطقة خلف السد العالي بضوابط بيئية خاصة وأن التماسيح تقضي على الثروة السمكية هناك إلى حد بعيد. مع تطوير هذه المنطقة وجعلها جاذبة للسياحة ومؤهلة لاستضافة أفواج سياحية..  
وحسب حواري عبر الشبكة العنكبوتية مع الخبير المصري بعد المحاضرة فقد أكد أيضا: لا زلت على ثقة بأن السوق المصري واعد، وأن الاقتصاد المصري لديه ميزة وفرة العمالة الماهرة الرخيصة مقارنة بالرواتب في الخارج، كما أن لدى مصر ميزة أخرى تتمثل في وفرة الأراضي.. فأغلب الأراضي غير مستغلة، والعمران يتركز حول ضفتي نهر النيل.  على عكس انجلترا التي باتت مدن كثيرة فيها غير قابلة للتوسع والتمدد.. وبالتالي تضخمت فيها أسعار العقارات إلى حد كبير.
الخلاصة أنه يتوجب علينا ونحن نتحرك للإصلاح ولتقليص الآثار السلبية لجائحة كورونا وللحرب الروسية الأوكرانية، أن نعي كمواطنين أن الأزمة الاقتصادية أزمة عالمية، وأن الجميع يتنافس لجذب الاستثمار وتجاوز الضغوط الناجمة عن الحرب في شرق أوروبا. 
2-نذلل العقبات الروتينية، ولا نتراجع عن بعض القرارات مما يخلق حالة من الغموض وعدم الاستقرار في الأسواق أمام المستثمر. 
3- نعمل جاهدين على تسليم المصانع المغلقة لدينا لمستثمرين وفق دراسات وضمانات لأن تشغيلها دون مقابل مباشر سيتم تعويضه بتشغيل العمالة.. وبدفع ضرائب للدولة .
 4-يمكن للمستثمرين الجدد أن يحصلوا على الأراض كحق انتفاع لمدة 99 عام كما تفعل انجلترا.   
5- تقليص عدد المشاركين في المؤتمر الاقتصادي بعد العصف الذهني الواسع الذي تم هذه المرة. 
6- الاستفادة من تجارب الأشقاء وتضافر الجهود معهم لتجاوز الأزمات معا وبنجاح.