واقعًا أليمًا لكثير من الزوجات| مأساة «أضواء».. العذاب أشكال وألوان

مأساة أضواء
مأساة أضواء

هبة عبد الرحمن 

»أضواء» هو اسمها، تعمل ممرضة «ملاك رحمة» لكنها لم تجد أى رحمة فى حياتها، رغم سنها الصغير الذى لا يتعدى 32عاما لكنها عاشت حياة مليئة بالبؤس والشقاء، وكأنه كتب عليها الشقاء منذ الصغر؛ عاشت يتيمة فى طفولتها، وعندما تمنت أن تجد فى زوجها الاخ والاب والصديق والحبيب، لم تجد سوى رجل يستغل ضعفها وحبها له وحاجتها اليه ليحصل على ما يمكنه من مكتسبات؛ حولها لخادمة لأمه وبعدما ماتت الأم اتهمها فى شرفها حتى يتخلص من زواجه منها دون خسائر.

«أضواء» هى نموذج يجسد العديد من الظلمات التى تشهدها كثيرات من الزوجات، من قسوة زوج واهله، والزواج فى بيت العائلة، وحرمانها من ابسط حقوقها، بأن يكون لها ذمة مالية مستقلة بعدما اخذ منها راتبها، وبخل فى المشاعر والاحتواء والعطاء، وفى النهاية حرمانها من كل حقوقها وفوق كل ذلك اتهامها فى شرفها باطلا وتشويه سمعتها، وهو أقصى انواع العذاب لأى زوجة وأم.

مأساة «أضواء» كما جاءت على لسانها، روتها لنا بدموع عينيها وتحمل تفاصيلها السطور التالية.

تمنيت أن يعوضني شعور اليتم الذى عشت فيه طوال سنوات حياتى، فقد حرمت من حنان أمى وانا فى عمر 7 سنوات، ماتت وتركتنى انا وشقيقتى وخمسة أشقاء اولاد، قبل أن تتفتح أعيننا على الدنيا، وتزوج أبى بعد 6 أشهر من وفاتها، وبسبب الخلافات الدائمة بين زوجة ابى واشقائى الكبار باع أبى نصيبى انا وشقيقتى من إرث امى ليشترى بيتا له يعيش فيه مع زوجته بعيدا عنا، حيث كتبت أمي قبل وفاتها لي ولشقيقتي قطعة أرض، ولأشقائي بيتًا يعيشون فيه، وعشت فى كنف اشقائى الذكور انا وشقيقتى فى البيت الذى كتبته أمى لهم، وهكذا وجدت نفسى اعيش انا وشقيقتى فى غرفة واحدة فى البيت الكبير، نعيش ونذاكر وننام فى نفس الغرفة، حتى تمكنت بالكاد بسبب الظروف المادية الصعبة من الحصول على دبلوم تمريض، وخرجت للعمل بمجرد انتهاء تعليمى كممرضة فى مستشفى كبير، وبعد عملى بعام واحد وعمرى كان لا يزال 19عاما مات ابى، وأصبحت يتيمة الام والاب.

عريس الغفلة

وكان الحلم اجباريًا على أضواء وهو أن يهبط عليها عريس الغفلة لتشعر بالاستقلال وأنها ملكة متوجة في بيتها، دون أن تنسى لحظة واحدة ما قدمه أشقاؤها لها ولشقيقتها من تضحيات.

تواصل أضواء قائلة: منحت عملى قدرًا كبيرًا من الاهتمام، وبدأت اشعر بالاستقلال والامل فى غد يحمل الخير والعوض عما عانيته فى طفولتى، فدائما كان لدى شعور بفقد الحنان والحب رغم رعاية اشقائى لى واحتواءهم لنا أنا وشقيقتي، اعتمدت على نفسى لتجهيز كل المستلزمات التى تحتاجها العروس، ومن خلال راتبى اشتريت كل ما احتاج دون الاعتماد على احد، وانتظرت فارس الاحلام الذى ابدأ معه الحياة الجديدة السعيدة.

