المتهم: «الشيطان ضحك عليا لما شوفتها»! .. المجني عليها: «كان بيديني حلويات كتير»

المشدد 10 سنوات للمراهق «السبعيني»

أغتصاب طفلة
أغتصاب طفلة

حبيبة جمال

داخل إحدى قاعات المحكمة، وتحديدًا دائرة جنايات المنيا، تجلس في أحد الأركان طفلة لم تكمل عامها الـ ١٤ بعد، لكنها بدت وكأنها عجوز، على يمينها والدتها ترتدي عباءة سوداء، وعلى يسارها الأب الحزن يكسو ملامح وجوههم جميعًا، يشرد كل واحد منهم ويعيش في عالم موازي خلفيته تلك الطفلة المسكينة التي صارت بين لحظة وأخرى ضحية مراهق عجوز، يتذكرون كيف كانت حياتهم هادئة ومستقرة، ولكن فجأة وبدون أية مقدمات انقلبت حياتهم رأسًا على عقب، بعدما وقعت ابنتهم الطفلة فريسة لذئب بشري نهش عرضها وداس على شرفها بنعاله بكل وحشية.

على الجانب الآخر وخلف قفص حديدي يقف المتهم داخل قفص الاتهام، رجل سبعيني العمر، لم يراع سنه ولم يصن الجيرة والعشرة، ظن في نفسه أنه لا يزال مراهقًا، وأن قلبه اختار هذه الطفلة، سار يلهث وراء نزواته الرخيصة، يختلس النظرات في ارجاء القاعة يختلس النظرات هنا وهناك يحاول إخفاء وجهه عن المتواجدين، خوفًا من أن يفتك به والد الضحية.

مشهد هو مزيج من القلق والترقب والخوف في آن واحد، أجواء مشحونة ما بين أهل الضحية الذين ينتظرون القصاص من المتهم، وحزن الضحية التي انتهى عمرها قبل أن يبدأ، وندم المتهم على ما اقترفه والعار الذي تركه لزوجته وأولاده؛ فجأة يقطع حاجب المحكمة همهمات الحضور فيما بينهم داخل القاعة المتسعة بصوته الجهوري «محكمة»،تصمت الأصوات وضوضاء الأفكار السابحة في خيال كل منهم، ليتلو رئيس المحكمة الحكم بالسجن المشدد١٠ سنوات للمتهم.. وبعيدًا عن الحكم الذي جاء رادعًا لكل من تسول له نفسه ارتكاب هذه الجريمة البشعة والتي دارت أحداثها على مدار عامين كاملين، نعرض ما جاء في نص التحقيقات من مفاجآت. 

ذئب خلف الباب

داخل بيت بسيط، تعيش بطلة قصتنا الطفلة «بسملة».. صبية جميلة أعطاها الله من الطيبة والجمال، وبالرغم من صغر سنها إلا أنها تستحوذ على انتباه من يدخل البيت ربما لجمال ابتسامتها أو خفة ظلها، رغم إصابتها بإعاقة في يدها اليمنى، كانت ذكية ومتفوقة في دراستها.. طفلة تظن في كل من حولها مثل أبيها وأمها لا تحمل ظنًا سيئًا في أحد، في لحظة تغير كل شيء في حياتها، انطفأت فرحتها وجاء مجرم يسرق براءتها. 

يوم ظهور نتيجتها وفرحتها بنجاحها وانتقالها للصف الثالث الإعدادي تحولت الفرحة في النهاية لكابوس ظل يطاردها شهورًا، كانت الدنيا لم تسعها من الفرحة، طلبت بود ودلال تنفيذ طلباتها وفي المقابل لم تقصر في تنفيذ كل من يطلب منها، لذا انطلقت وكما قالت لها والدتها أن تذهب لجارتهم «الخياطة» لتحيك ملابس جديدة لها، فرحت بسملة ارتدت فستانها الوردي وخرجت من البيت تطير كالفراشة الجميلة، فرحتها تملأ عينيها، لم تكن تلك المسكينة تدري أن هناك من يترصد لها بعيون ذئب وينتظر الفرصة المناسبة لكي ينقض عليها ويأخذها من عالمها الصغير، إنه طارق جارهم زوج الخياطة، ذلك الرجل سبعيني العمر، منذ أن شاهدها تكبر أمام عينيه كان معجبًا بها ما الذي رآه هذا الشيطان في جسد صبية صغيرة، مؤكد ليس حبًا لكنها رغبة شريرة ذكاها الشيطان في عقله المريض، تعلق بها في اللحظة التي رآها أمامه وكأنه شاب في ريعان شبابه أعجب بفتاة وأراد أن يبوح لها بحبه وهيامه؛ المفاجآة أنه يوم ذهابها للخياطة في بيتها لم تكن موجودة، ولا أحد في البيت سوى هذا الرجل العجوز فقط، فوسوس له الشيطان بمجرد أن رآها أمامه، انتزع من قلبه الرحمة وتبلدت مشاعره الإنسانية وسيطرت عليه شهوته الدنيئة، فاعتدى عليها جنسيًا بعد أن امطرها بكلمات الغزل، طفلة لم تدرك وقتها ماذا يحدث معها، وبعدما انتهى من فعلته هددها إذا أبلغت والدها سيقتلها؛ فعاشت الطفلة في رعب، كتمت كل شيء بداخلها، انطفأت فرحتها، عادت للبيت مكسورة حزينة، بينما هو كان يفكر كيف يستدرجها إلى البيت وقتما يشاء في غياب زوجته؛ فقرر أن يشتري لها هاتفا يتواصل من خلاله معها، وبدأ يتصرف معها بكل خسة ونذالة، يذهب خلفها وهي ذاهبة لمدرستها ويراقبها من بعيد، ويتحدث معها عبر الهاتف بكلامه المعسول عن الحب والزواج، وأحيانًا يهددها إذا لم تأتِ إليه صاغرة سيبلغ والدها ويفضحها ونظرًا لعقلها القاصر صدقته خائفة، ظل على هذا الحال  w والطفلة غير مدركة لما يحدث معها، وفي نفس الوقت خائفة من تهديده لها، خائفة من أن يقتلها والدها إذا عرف القصة لم تكن المسكينة تملك إلا الحزن والدموع حين تتأهب للنوم، لم تدرك ماذا يعني أن تترك طفلة ألعابها وتقع فريسة للتعدي جنسيا عليها؟، الاطمئنان فارق جسدها، وذحفت الكوابيس إلى عقلها، فأصبحت جسد بلا روح، حتى شاهد خالها الهاتف معها، وعندما سألها من أين اشترته، لم يكن أمامها سوى الاعتراف بكل شيء، صدمة وقعت على كل أفراد الأسرة، أخذوها سريعًا لتوقيع الكشف الطبي عليها وتبين أنها ليست عذراء، فأخذها والدها لمركز الشرطة وأبلغ عن الواقعة متهمًا جاره العجوز باغتصاب طفلته، وتحرر المحضر وبدأت النيابة في تحقيقها عن القضية.

