خدعوك فقالوا: لبنان هو نانسي عجرم وهيفاء وهبي

نانسى عجرم وهيفاء وهبى
نانسى عجرم وهيفاء وهبى

أحمد سيد 

لبنان بلد مليء بالمواهب الغنائية، التى تمتلك أصواتاً قوية وجذابة، إلا أن هذه الأصوات لم تحظ بالاهتمام الإعلامى، فى المقابل هناك بعض الأصوات الأخرى التى أصبحت أكثر شهرة وإن كانت لا تمتلك نفس المقومات ولعل من أبرز هؤلاء الذين حظوا بالشهرة والنجومية نانسى عجرم وهيفاء وهبى، ولكن بجانب هؤلاء لا يمكن أن نتجاهل أو ننسى أصواتًا أخرى تعبر عن لبنان، ولعل من أبرز هؤلاء المطربة جاهدة وهبة وجوليا بطرس وفارس كرم ومروان خورى وسعد رمضان

أصوات لبنان مليئة بالتنوع، مثلما هناك نانسى عجرم وهيفاء وهبى، هناك أيضًا راغب علامة ونجوى كرم وعاصى الحلانى وإليسا، وهناك أيضًا أصوات تركت علامة واضحة من خلال أصواتهم القوية فى الوطن العربى كله، ولعل من أبرز هؤلاء الأصوات جوليا بطرس، والتى لقبت بصوت المقاومة وضمير الشهداء، حيث اشتهرت جوليا بطرس بأغانيها الوطنية الملتزمة التى دعمت فيها حركات المقاومة فى الوطن العربى، وكان أول ألبوم غنائى لها باللغة الفرنسية، أطلقته عام 1982، بعنوان “C’est La Vie”، من تأليف الموسيقار اللبنانى إلياس الرحبانى وتلحينه. 

جوليا بطرس

وقدمت جوليا بطرس العديد من الأغانى ولكن تظل أغنيتها الشهيرة “غابت شمس الحق”، بالنسبة لها علامة فارقة فى تاريخها الفنى حيث لاقت صدى كبيرًا بين أوساط الجمهور، وبسبب الحرب التى دمرت بلدها “لبنان” وفى مقدمتها الغزو الإسرائيلى، مما أثر فيها، لتقرر اتباع خط غنائى يعبر عن تطلعات الشعوب ويكون ناطقًا بلسانها، وكانت تلك الأغنية هي أول ما غنته “جوليا” باللغة العربية، وهى من تلحين شقيقها زياد بطرس. 

وتعتبر فترة التسعينيات هى الفترة الأبرز فى مشوارها الغنائى، حيث ازدهرت على الصعيد الغنائى، وأطلقت خلاله عددًا من الألبومات الغنائية التى حققت نجاحًا كبيرًا، وكان ألبومها الأول هو “حكاية عتب”، الذى صدر عام 1991، وبعدها بثلاث سنوات عام 1994، أصدرت جوليا ألبوم “يا قصص”، الذى حظيت أغانيه بإعجاب الجمهور، وحقق نسبة مبيعات جيدة، وفى عام 1996، أطلقت ألبومًا جديدًا حمل عنوان “القرار”، ثم تزوجت جوليا من إلياس أبو صعب عام 1996، وأنجبت منه طفلين هما “طارق وسامر”، ويشغل زوجها حاليًا منصب وزير فى الحكومة اللبنانية، وحصلت جوليا على عديد من الجوائز والأوسمة فى عدد من الدول العربية منها تونس والأردن وسوريا وقطر والإمارات وحصلت على وسام الأرز فى لبنان من رئيس الجمهورية لمساهمتها الفعالة فى المقاومة من خلال صوتها. 

جاهدة وهبى

تمتلك جاهدة وهبى حنجرة قوية وصافية من أى شوائب، أطلق عليها الراحل وديع الصافى، مجاهدة ومناضلة فى الغناء، كما قالت عنها الشاعرة أحلام مستغانمي إن صوت جاهدة يرفع أى نص إلى مقام الشعر، وأعيش معها فى ذهول كلما سمعت صوتها وهى تغنى لى شعراً لدرجة أنى أشك فيما أكتبه، جاهدة حاصلة على درجات علمية فى علم النفس من الجامعة اللبنانية، وكما درست فى المعهد الوطنى للموسيقى العزف على العود، والغناء الأوبرالى باللغة العربية، وتجويد القرآن، وحائزت على دبلوم دراسات عليا فى التمثيل والإخراج من معهد الفنون الجميلة فى الجامعة اللبنانية. 