رشح لى زملائى فى العمل، زميلا لنا يعمل موظفا فى المستشفى ذاتها، كما أنهم رشحوني له ايضًا، ولعب القدر دوره خاصة انى هادئة الطباع وليس لى الكثير من المعارف والاصدقاء، قلت لنفسى انه موظف محترم وعلى قدر من التعليم فمن المؤكد انه مناسب، ورغم ان هناك بعض المطبات التى كانت مثل جرس الإنذار لي لكنى لم انتبه، من اهم تلك الاحداث انه تقدم لخطبتى 5 مرات وفى كل مرة كان يحضر دون والدته ويطلب من اشقائى أن ينتظروا حتى يسأل والدته عن رأيها، ثم يعود ليغير كلامه مرة اخرى ويكرر المشهد بسؤال والدته وهكذا، وعند كتابة قائمة المنقولات اعترض بشدة وكان يرفض كتابة قائمة منقولات وافتعل الكثير من المشادات مع اشقائى بسببها.

ورغم أنه اشترط أن يتم الزواج فى منزل امه بحى الزيتون، لعدم قدرته على شراء شقة، وافقت مقابل ألا أترك عملى قبل شراء شقة خاصة بنا، لانى لا احب الاعتماد على الغير وتعودت أن كل مليم أنفقه يكون من مجهودى،اعتقدت انه منصف في هذا الأمر وسوف نساعد بعضنا البعض لتوفير المال وشراء شقة مستقلة، لكنى اكتشفت انه انسان كسول ويحب الاعتماد على الغير، حتى انى علمت فيما بعد أن اشقاءه هم الذين اجتمعوا واشتروا كل الاثاث الذى اتفقنا عليه عند الزواج.  

تستكمل أضواء ببرقة في صوتها تختلط بالحزن كلامها قائلة:تم الزواج عام 2013وبعد 5 أشهر زواج كنت قد اعتدت على مشهد واحد وهو الذى استمر معى طوال فترة زواجى والتى وصلت الى9 سنوات؛ حين استيقظ مع شروق الشمس أقوم بتنظيف المنزل وغسل السجاجيد والتى تطلب حماتى مني غسلها كل اسبوعين بلا مبرر، لانها رفضت رفضًا قاطعًا فرش السجاجيد الجديدة التى اشتريتها عند الزواج، متعللة بأنها تتسبب فى الشعور بالحر، واضطريت أن اخضع لأوامرها وعشت على السجاجيد القديمة، والتى كانت تضطرنى أن اغسلها كل اسبوعين، وبعد ذلك أقوم بإعداد وجبة الغداء والأهم تجهيز وجبة الإفطار لـحماتي وإعطائها الدواء الخاص بها ولما لطالما كنت ممرضة!، ثم أذهب إلى عملى حيث الوردية الخاصة بي فى المستشفى تمتد من الساعه الواحدة ظهرا حتى التاسعة مساءً، أما زوجى فكان عمله من الصباح حتى الثالثة عصرا ويعود إلى البيت يقضى باقى اليوم بجانب والدته، يتناولان الغداء ويقضيان الوقت برفقة بعضهما، وأعود من العمل لأجد كومة من االمواعينب فى انتظارى لأقوم بغسلها، وأحيانا أجد احد من اشقائه أو شقيقاته حضر لزيارتهم تاركين المنزل فى حالة يرثى لها، وكأنهم ينتظرون عودة االشغالةب للمنزل لتزيل آثار الفوضى، ولا ينتهى اليوم عند هذا الحد، ولكن أجد زوجى فى انتظارى يريد حقوقه الشرعية، لأسقط بعدها غارقه فى نوم عميق لا أشعر بالدنيا بعدها، حتى أفيق على صباح اليوم التالى ليتكرر نفس السيناريو، واستمر هذا الحال سنوات طوال، كنت اشعر بالسئم أحيانا واحيانا اخرى اصبر واحتسب ما أفعله عند الله.

لعنة كورونا

وبأسى بالغ تتذكر أضواء تفاصيل مأساتها قائلة:بعد شهور قليلة من الزواج حضر من يعطيني السعادة والامل؛ حملى فى ابنى الكبير، لتكون هدية حماتى لى انها أمرتنى وانا حامل فى أسبوعين بغسيل السجاجيد والحوائط، ومسح الشقة قائلة؛ انضفى قبل ما تتقلى وبطنك تكبرب، ورغم أن ابنتها الكبرى وهى تسكن فى نفس الشارع، حضرت وطلبت منها ان تتركنى وشأنى خوفا على الحمل، لكنها أصرت على موقفها وطلبت منها الرحيل، وأنهيت التنظيف وذهبت إلى عملى كالمعتاد.

