طعنة في القلب أنهت أحلام « ياسين» في الشرقية

صداقة الندامة.. قتله أمام شقيقه التوأم

المجنى عليه
المجنى عليه

إسلام عبدالخالق

اختار الرفيق قبل الطريق.. مثل من الأمثال العامة يحتوي على حكمة عمرها من عمر الإنسانية؛ فإذ لم تُحسن اختيار رفيق دربك فالرحلة كلها في النهاية قد تكون دون قيمة، بل والأصعب من ذلك أن النهاية قد يكون بطلها الموت على يد من ظننته يومًا أقرب الأقربين، وهو ما حدث مع الشاب «ياسين ممدوح» ابن التاسعة عشرة ربيعًا، الذي قُتل في جريمة أحزنت الآلاف، على يد شاب كان يومًا ما صديقه والذي ظن أنه قد أحسن اختياره، في الوقت الذي كانت أنظار وأحاديث المحيطين تؤكد أن الصديق لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال قريب الشبه من صديقه، وانتهى الأمر بمقتل الأخير على يد الشخص الذي أجمع الكل على حبه لافتعال المشاجرات والمشادات مع كل من يقترب منه.

على بُعد أمتار من وسط منطقة القومية التابعة لنطاق ودائرة قسم ثانِ شرطة الزقازيق في محافظة الشرقية، وداخل إحدى ورش الألوميتال المعروفة في المنطقة، دارت أحداث المشهد الأخير حين كان الشاب «ياسين» الذي يعمل في المحل يقف إلى جوار شقيقه التوأم «محمد» وإلى جوارهما صديقهما «عمر حازم» الذي يُماثلهما في العمر لكن صفاته شديدة الاختلاف عن الشقيقين التوأم، وما هي إلا لحظات ونشبت مشادة بين «عمر» و«محمد» تدخل على إثرها «ياسين» محاولًا الزود عن شقيقه، لكن الأمر تخطى حدود المشاجرة بالأيدي بين المتشاجرين واستل «عمر» سلاحا أبيض «مطواة» كانت في ملابسه وأغمدها في صدر صديقه «ياسين» وتركه مُضرجًا بدمائه.

مشاجرة

هرع الجميع إلى المكان ونُقل «ياسين» إلى إحدى المستشفيات بين الحياة والموت، قبل أن تتأكد وفاته داخل المستشفى، وهناك سقط شقيقه التوأم أرضًا وكفيه لا يفارقًان وجهه حزنًا على موت شقيقه وأقرب الناس له في الدنيا، يبكي بدموعٍ لا تتوقف وقلبه يعتصر ألمًا يُحمل نفسه لوم وسبب مشاجرة لم يطلبها أو يسعى إليها مع صديقهما، لكنها في النهاية كانت السبب في مقتل شقيقه على يد صديقه وأمام عينيه.

«كان أطيب خلق الله وتحس إنه ابن موت».. عبارة خرجت على لسان أحد جيران «ياسين»، الذي أكد على أن المجني عليه كان يضحك مع الجميع بوجهٍ بشوش لا يضمر أي غدرٍ أو يفتعل المشكلات، أو حتى يحزن مهما حدث، وكأنه ضيف خفيف في الدنيا وقد غادرها سريعًا، قبل أن يشير الجار إلى أن أسرة المجني عليه كانت تعيش في المملكة العربية السعودية، وعادوا إلى منطقة القومية في مدينة الزقازيق قبل فترة ليست بالطويلة، بدأت صداقة بينه وبين المتهم، وانتهت تلك الصداقة بمقتله.

«ياسين كان بيتكلم معانا وكان بيضحك ومستني الدكتور في المستشفى، لكن ودعته وروحت الشغل وعرفت إنه مات بعدها على طول»،.. قالها «عبدالله» أحد أصدقاء المجني عليه، منوهًا بأن صديقه لم يُعرف عنه يومًا افتعال المشكلات، وأنه قد راح ضحية محاولته الدفاع عن شقيقه التوأم «محمد»، قبل أن يؤكد على أن مقتل «ياسين» أصاب الجميع بالصدمة، خاصةً وأنه كان يتمتع بحب الجميع.

وشيع أهالي منطقة القومية التابعة لنطاق ودائرة قسم ثانِ شرطة الزقازيق في محافظة الشرقية جنازة المجني عليه، وسط حزن كبير عم الجميع، فيما خرج الجثمان عقب أداء صلاة الجنازة عليه من مسجد عبدالعزيز، فيما سار الجميع حتى مقابر الأسرة في المنطقة، وهناك اختلطت الدعوات بالدموع حزنًا على مقتل المجني عليه في ريعان شبابه، فيما جرى ضبط المتهم والسلاح المُستخدم في الجريمة، وبالعرض على جهات التحقيق بنيابة الزقازيق قررت حبسه على ذمة التحقيق.

بلاغ الواقعة

البداية كانت بتلقي اللواء محمد صلاح، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الشرقية، إخطارًا من اللواء محمد الجمسي، مدير المباحث الجنائية في مديرية أمن الشرقية، يفيد بورود إشارة من إحدى المستشفيات في مدينة الزقازيق بوصول المدعو «ياسين ممدوح» 19 سنة، عامل في ورشة ألوميتال، مُقيم في منطقة القومية التابعة لنطاق ودائرة قسم ثانِ شرطة الزقازيق، مصابًا بطعنة نافذة في الصدر، وتوفى بعد ساعات من وصوله المستشفى متأثرًا بإصابته.

بالانتقال والفحص تبين من التحريات الأولية مقتل المجني عليه «ياسين ممدوح» البالغ من العمر تسعة عشرة عاما، جراء إصابته بطعنة نافذة على يد شاب يُدعى «عمر حازم» في العشرينيات من عمره، وأن المتهم قد طعن المجني عليه طعنة نافذة في الصدر نُقل على إثرها إلى إحدى المستشفيات ليفارق الحياة متأثرًا بإصابته.

توصلت التحريات إلى نشوب مشاجرة بين المتهم  وشقيق المجني عليه التوأم «محمد»، وحال محاولة المجني عليه التدخل للدفاع عن شقيقه أنهى المتهم حياته بطعنة نافذة سددها له في الصدر بواسطة سلاح أبيض كان بحوزته، فيما جرى ضبط المتهم والسلاح المستخدم في الواقعة، وبالعرض على جهات التحقيق صرحت بدفن الجثة عقب الانتهاء من الصفة التشريحية، وأمرت بحبس المتهم على ذمة التحقيق.

اقرأ أيضا: تجديد حبس عاطل قتل شقيقه بسبب خلافات على المنزل بقليوب