تعليم موازي أم احتواء لـ«بيزنس» الدروس الخصوصية؟

تقنين أم استسلام.. السناتر تتحدى وزارة التربية والتعليم

تقنين أم استسلام.. السناتر تتحدى وزارة التربية والتعليم
تقنين أم استسلام.. السناتر تتحدى وزارة التربية والتعليم

◄ برلماني: دخلها بلغ 47 مليار جنيه..السناتر تتحدى وزارة التربية والتعليم

◄ بعد قرار وزير التربية والتعليم بترخيص الدروس الخصوصية

◄ هل استسلمت الدولة لأباطرة الدروس الخصوصية؟

◄ ألقاب ترويجية وصناعة «كاريزما» وهمية للمدرسين

◄ طرق الترويج: رحلات للملاهي وحفلات للترفيه.. وآخرها «انتش واجري»

 

بعد عقود طويلة خاضتها وزارة التربية والتعليم، في محاربة الدروس الخصوصية، للحفاظ على كيان الدولة المتمثل في عملية تعليمية منتظمة، لها مقرها الطبيعي، وهو المدارس، لا تخضع للأهواء ولا لبورصة المدرسين وأسعارهم المبالغ فيها، أعلن وزير التربية والتعليم تقنين الدروس الخصوصية، معلنا أن الوزارة تعمل على وضع آليات تضمن وجود بيئة سليمة للطلاب داخل مراكز الدروس الخصوصية وحوكمتها، بواسطة منح رخص مزاولة مهنة وفقا للمعاير والشروط التي ستقوم الوزارة بإعلانها قريبا حسب القانون. فهل انهارت مؤسسة الدولة واستسلمت لأباطرة الدروس الخصوصية؟

«أنتش واجري»

«صانع الأوائل.. وبتاع العربي.. والغزال الأسمر.. والقيصر»، كلها ألقاب ترويجية تظهر مدرسي السناتر كأصحاب «كاريزما» خاصة، وبالفعل تنجح كأداة في جذب الطلاب في مختلف المراحل التعليمية، واستقطابهم من المدارس، لسناتر الدروس الخصوصية، إذ يجد الطالب ما يريده من شرح واف، ومتابعة، واختبارات، بالإضافة إلى الجانب الترفيهي والذي وصل في بعض السناتر لتنظيم رحلات، وإقامة حفلات، وآخرها كان استضافة مؤدي المقطع المثير للجدل «انتش واجري».

                           

 

 مصلحــــــة

بعدما أثار الجدل باقتراحه، أكد الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أنه لم يتخذ قرارًا رسميًا بشأن ترخيص مراكز الدروس الخصوصية حتى الآن ولن يتم اتخاذ قرار نهائي إلا بعد إجراء حوار مجتمعي يضم أولياء الأمور والمعلمين وأصحاب مراكز الدروس الخصوصية وكل من له صلة بالمنظومة التعليمية.

وأكد وزير التربية والتعليم، في تصريح إعلامي، أن القرار يهدف لتحقيق «مصلحة الجميع، علمًا بأن وجود هذه المراكز لا يلغي دور المدرسة ولكن تستهدف عملية الحوكمة للدروس الخصوصية ضمان كفاءة المعلمين بها والحصول على دخل إضافي للإنفاق على المدارس لاسيما في المناطق الفقيرة».

47 مليار جنيه «الدولة أولى»

بعد طرح فكرة تقنين وحوكمة الدروس الخصوصة، من قبل وزير التربية والتعليم رضا حجازي، برر الدكتور حسام المندوه عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، قرار وزير التعليم، حيث أكد في الجلسة العامة بمجلس النواب على أن عملية التطوير قضية دولة.

وأضاف أن مراكز الدروس الخصوصية بمنزلة «اقتصاد غير رسمي» قيمته تصل إلى 47 مليار جنيه - وفق تقدير النائب - وهذه المبالغ لا تستفيد منها الدولة لذلك هناك ضرورة لدمج الاقتصاد غير الرسمي في الاقتصاد الرسمي.

بالحجز المسبق والحصة بـ 200

في جولة أجرتها «بوابة أخبار اليوم» بين السناتر، حاورت فيها بعض الطلاب والطالبات، أو إن صح التعبير «زبائن الدروس الخصوصية»، كشف الطلاب بعض الحقائق عن السناتر ونظامها وكيفية الالتحاق بها.