لكنى شعرت بتعب كبير وحزن على نفسى، خاصة انه لم يكن هناك أحد يقف بجانبى أو يمنحني حقى، فاتصلت بزوجي طلبت منه أن يحضر لاصطحابى، وطلبت منه أن يكون لى صديق قبل أن يكون زوجا، أن يكون صدرًا حنونًا لى وأخبرته بأنى لا اريد الشكوى لكنى أريد التحدث معه وافراغ غضبي خاصة انه ليس لى احد يقف فى صفى أو يجبر خاطري، لكنى اكتشفت انه حضر ليصطحبنى حتى يفتعل معى المشاكل بعد أن ملأت الأم رأسه بالشكوى نحوى، وادعت بأنى التى أصريت على غسل السجاجيد لعدم رغبتي في انجاب الأبناء منه، وانها حاولت منعى لكنى عاندت كي أضر نفسي، وهى المسكينة تبكى فى البيت خوفا على الحمل، والغريب انه صدق ادعاءها وانهال على بسيل من الاتهامات، وراودته الشكوك نحوى، والذى يثير الدهشه أكثر أنى فوجئت بشقيقته الاخرى تتصل بى وتتشاجر معى بسبب إصرارى على غسيل السجاجيد وعدم الاستماع لأوامر أمها.

عدت إلى البيت وانا فى حالة انهيار، ببساطة شديدة صرت أنا المذنبة،لاكتشف انها ليست المرة الاخيرة، وتعددت المشكلات والخلافات والاتهامات بنفس السيناريو ولكن بأحداث مختلفة، وكنت اريد عدم الانجاب منه مرة اخرى بعد ابنى الاكبر لكن ارادة الله شاءت أن أحمل، ورزقت فى حملى الثانى بولديّ التوأم.

عشت حياة صعبة واكتشفت مع الوقت أن زوجى متواكل وكسول وأنانى وبخيل، فى كل شيء مشاعر وانفاق، فكان يعطينى مصروف مواصلاتى لعملى بالكاد، حيث انه أقنعنى بطريقة ملتوية بأنه يريد ان يأخذ االفيزاب الخاصة براتبى، لانه المسئول عن مصروف البيت، وأقنعنى باسم الدين بأنه لا يوجد فرق بين الرجل وزوجته، وبأننا اتكشفنا امام بعضنا البعض فلابد أن يكون المسئول عنى، لذلك أعطيته الفيزا بسلامة نية وكنت راضية جدا وغير معترضة او متمردة.

وفوق كل ذلك كان شكاك إلى ابعد حد، رغم انه كان يمسك هاتفى المحمول طوال فترة قضائى فى البيت، يعرف الرقم السرى له، بصمة الاصبع لي، وبصمه العين كانت عينه وليست عينى انا، ورغم كل هذا الحصار ظل يشك في تصرفاتي والسبب كان عدم ثقته فى نفسه، وخيانته لى واكتشفت هذا عندما اغلق هاتفه برقم سرى لم اعرفه، ولم اعترض ايضا من اجل ابنائى وعدم خراب بيتى.

وبأسى وقلب موجوع تكمل اأضواءب مأساتها قائلة:فى الفترة التى ابتلى العالم فيها بوباء اكوروناب قضيت فترة طويلة من المعاناة، بسبب عملى كممرضة فى المستشفى وبالطبع تحول جزء كبير من المستشفى إلى مكان للعزل ورغم كل ما كنت ارتديه من وسائل للحماية، لكنى كنت بالنسبة لزوجى وعائلته مصدرًا للوباء، قوبلت بسيل من الاهانات والتنمر منهم، بقولهم اابعدى عن ماما هتتعبيها لو جرالها حاجه مش هنسامحكب، ورغم انه هو نفسه يعمل فى نفس المستشفى لكنهم كانوا يخافون منى انا وليس منه، رفضوا التعامل معى رغم انى كنت أطهر نفسى وملابسى جيدا قبل الدخول إلى البيت، وعندما أصبت بدور برد قام زوجى واشقاؤه بحجزى فى الغرفة لاكثر من اسبوعين حتى ظهرت نتيجة التحاليل والمسحة للتأكد من اصابتى بكورونا من عدمه، وكل ذلك خوفا على امه من أن تأخذ المرض منى، ولم يسمحوا لي بالخروج من الغرفة إلا بعد ان أكدت المسحة سلبيتي من وباء كوفيد 19.