تعاونت مع كبار مخرجى المسرح اللبنانى، ولعبت أدوارًا مع المخرجة نضال الأشقر، وشاركت فى أوبرا القاهرة، وفى مهرجان فاس للموسيقى الروحية سنة 2007، مؤدية نصوص مولانا جلال الدين الرومى، ولعبت أدوارًا رئيسية فى عدة مسرحيات، منها “أيام رباعيات الخيام” من إنتاج مهرجان بعلبك الدولى، “أنشودة المطر” إخراج العراقي جواد السعدى، و”صرخة تانيوس” إخراج جيرار أفديسيان، كما أنها حصلت على جائزة الرتبة الأولى من الجامعة اللبنانية عن دورها فى فيلم “رصاصة فارغة”. 

وقدمت جاهدة وهبى العديد من الأعمال الغنائية المميزة والتى تخاطب الوجدان والروح، إلا أن أغنية “ما طلبت من الله” وهى القصيدة المأخوذة عن ديوان قصائد الكاتبة والروائية والشاعرة الكبيرة أحلام مستغانمى “عليك اللهفة”، كانت نقطة تحول كبيرة فى حياة جاهدة التى طورت بشكل أكبر فى أدائها الفنى واختياراتها حيث ارتبطت بشكل أكبر بالشاعرة أحلام وقدمت معها العديد من الأعمال الغنائية منها أغنية “كنت سأنجب منك قبيلة”، “كتبتنى”، “أيها النسيان هبنى قبلتك”، “أبدا لن تنسانى”.

غادة بيروت

المطربة غادة شبير حالة مختلفة من الغناء ترسم بصوتها مسارات عديدة ، تتخطى حدود الكلمات والألحان ، شقيقة الروح ، عذبة الأحساس ، نادرا ما تقرأ اخبارا عنها وقليلا ما تتحدث ، لكنها تظل عشقا لمن يرنو للصفاء والمتعة الغنائية .. غادة فنانة لبنانية تخرجت من جامعة الروح القدس في الكسليك وحصلت على شهادة الماستر في العلوم الموسيقية وديبلوم في الغناء الشرقي وهي اليوم أستاذة في هذا المجال وقائدة لفرقة الغناء العربي في الجامعة. أصدرت ألبومات عدة منها “موشحات” و”قصيدة” وآخرها “أندلسية”. برز تقديرها واحترامها لفن سيد درويش وخصته  بأسطوانة تحت عنوان “قوالب” قدمت عبرها مجموعة من أعماله كما قدمت كتابا  حمل عنوان “سيد درويش – الموشح والدور”.  

حصدت شبير جوائز عدة نتيجةً لجهودها التي أثمرت عملاً موسيقياً أصيلاً فحازت على جائزة الأغنية العربية في القاهرة عام 1997 وجائزة ال “بي. بي. سي.” العالمية للموسيقى عن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عام 2007.  

 هبة الأرز

من شوارع الأشرفية أشهر أحياء بيروت الى أشهر مسارح فرنسا وقفت هبة طوجى لتدافع عن ثقافتها وحبها للغناء وتحدت الجميع  حتى استطاعت ان تكون واحدة من اهم سفراء الأغنية العربية للعالم .. بدأت هبة تعلم الموسيقا في عمر مبكر،    درست هبة في مدرسة Athenee de Beyrouth ونالت شهادةً في الأدب الفرنسي.

بين عامي 2002 و2007 أخذت دروساً في الغناء والنوتة الموسيقية في مدرسة Ecole des Arts Ghassan Yammine. ثم ارتادت جامعة Saint Joseph في بيروت وتخصصت في الدراسات السينمائية البصرية والسمعية، حيث حصلت على شهادتها في عام 2010.