وأكدت هنا.إ، طالبة بالصف الثالث الثانوي العام، أنها بدأت البحث عن المدرسين منذ شهر يوليو أي منذ بداية الإجازة الرسمية، وأن الالتحاق بـ«السنتر» له قواعده الخاصة، حيث يتم الاتصال بالسكرتارية، التي تأخذ بيانات الطالب، وتخبره بقواعد السنتر، تكلفة الحصة، بالإضافة إلى تكلفة المذكرات والامتحانات.

ضرائب وغرامات

وأوضحت رحمة . س، أن سعر الحصة يختلف من بداية الدراسة عن مراجعات ما قبل الامتحان، حيث تصل تكلفة الحصة وقت المراجعة لـ200 جنيه، أما الأسعار في بداية العام تبلغ 300 جنيه في الشهر، إذا كانت المجموعة كبيرة وبها فوق الـ200 طالب، أما الخاصة التي تتسع لـ6 طلاب فقط، فيكون التعامل بالحصة التي تتراوح من 100 إلى 150، حسب المدرس، وحسب المادة.

أما محمد. ع، فأضاف أن سعر الحصة لا يتمثل في تكلفتها فقط، فهناك ضرائب وغرامات على التأخير، وعلى التحدث أثناء الحصة، وعلى الدرجات المفقودة في الاختبار، بخلاف سعر الاختبار الأساسي، حيث أن كل حصة يسبقها اختبار.

قرار واقعي

فيما أثنت الدكتورة بثينة عبدالرؤوف، الخبيرة التربوية، على قرار الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، حول منح ترخيص لمراكز الدروس الخصوصية، مؤكدة أنه قرار واقعي في ظل أن الوزارة حاولت مرارا وتكرارا إغلاق هذه السناتر دون فائدة، لكن ترخيصها سيعمل على تقنين أوضاعها، مشيرة إلى أنه لابد أن تضع وزارة التعليم معايير صارمة وحاسمة لهذه المراكز حتى لا تؤثر على سير اليوم الدراسي داخل المدارس.

وأضافت أن تقنين أوضاع الدروس الخصوصية سيعمل على تخفيف أسعار الحصة في السناتر، حيث يحدد الرسوم بما يتفق مع قدرات الآباء والجهد المبذول في التدريس في مختلف المواد التعليمية.

الأسعار "معاناة"

وتباينت ردود أفعال عدد من أولياء الأمور حول قرار الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم بشأن ترخيص الدروس الخصوصية وحوكمة مجموعات التقوية داخل المدارس.

ورأت إيمان حسني، ولية أمر طالبة، أن قرار الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، بشأن ترخيص سناتر الدروس الخصوصية، قرارا جيدا، مؤكدة أنها تعاني طوال الوقت من أسعار الدروس حتى تلبي احتياجات ابنتها، وأن هناك بعض المعلمين يطلبون مبالغ مرتفعة جدًا من الطلاب لحضور الحصة في المراكز.

إلغاء للمدارس

داليا الحزاوي، مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر، أكدت أن هذا القرار يجعل التعليم موازي وبديل للمدرسة، وأنه كان من الأجدر الاهتمام بطرح أفكار سريعة لعودة دور المدرسة الأساسي وحل المشاكل التي تعيق ذلك.

وأوضحت أن هناك تخوفات لدى أولياء الأمور بأن تقنين مراكز الدروس الخصوصية سيزيد من ثمن الحصة على أولادهم، وهم بالكاد يستطيعون توفير ثمن الحصة. ولفتت مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر إلى أن فكرة إسناد مجموعات التقوية في المدارس لشركة خاصة لإدارتها أثار تخوف أولياء الأمور من أن ذلك سيترتب عليه ارتفاع أسعار مجموعات التقوية.

وفي النهاية، هل سيتحول الشمع الأحمر الذي أغلق السناتر حينما اعتبرتها الدولة كيان غير مشروع، إلى جواز أخضر تمنحه الوزارة للسناتر، وهل سينتهي بذلك عهد المدارس وتصبح من ضمن المباني الأثرية!؟..أم ستتحول المدارس لمقرات للدروس الخصوصية وتفتح كل صباح أبوابها للسناتر رافعة الراية البيضاء!؟