الغريب انها بعد ايام قليلة اصيبت شقيقته الصغرى بكورونا ونقلت العدوى إلى احماتىب، والاكثر اثاره أن زوجى رفض رفضًا قاطعا ان تنعزل امه فى غرفتها، بل جعلها تجلس معنا فى الشقة متعللا خوفه على نفسيتها ومشاعر الحزن التى تنتابها على نفسها، وانه لا يريد حبسها فى غرفتها، لم اعترض ووافقت رغم خوفى على ابنائى بل اخذت اجازة من عملى لخدمتها، وبسبب انها كانت تحب تدليل ابنها بشكل مبالغ فيه فقد جاءت فى مرحلة العلاج رفضت استكمال علاجها، ليعود لها كورونا ولكن بصورة اكثر خطورة تسببت فى نقلها إلى العناية المركزة، وبالطبع اصيب ابنائى الثلاثة بكورونا بسببها، وكدت افقدهم فى ذلك الوقت ولم يفكر زوجى فى ابنائه ولكن كل تفكيره فى والدته وحسب.

وبعد فترة خرجت من المستشفى وحصلت على اجازة لخدمتها هى وابنائى حتى تم شفاؤهم، مجرد ايام واصيب زوجى بمرض رئوى معدي، واضطررنا لنقل والدته وابنائى لدى شقيقته وجلست معه بمفردى رغم خطورة مرضه لخدمته وحصلت على اجازة من اجله، وبسبب خوفى من شقيقاته وامه ولانى اعتدت انهم يتدخلون فى كل ما يخص حياتى، ورغم انه بدأ فى التعافى لكنى طلبت منه ألا يخبرهم بأنى سأقضي يوما فى المستشفى بسبب الضغط فى العمل ورفضهم غيابى ذلك اليوم بالتحديد، وبعد مرور ساعات قليلة فوجئت بشقيقته الكبرى تتصل بى وتنهال على بسيل من الاهانات والشتائم، ومعاملة لا يمكن أن يتخيلها عقل بسبب تركى لزوجي ذلك اليوم.

ولم ينته الامر عند هذا الحد بل اكملت هى وشقيقتها وامه اتصالاتهم بى وإهانتى لأكثر من يومين رغم انى اكملت اجازتى معه الايام التالية، لكنهم قصدوا جرح كبريائى ومشاعرى وعندما عاتبته على انه ابلغهم بنزولى للعمل، قال لى بهدوء ولا مبالاه شديدين امعلش هم بيخافوا عليّ وبيعتبرونى ابنهم وليس شقيقهم الاصغرب.

وفى احدى المرات كانت هناك مشكلة بينى وبين زوجى اصيبت والدتهم بترسبات دهنية على القلب، اعتقدوا انها اصيبت بجلطة وظل زوجى يتهمنى بأنى السبب فى اصابتها بجلطة القلب وراح يهددنى بالقتل إذا ماتت امه ولم يهدأ إلا عندما تعافت وخرجت من المستشفى.

العذاب أشكال وألوان

ومضت أضواء تقول: الأدهى والأمر أن زوجى يكره أن أكون متفوقة او لدى طموح فى تحسين مستوايا الاجتماعى؛ فبعد زواجنا بعامين حصلت على شهادة تقدير من المستشفى، رفض حضوره معى بل كان يستشيط غضبا فى ذلك اليوم وافتعل هو والدته معى العديد من المشكلات، وكأنه يريد كسر فرحتى، لم أدرك كل ذلك إلا بعد فترة من الوقت، وعندما اخبرته بأنني سوف التحق بمعهد التمريض حتى احسن من درجتى الوظيفية ومستوايا المهنى لأكون صورة مشرفة لأبنائى عندما يكبرون رفض بشدة بحجة انه لن يرضى بأن اترك خدمة امه وابنائه وتضييع الوقت فى المذاكرة.

