ترميم المقتنيات الأثرية بمتحف المركبات الملكية تمهيدا لعرضها فى ذكرى افتتاحه

 ترميم المقتنيات الأثرية بمتحف المركبات الملكية
ترميم المقتنيات الأثرية بمتحف المركبات الملكية

قام د. مجدي منصور مدير عام الصيانة والترميم بزيارة متحف المركبات الملكية لمتابعة أعمال الصيانة والترميم الدائرة للمقتنيات الأثرية بمعمل الترميم بالمتحف والتي يتم إعدادها للعرض لأول مرة في الذكري الثانية لإفتتاح المتحف والتي توافق يوم ٣١ أكتوبر.

وكان الرئيس السيسى قد افتتح متحف المركبات الملكية بحي بولاق ضمن ثلاث متاحف أثرية هى متاحف "شرم الشيخ وكفر الشيخ والمركبات الملكية بالقاهرة".

بانوراما مبهرة

ويعد متحف المركبات الملكية بانوراما مبهرة لعرض أهم مقتنيات الأسرة العلوية ويتضمن أهم العربات الملكية التى شهدها هذا العصر فى سيناريو عرض متحفى مبهر للزائرين حيث تبدو العربات والحناطير فى صفوف مبهرة إضافة لعدد من اللوحات النادرة والقيمة لشخوص الأسرة العلوية وعدد من الفتارين التى تعرض ملابس السائقين فى عصر الأسرة العلوية وفاترينه هى الأغلى فى المتحف لعرضها أبرز وأندر مجوهرات الأسرة العلوية وعدد من النياشين وتتميز الفاترينة بأنها غير قابلة للكسر.

ويعتبر متحف المركبات الملكية واحداً من أقدم المتاحف النوعية بالعالم وإضافة جديدة لخريطة السياحة الثقافية في مصر.

ومن أهم متاحف المركبات في العالم، والذي بدأ مشروع ترميمه وتطويره عام ٢٠٠٢ وتوقف عام ٢٠١١.

تاريخ نشأة المتحف

ترجع فكرة إنشاء المُتْحَف إلى عهد الخديوي إسماعيل في النصف الثاني من القرن ال١٩، حيث تم تخصيص مبنى للمركبات الخديوية والخيول ببولاق، وتم تسميته في بداية الأمر "مصلحة الركائب الخديوية". وفي عهد الملك فؤاد الأول أطلق عليه اسم "إدارة الاسطبلات المَلَكِيَّة". وقد تم تحويل المبنى إلى مُتْحَف تاريخي بعد ثورة يوليو1952.

وفي عام 2002 تم إغلاق المتحف للبدء في تنفيذ مشروع متكامل لترميمه وتطويره ولكن توقف المشروع عام 2011. واستأنفت الأعمال مرة أخرى في عام 2018 حين أعطى الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار السابق إشارة البدء في استئناف العمل بالمشروع الذي بلغت تكلفته الاجمالية 63 مليون جنيه.

يتكون المُتْحَف، والذي تبلغ مساحته الكلية 6175 متر مربع، مجموعة من القاعات هى قاعة الأنتيكاخانة والتي تعرض العربات والمركبات المهداة الى الاسرة العلوية خلال المناسبات المختلفة وقاعة كبار الزوار والتي تضم عددا من المقتنيات النادرة الخاصة بالخديوي إسماعيل والأسرة العلوية، منها صالون ومكتب أثرى وبيانولا وجراموفون، ومجموعة من اللوحات الزيتية وصور فوتوغرافية خلال رحلات الصيد  أما قاعة الاستقبال فبها شاشة للعرض السينمائى لعرض مجموعة من الأفلام الوثائقية عن المركبات الملكية وتاريخ المتحف ومقتنياته وقاعة الاحتفالات التى تعد محاكاة للشارع المصرى فى العصور الملكية وتعرض أندر انواع المركبات. 

وبالمتحف قاعة المناسبات الملكية تضم مجموعة من العربات التي كان يستخدمها أفراد الأسرة العلوية خلال المناسبات الملكية المختلفة وقاعة الحصان تعرض الملابس الخاصة بالعاملين على العربات الملكية والاكسسوارات الخاصة بالخيول، هذا، بالإضافة الى نافورة مازالت تعمل حتى الان.

ويضم المتحف مجموعة من 470 قطعة أثرية رائعة الجمال من أبرزها 40 عربة مَلَكِيَّة مختلفة الأحجام والأنواع، ومجموعة من أطقم الخيول ولوازمها. ومن أشهر العربات الملكية هى العربة المعروفة باسم عربة الآلاى الكبرى الخصوصى، والتى تمتاز بدقة صناعتها وفخامة زخرفتها، وهى مهداه من الإمبراطور نابليون الثالث وزوجته الإمبراطورة أوجينى للخديوى إسماعيل وقت افتتاح قناة السويس عام 1869م. بالإضافة إلى الملابس الخاصة بالعاملين بمصلحة الركائب والذين ترتبط وظائفهم بالعربات، حيث كانوا يرتدون ملابس ذات طابع خاص تتميز بزخارف ملونة بألوان زاهية.