المجني عليها

الطفلة منذ أن رأت المتهم أمامها في النيابة فقدت الوعي للحظات، وبعد إفاقتها بدأت النيابة تسألها عن الواقعة، وهي لا تعرف معنى الأسئلة، فكانت النيابة في كل سؤال تحاول أن تفهمها معناه، سألها وكيل النيابة كم مرة تم الاعتداء عليكِ؟، فأجابت: مش فاكرة.

س: هل وقع من المتهم ثمة إكراه أو تهديد للتمكن من مقصده «افهمناها»؟

أيوه، كل مرة يقولي إنه هيقول لأبويا وأنا بخاف لو أبويا عرف الموضوع ده هيموتني.

وبسؤال الطفلة تبين وجود إعاقة في يدها اليمني وإصابة في يدها اليسرى، فسألتها النيابة عن سبب إصابة اليد اليسرى؟، فقالت: هو كان شاكك إني بكلم حد عليه وبخونه فلسعني بالسيجارة. 

وأكدت الطفلة في أقوالها: أن المتهم أخبرها بأنه يحبها ويريد الزواج منها وكان يعطيها حلويات كثيرة، فقالت: كان بيكلمني في التليفون ويقولي يا حياتي وياعمري، ولما أمه ماتت قال لي انتي هتعوضيني عنها.

المتهم

دخل بعدها المتهم أمام وكيل النيابة، فسأله ماذا بدر منك أثناء تقابلك مع المجني عليها؟

فأجاب: في شهر أغسطس سنة2021، جات البيت عندي وطلعت فوق تنادي على زوجتي وخبطت على الباب وانا كنت نايم وزوجتي مش موجودة، ولما فتحت لقيتها لابسة بيجامة ولما شوفتها دخلتها جوه وحضنتها واعتديت عليها جنسيا.

س: ما الذي خطر بذهنك آنذاك؟

ج: جه في بالي اعتدي عليها جنسيًا

س: هل بدر بخاطرك فكرة التوقف عن إتيان فعل هتك العرض للطفلة؟

هو بصراحة لما شوفتها لقيت عندها عجز في دراعها جسمي قشعر بس الشيطان ضحك عليا.

الزوجة والتحريات

زوجة المتهم قالت في التحقيقات: أنها كانت تعرف أن بسملة تتحدث مع زوجها كثيرا عبر الهاتف، فكان الزوج يأخذ هاتفه ويبتعد عنهم وشكت في بسملة لأنها كانت تقف في شرفة منزلها أمامه.

وقال معاون المباحث: إن تحرياته السرية توصلت إلى أن المتهم اشترى هاتف محمول للطفلة وكان يتصل بها كثيرا ويهددها في حالة عدم ذهابها له وقيامه بمواقعتها جنسيا وهددها أنه سيخبر والدها اذا أباحت بالسر؛ فكانت تشعر بالخوف لكونها طفلة وكان يحتال عليها بكلمات الحب والعاطفة.

فأمرت النيابة بحبسه وتحولت القضية للجنايات بتهمة مواقعة المجني عليها بغير رضاها، وهتك عرضها، وأنه اعتدى جنسيا عليها وهددها حال كونها من ذوي الإعاقة معرضًا أخلاقها وحياتها للخطر، وأصدرت المحكمة حكمها بالسجن ١٠ سنوات. 

أقرأ أيضأ : شاهد | سيدة ألمانية متورطة في قتل 11 ألف شخص