كنوز| «زوارق» البحرية المصرية تحطم أسطورة المدمرة الإسرائيلية «إيلات»

تغطية جريدة «الأخبار» لعملية تدمير وغرق المدمرة الإسرائيلية «إيلات»
تغطية جريدة «الأخبار» لعملية تدمير وغرق المدمرة الإسرائيلية «إيلات»

احتفلت القوات البحرية بعيدها فى 21 أكتوبر الجارى الذى يوافق الذكرى 55 لتدمير وغرق المدمرة الإسرائيلية «إيلات»، لتصبح قصة تدميرها صفحة ناصعة فى تاريخ البحرية المصرية التى كسرت أنف عدو متغطرس أراد أن يستعرض القوة بأكبر مدمرة فى سلاحه البحرى فتمكن الأبطال بزوارق صغيرة من تدميرها، ما زال حطامها غارقا قِبالة سواحل بورسعيد الباسلة إلى الآن.

لتنتهى أسطورتها فى أول معركة صاروخية بحرية بعد 4 أشهر من نكسة يونيو 67، وقد أذهلت العملية العالم كله لما لهذه المدمرة من سمعة وخبرة طويلة فى القتال والسيطرة البحرية منذ الحرب العالمية الثانية، مرورا بالعدوان الثلاثى على مصرعندما هاجمت المدمرة المصرية إبراهيم الأول وتسببت فى أضرار كبيرة لها جعلت طاقمها يستسلم، واستولت عليها إسرائيل وضمتها للقوات البحرية الإسرائيلية باسم «حيفا»، وصولا لمشاركتها فى حرب 67، وتعودت هذه المدمرة بعد النكسة على اختراق مياهنا الإقليمية فى عنجهية. 

فى مساء 11 يوليو 1967 رصد رادار قاعدة بورسعيد البحرية هدفا متحركا على بُعد 18 ميلا بحريا، فتم رفع درجة الاستعداد، وصدرت الأوامر بإبحار زورقين «لانشين» طوربيد، الأول بقيادة النقيب عونى عازر ومساعده الملازم أول رجائى حتاته، والثانى يقوده النقيب ممدوح شمس ومساعده الملازم صلاح غيث، على أن تكون المهمة هى التأكد من اختراق الهدف للمياه الإقليمية المصرية، واستدراجه قرب مدى مدفعية المدمرة الراسية فى ميناء بورسعيد لتتعامل معه، تم رصد المدمرة ايلات التى هاجمت مدفعيتها السرب المصرى، فاشتعال الزورق الذى يقوده النقيب عونى عازر الذى قرر وطاقمه أن يقوموا بعملية «انتحارية».

بالاشتباك مع المدمرة التى انهالت طلقاتها وفجرت الزورق ليستشهد أبطاله بالكامل، وعادت لتخترق المياه الإقليمية المصرية قرب بورسعيد حتى يوم 18 أكتوبر 1967، معتقدة أن الهزيمة التى ألحقتها بالسرب الأول، ستجعل القوات البحرية المصرية تخشى المواجهة، لكن البحرية المصرية استعدت بزورقين، الأول بقيادة النقيب أحمد شاكر، والثانى بقيادة النقيب لطفى جاب الله وتم تزويدهما بصواريخ كومر السوفيتية من طراز ستيكس، وفى الخامسة والنصف مساء 21 أكتوبر توجه الزورقان نحو المدمرة.

وبسرعة خاطفة تم اطلاق الصاروخ الأول فأصاب جانب المدمرة التى بدأت تميل للغرق وأتاها الصاروخ الثانى الذى أغرقها تماما، وعاد السرب سالما دون أن يفقد أحدا من طاقمه، وكانت المدمرة تحمل ما يقرب من 199 ضابطا وجنديا ودفعة طلبة الكلية البحرية، قتل منهم 47 وأصيب 91، وغرقت المدمرة بالكامل، وما زالت أنقاضها موجودة قبالة سواحل بورسعيد الباسلة شاهدة على هذا الانتصار الكبير الذى أذهل إسرائيل والعالم فى وقت واحد، ليبقى تدميرها وإغراقها واحدة من أشهر المعارك العسكرية البحرية، وصدر قرار جمهورى بمنح الضباط والجنود المشاركين فى العملية أنواط وأوسمة الشجاعة، واختيار يوم تنفيذ العملية 21 أكتوبر ليكون عيدا للقوات البحرية المصرية.

من أرشيف «الأخبار» 

إقرأ أيضاً| سمير فرج: الفرقاطة ميكو 200 إضافة كبيرة لحماية الحدود واستثمارتنا