حاولت إقناعه بشتى الطرق بسبب الحلم الذى كان يراودنى دائما لكنه أصر على رفضه، طلبت منه أن يقوم هو باستكمال دراسته حتى يحصل على شهادة افضل وبذلك يتحسن مستوانا الاجتماعى، رفض ايضا واستهزأ بى، بل طلب منى أن اترك العمل نهائيا واتفرغ لتربية الابناء ورعاية امه، فأخبرته بأنى سوف اقوم بعمل جمعية احصل عليها واعمل شهادة ادخار باسم ابنائى ثم اترك العمل، وبالفعل حصلت على مبلغ الجمعية 30 ألف جنيه قبل وفاة والدته بفتره قليلة، ولسوء تقديرى تركتها فى الدولاب وانا اعطيه الامان الكامل، لاكتشف أنه اخد نصف المبلغ وانفقه على جنازة أمه.

تنهى اأضواءب مأساتها قائلة:ذقت كل ألوان العذاب على يد حماتى وزوجى واسرته، ولم أدرك أن زوجى لم يتزوجنى إلا لخدمة والدته إلا بعد وفاتها، حيث ساءت معاملته معى بشكل يفوق الصبر، وشكوكه زادت نحوى واتهامات لا تقبلها امرأة على نفسها، بجانب المشكلات التى كانت تفتعلها شقيقاته معى، وتجمعهم لدى كل يوم جمعة بحجة انه بيت امهم وسوف يستمرون فى التجمع فيه كل اسبوع وعلي أن اخدمهم رغمًا عن انفى، ورغم علمهم بأنه يوم اجازتى الوحيد الذى استريح فيه من عناء اسبوع طويل، لكنى افاجأ بهم يحضرون بأبنائهم منذ الصباح الباكر لخدمتهم وقضاء يوم مع بعضهم، وعندما اعترضت وطلبت من زوجى أن يعاملنى برحمى اخبرنى بأن اشقائى اهم من وجودى معه، وأنه لن يعطينى الحق فى الحياة بحرية فى بيت امه.

حتى جاءت اللحظة التى انتهى فيها الامر بيننا منذ اربعة اشهر، حيث رن هاتفى من رقم غريب ليلا ورغم أن نفس الرقم اتصل به هو الآخر لكنه راح يتهمنى بأنى زوجة خائنة، وأخذ يفتش في الهاتف بشكل عصبي ويراقبنى بشكل جنونى حتى انه كان يرفض كلامى مع جيرانى وزملائي، واعتراضي على أنه أخذ نصف اموال الجمعية التي دفعت اقساطها من راتبي مصاريف لجنازة والدته وعمل مصاحف وسبح الكترونية صدقة جارية على روحها!

وعندما سألته عن الاموال راح ينهرنى ويسبنى فى شرفى ويهددنى بصورة التقطها لى أثناء العلاقة الزوجية، وهددنى بأنه سوف يفضحنى فى كل مكان بها، طلبت منه الطلاق ففوجئت به يقول لى هطلقك مقابل رحيلي من الشقة والتوقيع على تنازل عن حضانة ابنائى وكافة حقوقى، شعرت بخوف شديد، انتظرت خروجه من البيت، مصطحبا معه ابنتى الصغرى معه، فأسرعت واخذت ابنائى وعدت إلى بيت شقيقى.

حاولت الحصول على ابنتى وحقوقى بالاتفاق، لكن فوجئت به وقد اسرع إلى قسم الشرطة اتهمنى بسرقة المصوغات الذهبية الخاصة بأمه ومبلغ من المال خاص بشقيقته، وبالطبع تم حفظ البلاغ بسبب عدم وجود شهود ولانه محضر كيدى ليس له اساس من الصحة.