كما يعرض المُتْحَف أيضا مجموعة نادرة من لوازم الخيول من سروج، وركائب، وكمامات وماكينات قص الشعر، بعضها مثبت عليه حليات مثل التيجان الملكية والنجوم والأهلة المصنوعة من النحاس المطلي بالذهب. فضلًا مجموعة متنوعة من النياشين ولوحات زيتية للملوك والأميرات التي يرجع تأريخها إلى نفس الحِقبة التاريخية كما تم وضع بالمتحف مسار للزيارة خاص بذوى الاحتياجات الخاصة.

سيناريو العرض المتحفي 

وعن تفاصيل سيناريو العرض المتحفي الجديد فالمتحف يعرض ٤٢ عربة الى جانب مجموعة من مقتنيات الأسرة العلوية ، الى أن فناء المتحف يتميز بالاتساع، وهو أحد فناءين كان يعد فيه الركائب الملكية، أما واجهة المتحف فهى عبارة عن تشكيلات معمارية وكرانيش كبيرة بارتفاع 15 مترا عن سطح الأرض، كما يحتوى المتحف على حليات هندسية رأسية ونماذج لرؤوس الأحصنة يشرح فيها التشريح العضلى للحصان بالحجم الحقيقية للرأس وتحلى هذه الرؤوس بأوراق نباتية وزهور.

قاعات المتحف

ويضم المتحف ٧ قاعات الأولى تسمى قاعة "الانتخانة" وبها 6 عربات مميزة  وكانت تستخدم اغلبها للنزهة بالقصور الملكية للامراء والاميرات وكذلك فى الصيد أيضا ومن اهمها  العربة "سبت صغيرة" والتي سميت بهذا الاسم لصنعها من الخيزران المجدول، والعربة معلق عليها شمسية، ويجرها جوادان صغيران، ويقودها سائق كانت تستخدم لتنزه الأميرات الصغيرات في حدائق المنتزه.

والقاعة الثانية هي قاعة "كبار الزوار" والتى تضم أهم مقتنيات الأسرة العلوية ومنها مكتب كان يستخدمه الخديو اسماعيل وتمثال نصفى بالحجم الطبيعى له مصنوع من البرونز، واحد الصالونات التى كانت بالقصور فى عهد الملك فاروق، وبيانو صغير كانت تعزف عليه الاميرات، و جرامافون إلى جانب بعض اللوحات التى تعبر عن تدريب الخيول الملكية والصيد . 

والقاعة الثالثة هي قاعة "الاستقبال"، وبها فاترينة المقتنيات الذهبية والنياشين والبروشات إضافة إلى لوحات زيتية عبارة عن بورتريهات لملوك وملكات، وأميرات، وأمراء الأسرة العلوية بالحجم الطبيعى للملك فؤاد والاميرة فوزية والاميرة فائقه والأميرة جنان يار إحدى زوجات الخديو اسماعيل، كما يوجد بها شاشة لعرض الافلام الوثائقية باللغة العربية والانجليزية. 

وملحق بتلك القاعة قاعة "العرض المتغير" وهى القاعة الرابعة والتي ستعرض  شهريا مجموعة من العربات  التى لم تعرض من قبل، تعرف باسم "كلش" وهى نوع واحد ولكن مختلفة الشكل. 

وتتميز القاعة الخامسة، قاعة "الاحتفالات" ،بتصميمها الذي يأخذ هيئة الشارع فى العصور الملكية ، وتعرض أندر أنواع المركبات الملكية، ومن بينها عربة " كلش خصوصي " وهي عربة مكشوفة على هيئة قارب، مصنوعة من الخشب المدهون باللون الأسود عليه شريط عريض من النحاس المذهب، لها غطاء من الجلد الأسود المبطن باللون الكحلي يطوى شتاءء للحماية من البرد والأمطار، ويفرد صيفا للتهوية. 

وللعربة مقعدين أحدهما كبير بالداخل، والآخر لجلوس "الجروم" مساعد السائق لفتح باب العربة وبسط السلم المطوي، وكان يجرها أربعة جياد، ويقوم على خدمة العربة خمسة أشخاص، كما يسير بجوارها "قمشجية"، وهو رجل يسير أمام العربة لإفساح الطريق، و في الصباح يحمل عصا وفي الليل يرفع شعلة نار، لافتا الى ان تلك العربة شاركت في موكب الاحتفال بإفتتاح قناة السويس عام 1869 .

