نقطة على حرف

علي سعدة يكتب: السياحة.. والدولار

المهندس علي سعدة
المهندس علي سعدة

تذكرت كم كانت مدينتي بورسعيد في طفولتي رائعة الجمال.. الشاطئ الرملي الناصع البياض.. البحر الصافي الزرقة.. الكبائن الخشبية.. الادشاش متناثرة بطول الشاطئ الطويل بجوار الشماسي.. دورات مياه نظيفة (سيدات ورجال) كل ٣٠٠ متر مع عماله دائمه لتنظيفها اولا بأول.

وبعد حرب ٦٧ اختفي كل هذا الجمال واحترقت الكبائن والشاليهات وتم تجريف الرمال واستخدامها في المباني ( رغم خطوره ذلك ) وازدادت نفايات السفن في البحر ليتحول للون الاسود وتم هدم الادشاش ودورات المياه واستمر اهمال المدينه امتلاء الساحل بالكامل بالعشوائيات وحرمانها من المتاحف وسرقه تمثال ديليسيبس لتخرج المدينة بالكامل من خارطة السياحة في مصر .

لا ادري من الذي اصدر قرارا بهدم دورات المياه العمومية في المزارات السياحية ؟ كل الافواج السياحية معظمها من كبار السن ولطول المسافات يحتاجون دائما لدورات مياه صحية ونظيفة .. وليس سرا ان احد المرشدين السياحيين المصريين اخبرني ان اكثر المواقف احراجا لهم حين يطلب السائح الذهاب لدورة مياه .. !!!

روي لي صديق عزيز انه اثناء احدي رحلاته للولايات المتحدة الأمريكية وجد هناك معرضا عالميا للسياحة فقرر زيارته .. ومع انبهاره بالطرق الحديثة وفن اغراء السائح الا انه اصيب بالإحباط عندما وجد جناحا مصريا تحت رعاية هيئه تنشيط السياحة المصرية .. الجناح كان مملوءا بالصور التقليدية للأهرامات الثلاث وابو الهول والجمال والتماسيح ولا توجد صوره واحدة عن شواطئنا الجميلة او مزاراتنا السياحية المبهرة كدير سانت كاترين والكنيسة المعلقة ومساجدنا القديمة ذات الطراز الاسلامي الرائع .. وعندما طلب نسخه ( بروشور) من القائمين علي المعرض طلبوا منه دفع دولار واحد !! كظاهره فريده لم يرها في كل اجنحه دول العالم التي توزع بروشوراتها بالمجان .

( لاحظ ان الاسم هو هيئه تنشيط السياحه ومكتظه تماما بأعداد كبيره من العاملين )

قلنا مرارا ان السياحة هي اهم مصادر الدخل القومي من العملات الصعبة.. والمنافسة قويه للأسف مع البلدان المجاورة التي لا تمتلك ١٠٪؜ من المقومات التي نمتلكها.. لكن القليل من الفكر خارج الصندوق والإدارة الواعية سيغير الحال تماما.