في أزمتها الأخيرة - وأتمنى مثل كل محبيها أن تكون الأخيرة -أصبحت شيرين عبد الوهاب فريسة لأغلب البرامج والمواقع الإخبارية، الكل ينهش فيها من أجل المشاهدات، الكل يبحث ويفتش ويفبرك العديد من التفاصيل عن ما حدث لها، وما هي فيه الآن، وما سيحدث لها في الفترة المقبلة، لكي ينفرد بأي شيء، سواء كان حقيقي أو وهمي، ليجذب الجمهور ويحقق (التريند) على حسابها وعلى حساب سمعتها، لا أحد يراعي أي شيء، والكل يدعي أنه يحاول أن يصل إلى الحقيقة ليكشفها من أجلها، لكن الحقيقة أنهم يفعلون ما يقومون به من أجل تحقيق أعلى متابعة لما يكتبوه، أي فائدة يمكن أن تعود على شيرين والكل ينهش فيها، والكل يتتبع تاريخها منذ بدايتها ليعثر على أي موقف أو تصريح مثير أو سقطة ما أو أي شيء يتضمن شعلة نار ليسكبها على البنزين ويشعل الأزمة التي تمر بها، ويدعي مساعدتها، والحقيقة أنه ينهش فيها من أجل مصلحته، وكل يوم يمر منذ إندلاع أزمة شيرين الأخيرة، بل كل ساعة تمر، تحمل خبر جديد ينشر عن شيرين، سواء حقيقي أو وهمي، فالكل يعلم أنها في ظروفها الحالية لا يمكن أن ترد على أي خبر، أو تدافع عن نفسها من أي إتهام، أو تنفي أي شائعة مهما كانت قسوتها، والمثير حقا أن كل من يفعل ذلك ويقوم بجلدها ونهشها يدعي أنه يقوم بذلك من أجلها.. لماذا لا يلتزم الجميع الصمت اتجاه شيرين ويحظروا النشر أخلاقيا طالما أنه لم يصدر قرار من النيابة بالحظر قانونيا، وإذا أرادوا أن يتحدثوا يكفي كلمات الدعم، حتى وأن كانت لا تصل لها، فلا أحد يعرف الوضع الصحي لشيرين الآن، وأنما الكل يتخيل، الكل يفبرك أي أخبار وأي مواقف وتصريحات وهمية ويؤكد أنها لمساندتها، وهي في الحقيقة نهش في الفريسة التي تم اصطيادها، المساندة والدعم الحقيقي لشيرين هي رسائل أصدقائها وزملائها من الفنانين، ومن كل العاشقين الحقيقيين لصوتها وفنها، والذين يدعون لها بقلب صادق تعكسه عبارتهم، أن تتجاوز المحنة التي تمر بها، ويؤكدون لها أنهم معها وسيظلوا معها وفي “ضهرها”، وعلى إستعداد لتلبية أي شيء تطلبه لتتجاوز هذا المحنة، وأتمنى أن تكون هذه الرسائل تصل لها..
وما أجمل ما كتبته السيدة ماجدة الرومي لها، خاصة عبارة “من منا لم تجلده الحياة يوما”، وعبارة “إنتي ابنة المسارح لا ابنة العتمة والانكسار”، وأعتقد أن شيرين لن تخرج من العتمة إلى النور من جديد، إلا إذا توقف من يعتبرها فريسة عن النهش فيها، فتوقفوا حتى يرحمكم الله وتذكروا قول الشاعر: “ولا ظالم إلا سيبلى بأظلم”.