السفيرة الإماراتية بالقاهرة: نحن أكبر مستثمر في مصر

 السفيرة مريم خليفة الكعبي سفيرة دولة الإمارات لدى مصر
السفيرة مريم خليفة الكعبي سفيرة دولة الإمارات لدى مصر

أكدت السفيرة مريم خليفة الكعبي سفيرة دولة الإمارات لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، أن التقارب بين مصر والإمارات يستند إلى الوعي والفهم المشترك لطبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية والتحديات التي تشهدها المنطقة، وأهمية التعامل معها بسياسات ومواقف حكيمة ومتكاملة ترسخ الأمن العربي والإقليمي، وتحافظ على استدامة التنمية .. جاء ذلك في تصريحات لها أمس بمناسبة مرور ٥٠ عاماً على تأسيس العلاقات بين مصر والإمارات.

اقرأ أيضا : نائبة: الإمارات ومصر نموذج متفرد للعلاقات العربية الثنائية

وأشارت "الكعبي" إلى أن تاريخ العلاقات المصرية الإماراتية يرجع إلى ما قبل عام ١٩٧١ الذي شهد قيام دولة الإمارات تحت قيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والذي ترك وصية خاصة بمصر، قال فيها : "نهضة مصر نهضة للعرب كلهم، وأوصيت أبنائي بأن يكونوا دائماً إلى جانب مصر"، فهذه الكلمات لم تأت من فراغ ولكنها جسدت انعكاساً لما بين البلدين من ارتباط وثيق وفهم من مؤسس الدولة وأبنائه لمكانة مصر ودورها في المنطقة كدرع وسيف للعرب، وفي المقابل كانت مصر من أوائل الدول التي دعمت قيام اتحاد دولة الإمارات العربية عام ١٩٧١، والاعتراف به فور إعلانه ومساندته دولياً وإقليمياً باعتباره إضافة جديدة لقوة العرب، ومنذ ذلك التاريخ استندت العلاقات المصرية الإماراتية على أسس الشراكة الاستراتيجية بينهما لتحقيق مصالح الشعبين ومواجهة تحديات المنطقة.

وحول النمو في حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال السنوات العشر الأخيرة، قالت السفير الإماراتية بالقاهرة إن هناك تطور كبير ونوعي شهدته العلاقة بين البلدين خلال السنوات الماضية في عدة قطاعات رئيسية، لاسيما في المجالين الاقتصادي والتجاري الذي أدى إلى ارتفاع حجم التبادل التجاري إلى مستويات قياسية عام ٢٠٢٠ محققاً نحو ٢٦ مليار درهم، كما بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين خلال النصف الأول من عام ٢٠٢١،  ١٣.٥ مليار درهم، وتمثل مصر  الشريك التجاري الخامس عربياً للإمارات والشريك الـ 21 عالمياً، فيما تمثل الإمارات الشريك التجاري الثاني عربيا لمصر والعاشر عالمياً.

وحول الشراكة بين البلدين في مجال العمل المناخي، أعلنت السفيرة مريم الكعبي أن الفترة القادمة ستشهد مزيداً من التعاون بين مصر والإمارات في مجال  البيئة وتغير المناخ خاصة وأن أياماً قليلة تفصلنا عن مؤتمر قمة المناخ كوب 27 التي تنظمها مصر بشرم الشيخ، فيما ستقوم الإمارات بتنظيم مؤتمر المناخ التالي كوب 28، وهناك اهتمام كبير بتبادل الخبرات في موضوعات تغير المناخ خاصة فيما يتعلق بمخاطر تغير المناخ على قطاعات التنمية المختلفة، إضافة إلى تطوير وتنمية المحميات الطبيعية، وذلك في ضوء الأهمية الكبيرة التي تضعها دول العالم على البلدين في تحقيق تقدم ملموس في قضايا البيئة وتجاوز العقبات التي واجهت مؤتمر كوب 26.

وأوضحت السفيرة الإماراتية بالقاهرة أن الإمارات تعد أكبر مستثمر في مصر، كما تعمل أكثر من 1250 شركة إماراتية في مصر في كافة القطاعات الاقتصادية، والاستثمارات الإماراتية في مصر مرشحة للزيادة بسبب ارتفاع عائد الاستثمار، إضافة إلى النجاحات التي حققها الاقتصاد المصري رغم جائحة كورونا بفضل نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي، مشيرة إلى أن الدولتين بدأتا خلال الفترة الأخيرة الدخول في مجال التصنيع المشترك للسيارات البيك أب من خلال تأسيس شركة مصرية/إماراتية لإنتاج وتصنيع السيارات التي تعمل بالغاز الطبيعي والبنزين بسواعد مصرية وذلك تنفيذاً لتوجهات قادة البلدين بشأن توطين تكنولوجيات صناعية حديثة وخلق كوادر فنية محترفة، ودخل بالفعل عدد من  رجال الأعمال  الإمارتين في الاستثمار بمشروعات بالعاصمة لإدارية الجديدة، والعلمين الجديدة، بسبب آفاق الاستثمار العقاري الكبيرة في مصر وكذلك مشروعات البنية التحتية ومشروعات الطاقة ومجالات التصنيع المختلفة.

وحول الاحتفال بمرور 50 عاماً على العلاقات بين البلدين، قالت "الكعبي" إن قيادة مصر والإمارات حرصت على الاحتفال بمرور 50 عاماً على العلاقات المصرية الإماراتية، لتعميق العلاقات القوية المتينة على مستوى الحكومتين والشعبين إيماناً منهما أن البلدين قلب واحد، والإمارات ومصر يربطهما نموذج متميز من الشراكة قامت على التكامل وتعزيز المصالح.