هدايا أوجيني

أما القاعة السادسة فهي القاعة "الرئيسية" للمتحف، وتعرض بها العربات والمركبات المهداه إلى الأسرة العلوية خلال المناسبات المختلفة، وأهمها العربة التي أهدتها الإمبراطورة الفرنسية أوجيني إلى الخديو إسماعيل بمناسبة افتتاح قناة السويس "الآلاى" ،وهي كلمه تركية معناها فرقة أو كتيبة، وللعربة تاريخ حافل وعظيم، فهي هدية من الإمبراطور الفرنسي نابليون الثالث وزوجته الإمبراطورة أوجيني للخديو اسماعيل.

وتلك العربة كان يجرها ثمانية جياد وجواد تاسع للدليل، وتخرج بصحبتها عربتان "نصف آلاي"، وقد قام الملك فاروق الأول بتجديدها واستخدمها في إفتتاح البرلمان سنة 1942، وكذلك استخدمت في حفلات الزفاف، وأشهرها زفاف الملك فاروق على الملكة فريدة سنة 1938 م. 

 ويعرض كذلك في تلك القاعة مجموعة من العربات التي كان يستخدمها أفراد الأسرة العلوية خلال المناسبات الرسمية المختلفة، مثل حفلات الزفاف، والمراسم الجنائزية، والأعياد والمتنزهات وغيرها. 

ويعرض أيضا بالقاعة السادسة الملابس الخاصة بسائقي الخيول، ومجموعة من الإكسسوارات الخاصة التي كانت تستخدم لتزيين الخيول، مثل الحدوة، واللجام، والسرج، وغيرها .

قاعة الحصان

و من داخل قاعة "المناسبات" يوجد مدخل للقاعة السابعة وهي  قاعة "الحصان" ، وبها ثلاث فاترينات يعرض بها الملابس للحاشية المسئولة عن قيادة العربات وافساح الطريق وتأمينها وجميع مستلزمات الخيل من الشدة والراكبة الخاصة به، ويوجد فى صدارة القاعة لوحة زيتية كبيرة لمحمد على يمتطى الجواد بالحجم الطبيعى وبعض اللوحات الاخرى التى تعبر عن الخيول فى جميع اوضاعهامن تدريب أو ترويض أو اعدادها للصيد والتدريبات الأخرى.

 ومن بين أقدم مقتنيات المتحف وثائق تعود لعام 1915 تتنوع بين خطابات بين إدارة الركائب الخديوية وقصر التين، إضافة إلى ركائب “المحمل” الذي كان ينقل كسوة الكعبة من مصر. 

نياشين الخديوي

ويعرض المتحف أيضا النياشين الخاصة بالخديوي إسماعيل ونيشان الزراعة الذي تم صناعتهم من الذهب والفضة والمينا الملونة، وميدالية لاتحاد الفروسية المصري المصنوع من الذهب الى جانب تمثال من المعدن للاعب البولو على قاعدة من الخشب الزان، وتمثال صغير من البرونز لحصانين، وعدد من التماثيل المصنوعة من البورسلين الملون، وعدد من السروج العسكرية التي كانت تستعمل في عهد الدولة العثمانية، وسروج أخرى خاصة بالأطفال والسيدات مصنوعة من الجلد والنسيج والمعدن، بالاضافة إلى ملابس سائق العربة الآلاي، ودومو آلاي وهو الفارس الذي يمتطى الجواد على الجانب الأيسر في المركبات الرسمية، وملابس دليل آلاي.

إتاحة المتحف لذوي الهمم

وكانت الإدارة العامة للتربية المتحفية لذوي الاحتياجات الخاصة بقطاع المتاحف، قد أكدت أنه تم تأهيل المتحف لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن في إطار استراتيجية وزارة السياحة والآثار حيث تم كتابة البطاقات الشارحة لجميع القطع الأثرية باستخدام طريقة برايل لذوي الإعاقة البصرية ووضع خريطة شارحة لقاعات المتحف عند المدخل، كما تم  تحديد ووضع الممرات الممهدة والمنحدرات لسهوله الصعود والهبوط بما يسهل حركة الكراسي المتحركة لذوي الإعاقة الحركية. 

وأشار إلى أنه تم وضع لوحات إرشادية بجميع القاعات باستخدام لغة الإشارة لذوي الإعاقة السمعية، بالإضافة إلى تخصيص دورات مياه لذوي الاحتياجات الخاصة مجهزة طبقا للمواصفات العالمية.

يذكر أن أسعار تذاكر متحف المركبات تبلغ ٢٠ جنيها للمصريين والعرب، و٥ جنيهات للطلاب، فيما تبلغ سعر التذكرة للأجانب ١٠٠ جنيه، و٥٠ جنيها للطلاب الأجانب ،ويبلغ سعر استخدام الكاميرا الفوتوغرافية ٥٠ جنيها، على أن يكون استخدام كاميرات الهاتف المحمول بالمجان.