بصراحة جن جنونى بسبب جرأته بالتقدم ببلاغ ضدى فى القسم، فأسرعت برفع قضية ضم حضانة لابنتى الصغيرة حصلت على حكم بالضم من خلال المحكمة وذلك بعد شهرين من ترك البيت، كان خلالها يعيش زوجي فى منزل شقيقته، لاكتشف بعد ذلك بأنه تعمد تشويه سمعتى لدى جيراني، حيث اكتشفت أنه اوهم الناس بأنى سرقت ذهب والدته وهربت مع رجل آخر.

وفوجئت بشقيقته تحضر الى مكان عملى تأمرنى بأن أعطيها ابنائى حتى تربيهم هى، وعندما رفضت تعدت على بالضرب تسببت لى بكدمات بالغة، فأسرعت بعمل محضر عدم تعرض ضده هو واشقائه، كما تقدمت بدعوى الحصول على قائمة المنقولات، وبعدها بيوم فوجئت به يجذبنى من المستشفى الى بيت والدته حيث كان في انتظاري شقيقه الاكبر وهو يعمل موظفا فى جهة حكومية كبرى وأجبروني على التوقيع على عدد من الاوراق منها إيصال امانة على بياض بمبلغ بـ300 ألف جنيه لصالح واحدة من اقاربهم تعمل فى مجال التجارة، وتمكن فى فترة وجيزة من الحصول على حكم غيابى ضدى بالحبس سنة فاستأنفت الحكم.

وعندما حصلت على حكم بالحصول على قائمة المنقولات، فوجئت به قد اعطانى المنقولات الخاصة بوالدته وهي كلها قديمة بينما اخذ المنقولات التى كنت اشتريتها عند الزواج والتى لم نستخدمها بعد، لدرجة ان الخبير الذى حضر اثناء التنفيذ كتب فى تقريره؛ ان المنقولات التى استلمتها لا تصلح لزوجة مر على زواجها 9 سنوات فحسب ولكنه اثاث عمره اكثر من 30 عاما.

فأسرعت الى مكتب هدى جمال كمال المحاميه المتخصصه فى الاحوال الشخصية والتى تقدمت بعدد من القضايا، وكل ما اطلبه من كل المسئولين الاستماع لشكواى وحمايتى من زوجى وشقيقه الذي يهددنى بإيذائي من وقت لآخر، وانا امرأة ضعيفه لا حول لى ولا قوة.

محامية الزوجة:  بحكم القضاء.. حقوق موكلتي في الحفظ والصون

وتعلق محامية الزوجة هدى جمال عن الوضع القانونى لها فأجابت: قمت بعمل استئناف على حكم قائمة المنقولات بموجب تقرير خبير المحكمة وصدر حكم بالفعل بتعويض موكلتى بمبلغ من المال ما يعادل الاشياء التى لم تستلمها من قائمة المنقولات، كما تقدمنا بدعوى نفقة زوجية ونفقة صغار بنوعيها، وحصلت بالفعل على حكم تمكين من منزل الزوجية رغم انه أتى بشهود زور بأن الشقه هى شقة امه، لكن حتى صاحب البناية شهد بأنها تزوجت فى هذا البيت وانجبت ابناءها فيه، فصدر الحكم لصالح موكلتى بالتمكين من منزل الزوجية بالمشاركة بينهما لكونها لازالت على ذمته، وتقدمت بدعوى طلاق للضرر منظورة الآن امام المحكمة ومحدد لها جلسة فى بداية الشهر القادم، وبعد حصولها على حكم لصالحها سوف اتقدم بما يترتب عليه من دعاوى قضائية من مؤخر ونفقة متعة وفرش وغطاء واجر حضانة وكذلك التمكين منفردة بمنزل الزوجية لكونها حاضنة.

وتنهى المحامية هدى كلامها قائلة: المؤسف أن شقيقه الاكبر اتصل بعمها يهدده بأنه يمتلك لها صورا وتسجيلات بصوتها تثبت خيانتها له، وتهديده بأن الزوج سوف يتقدم ببلاغ يتهمها فيه بالزنا والخيانة الزوجية، وقد طلبت منه "اضواء" بأن يفعل ما بوسعه لانها واثقة من براءتها كل الثقة، وننتظر ما يفعله زوجها للرد عليه بالمستندات.

أقرأ أيضأ : مأساة «سحر».. تعيش في الشارع بعد طرد زوجها لها