البسطويسي: التخطيط وترتيب الأولويات وسيلة تخطى الأزمات

الشيخ عمر البسطويسى
الشيخ عمر البسطويسى

وضع الإسلام ضوابط وقوانين تنظم حياة الإنسان وأكد على ضرورة الترتيب بين الأشياء بحسب أهميتها قال تعالى: «واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم»، وبناء على ذلك فقد جعل بناء الإنسان أهم من بناء البنيان.

ومن ثم جاءت مقاصد الشريعة تحث على الحفاظ على النفس والمال؛ لأنه إذا ضاعت ضاع معها العقل والدين، فما المقصود بالأولويات فى ظل الظروف التى يمر بها العالم الآن؟


يقول الشيخ عمر البسطويسى من علماء الأزهر:
المقصود بالأولويات هو وضع كل شىء فى مرتبته بالعدل من الأحكام والقيم والأعمال، ثم يقدم الأولى فالأولى بناء على معايير شرعية صحيحة، وبما أن أمتنا تعيش الآن فى فترة عصيبة حيث يعانى العالم.

وهى معه من أزمات كثيرة اقتصادية ومفاهيم مغلوطة وأفكار خاطئة قد تحول بين التقدم؛ لذا كان لابد أولاً من معرفة مشكلاتنا ثم نبحث لها عن حلول لأن هناك مشكلات خاصة بالأفراد وأخرى خاصة بالمجتمع والأمة.


 ويضيف: من أهم أولويات هذه الفترة التى يجب أن نسعى اليها التعاون من أجل البناء ويقصد به نبذ الخلاف والاختلاف؛ فالتعاون حضارة وفريضة بل هو مقصد من مقاصد العمارة فى الأرض قال تعالى: «هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها»، ثم بعد ذلك التخطيط لأنه أساس نجاح أى عمل سواء عملا فرديا أو جماعيا بشرط أن يكون مرتبطا بالإيمان بالقدر والتوكل على الله، فالتخطيط سلوك إسلامى ومنهج رشيد حث الإسلام على ممارسته وقد امتلأت سور القرآن الكريم بنماذج للتخطيط الاقتصادى منها ما جاء فى قصة سيدنا يوسف عليه السلام فى تأويل رؤيا الملك مما أنقذ البلاد والعباد من أزمة غذائية طاحنة فكانت خطة لمدة، خمسة عشر عاما تم فيها إقامة اقتصاد مصر فنجت من المجاعة.


ويؤكد أن السنة النبوية جاءت بنماذج عملية للتخطيط منها الغزوات فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة عملية فى التخطيط والحنكة والحكمة والسعى لتحقيق الهدف فى غزوات بدر وأحد والأحزاب، فقاد الأمة إلى انتصارات عظيمة، ولا ننسى التخطيط للهجرة الشريفة.


ويوضح أن مجتمعاتنا فى حاجة ماسة إلى التخطيط وترتيب الأولويات الآن، والذى من أهم عناصره تحديد الأهداف ثم استثمار الموارد المتاحة قال تعالى: «هو الذى جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور».

وأيضا بذل الأسباب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المؤمن القوى أحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفى كل خير) ثم تعليق النتائج بمشيئة الله (اعقلها وتوكل على الله) وذلك بعد تفريغ الجهد فى الأخذ بالأسباب، هذا كله له أثر فى تحقيق الثمرات والفوائد التى منها تحقيق التوازن بين الواجبات والأعمال، فلا يغطى جانب على الآخر ويجد الإنسان فى وقته بركة وسعة تعينه على المزيد من قضاء الواجبات فلنحرص وخاصة الشباب على ذلك مستعينين بالتخطيط والتنظيم.

اقرأ ايضا

الشيخ عمر البسطويسي: مراقبة النفس وهمة الإيمان حصن المسلم ضد مكائد الشيطان