بدأت منذ عام 2007 بالتعاون مع الموزع والمؤلف الموسيقي أسامة الرحباني لتطوير تقنيات صوتية وألحان جديدة . كما استمرت في هذه الفترة بتلقي دروسٍ في الغناء مع المغني والمدرب اللبناني وديع أبي رعد. بالإضافة إلى ذلك تلقت دروساً في الأوبرا مع   غالينا كالديفا  

فتاة الياسمين

ياسمين حمدان وجه اخر للغناء اللبنانى المختلف والناضج يراها الناقد اللبنانى احمد الزعترى تتجاوز العقل الجمعى بصوتها المتفرد ويقول فى مقال له نشر بجريدة الاخبار اللبنانية “عند الاستماع إلى ياسمين حمدان، نعترف بأننا بحاجة إلى تجاوز تراكمات البلاغة العربية المُضلَّلة التي تستنزف فرديتنا الهشّة، تطفو ياسمين حمدان  خارج هذه المعادلة، تواصل هدم هيكل الإسهال التعبيري المتملّق للحب، والوطن، والطبيعة، والحيوانات الأليفة، وسهرة الأمس، وذواتنا التي تُختار، كأننا ربّينا فراغاً، فالتهمنا، إذا استعرنا بتصرّف قول الشاعر فراس سليمان.

هذا الوعي الجمعي اشتغلت ضدّه حمدان مع شريكها زيد حمدان منذ تأسيس فرقتهما Soap kills عام 1997. في ذلك الوقت، كانت بيروت تنظّف أناقتها المفصومة بصابون متخيّل ما لبث أن انكشفت رغوته. إننا إذاً إزاء حالة تعبيريّة تمثّل الموسيقى أحد عناصرها. منذ انطلاقتها، عملت هذه الحالة ضد الجمال المتخيَّل الذي صار بحسب الألماني ثيودور أدورنو «جزءاً من أيديولوجية المجتمع الرأسمالي المتقدم، والوعي المضلّل الذي يخدم الهيمنة المجتمعيّة 

ولدت ياسمين حمدان في جنوب لبنان في وسط الحرب، بعد أسبوعين من مولدها لجأ والداها إلى فرنسا، ثم الإمارات، اليونان، وأخيرًا في الكويت. اضطروا بعد ذلك لمغادرة الكويت في عام 1990 خلال الغزو العراقي، رجعوا بعد ذلك إلى وطنهم لبنان 

تشكيل يمنى

تعشق يمنى الألوان ، صوتها هو مزيج منه فى الاساس يمنى سابا مطربة لبنانية ببهجة قوس قزح تحمل يمنى شهادة ماجيستير في العلوم الموسيقيّة من جامعة الأنطونيّة في بعبدا، لبنان حيث تدرس حاليا. تمحورت ابحاثها في هذا المجال حول التناسق بين الموسيقى والفنون التشكيلية في الفن العربي التقليدي انطلقت المغنية ومؤلفة الاغاني يمنى سابا، في مسيرتها الفنّية في العام 2006 وقد اصدرت حتى اليوم ثلاث البومات (من عفش البيت ،2008 هالبنت عبالها تغني2011، ونجوم 2014). 

تركّز يمنى مؤخّرًا في اعمالها على العلاقة بين كتابة الأغاني والسردية القصصية. تقدّم حاليا مشروعها “أربعين” في حفلات فردية ، غناءءوعزفا على العود والجيتار 

تعاونت سابا مع عددٍ كبير من الموسيقيين، من بينهم الموسيقي البريطاني مايك كوبر، واللبناني فادي طبال، وعازفة الكياكوم الكورية كيونغسو بارك، والمؤلف البولندي بيوتر كورك. وقد شاركت في عدد من ورش العمل والإقامات الفنية، مثل Sound Development Cityفي اسباني والمغرب (٢٠١٦) وبرنامج Onebeat برعاية Bang on a Can في الولايات المتحدة (٢٠١٢)، وإقامة فنية في Gyeonggi Creation Center في كوريا الجنوبية (٢٠١٣)، حيث كتبت ألبومها الأخير نجوم. 

أقرأ أيضأ : نانسى عجرم بإطلالة جذابة تشعل «إنستجرام»